تشهد النمسا جدلاً وترقباً بعد تهجم حزب يميني متشدد علي الإسلام والمسلمين والرسول الكريم، متهما إياه ب التحرش الجنسي بالأطفال . وهاجمت المحامية سوزانا وينتر العضو في حزب الحرية الرسول الكريم وحذرت من أن النمسا تواجه تسونامي من المهاجرين المسلمين مما سيجعل نصف سكان الدولة خلال عقدين من الزمن مسلمين . وأثارت تصريحات وينتر غضب الجالية المسلمة وردود فعل تتهمها بالعنصرية، فيما أعلنت وزارة الداخلية النمساوية أنه تم تأمين الحماية المشددة لها بعد تلقيها تهديداً بواسطة شريط فيديو، وقال المتحدث باسم الوزارة ردوولف غوليا إن وينتر طلبت الخضوع لحماية مشددة إثر عرض هذا الشريط . وعرض الفيلم علي موقع يوتيوب ويظهر عناصر مسلحين يؤكدون بالالمانية أن وينتر ارتكبت خطأ وستعاقب عليه . وخلال حملتها الانتخابية للانتخابات المحلية في مدينة غراز (جنوب شرق النمسا) والمقرر إجراؤها نهاية الأسبوع الحالي، رفعت وينتر يافطات ضخمة تصورها وهي تبتسم وتقول لا مكان للإسلام المتشدد . وألقت وينتر كلمة يوم الأحد هاجمت فيها الإسلام وقالت إنه يستحق إعادته إلى الضفة الأخري من البحر المتوسط ، وختمت كلمتها بتعليقات علي الرسول الكريم قائلة أن زواجه من طفلة في التاسعة من عمرها (السيدة عائشة) يعتبر بمقاييس اليوم تحرشً جنسيً بالأطفال . وتابعت وينتر تصريحاتها يوم الإثنين حيث قالت بصحيفة أوستريخ أن التحرش الجنسي بالأطفال منتشر بأوساط الرجال المسلمين وأن الرسول الكريم كتب القرآن خلال تعرضه لنوبات الصرع . ولاقت تصريحات وينتر تصفيقا حادا من جمهورها المتطرف خاصة من نائب زعيم حزب الحرية هينز كريستيان ستراخ. وأثارت تصريحات وينتر ردود فعل غاضبة بأوساط المسلمين والحكومة والقساوسة والكنائس وبقية الأحزاب السياسية النمساوية. وأدان المستشار النمساوي الفرد غوزنباور الثلاثاء تصريحات وينتر، محذراً من أنه لن يقبل ب المساس بالسلام والحرية والتسامح في النمسا . أما وولتر فيرك زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين ونائب رئيس بلدية مدينة غراز، فاعتبر تصريحات وينتر عنصرية تامة وتحيزا واضحاً ضد جاليات أثبتت وجودها في النمسا لسنوات عديدة ، وأشار فيرك إلى أن غراز تحتوي أقل نسبة من المسلمين في الدولة. كما تلقت الجالية الإسلامية دعما من حزب الشعب المحافظ الذي قال إن تصريحات وينتر تجاوزت الحدود وعلي كل الديمقراطيين إدانتها فوراً . ويتوقع قادة المؤسسات الإسلامية قيام مظاهرات عنيفة يوم غد الجمعة كرد علي تصريحاتها، وقال أنس شقفه رئيس الجمعية الإسلامية النمساوية إن المسلمين صدموا لتصريحاتها ولا يستبعد قيام مظاهرات عنيفة. أما المتحدث الإسلامي عمر الراوي فقال إن التصريحات التي تطال الإسلام وصلت حدا مقززا . وتخشي وزارة الخارجية النمساوية حصول هجمات علي سفاراتها في الدول الأسلامية حيث أرسلت لسفاراتها تدعوها للحيطة والحذر.