انعقاد الجلسة السابعة تحت عنوان "رواد الأعمال المصريين في الخارج والأفارقة وتحقيق التنمية المستدامة" وزيرة الهجرة: حرصنا على استضافة الأشقاء من القارة الأفريقية تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بدأت فاعليات اليوم الثاني من مؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة"، بانعقاد الجلسة الحوارية السابعة من جلسات المؤتمر تحت عنوان "رواد الأعمال المصريين في الخارج والأفارقة وتحقيق التنمية المستدامة"، بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، وبمشاركة عدد من الخبراء المصريين بالخارج والأجانب. وأدار الجلسة د. أحمد رستم الخبير المصري بالخارج. في مستهل الجلسة، أكدت السفيرة نبيلة مكرم حرصها على استضافة الأشقاء من القارة الأفريقية، تنفيذا لتوصيات القيادة السياسية في منتدى شباب العالم، وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين الشباب من مصر وأفريقيا، بجانب تشجيعهم وتحفيزهم. وتابعت وزيرة الهجرة أنها تؤمن أن علينا التوجه للتصنيع بشكل عاجل ووضع خطة عامة، موضحة أنه سيتم التنسيق والمتابعة بين وزارة الهجرة والوزارات المعنية، لمتابعة تصور وتنفيذ هذه الخطة، لتصبح طريقا للمستقبل يضمن الاستفادة من مواردنا وتوفير فرص عمل آمنة لشبابنا، ما يساهم بالطبع في الحد من الهجرة غير الشرعية، ويدعم خطوات التنمية المستدامة في مصر وبلدان القارة الأفريقية. من جانبها، قالت مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن الوزارة تعمل دائما على دعم ريادة الأعمال على مختلف مستوياتها، لافتة إلى أنه تم إنشاء مركز الابتكار "كرياتيفا" وله 7 فروع موزعة بالمحافظات للتدريب على ريادة الأعمال وتقديم الدعم والإرشاد لتعزيز الأفكار. وأضافت: "تم تدريب أكثر من 50 ألف، كما تسعى شركة إيتيدا لإبرام اتفاقيات لرفع وتعزيز الشركات الناشئة والعمل قد دعمها"، مشيرة إلى أن إيتيدا قامت بوضع استراتيجية شاملة لتعزيز هذه الشركات الناشئة باستخدام التكنولوجيا ومحاور الثورة الصناعية، وتابعت: "نهتم كثيرا بالتدريب والتعليم من أجل تقديم الكوادر المناسبة، وبدأنا بالفعل في إنشاء الجامعات التكنولوجية المتخصصة، بالتعاون مع الجامعات العالمية، بجانب إنشاء مدارس للتعليم الثانوي المتخصص وتركز على تقديم برامج مكثفة للطلاب بمراحل التعليم قبل الجامعي في مجال التكنولوجيا"، موضحة أن مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة تضم مراكز وحضانات للشركات الناشئة، وتوفر التدريب والأبحاث اللازم لدعم هذه الشركات وضمان استدامتها، وذلك بالتعاون مع شركات عالمية. في سياق متصل، أوضحت د. غادة خليل، مدير مشروع "رواد 2030" التابع لوزارة التخطيط، أهمية العمل على 3 محاور، من بينها التعليم بالتعاون مع جامعات عالمية لتوفير تدريب مهني للشباب، وكذلك حملة المليون ريادي لمليون شخص في مصر، وتوفير حاضنات الاعمال في الذكاء الاصطناعي، وكذلك الحاضنة المصرية الأفريقية أونلاين، ودعم مشروعاتهم للانطلاق وتخطي العقبات، وأضافت أن هناك استشارات يتم تقديمها للشركات الناشئة ومساعدتهم على تخطي المشكلات التقنية والتمويلية، موضحة أن وزارة التخطيط تسعى لإطلاق ملتقيات لتوظيف الشركات الناشئة، والانتقال بهم لمرحلة أكبر. وعن الحاضنة المصرية الأفريقية، أوضحت أن هناك اهتماما كبيرا بذلك، بجانب برامج دعم مديري مسرعات وخاضنات الأعمال في مصر وأفريقيا، ووضع خطط الإصلاخات الهيكلية بالعمل على تكنولوجيا المعلومات والصناعة والزراعة، والتوسع في التكنولوجيات الحديثة، وتابعت أن هناك توعية للمدارس في كل المراحل، لتعريفهم بمفهوم حاضنات الأعمال، وايجاد برامج تدريبية للتعاون مع افريقيا، وإطلاق أدلة استرشادية بلغات مختلفة، لمساندة الأشقاء في أفريقيا، موضحة أن مشروع رواد 2030 يعد ضمن أفضل المشروعات تصنيفا في العالم العربي. فيما أكد حسام الدين محمود، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أكد أن مصر لها تجربة رائدة في مجال شباب الأعمال، لافتا إلى أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه خلال مؤتمر شباب العالم عام 2018، بإنشاء مركزا إقليميا لدعم الشباب رواد الأعمال، وتابع: "أكبر التحديات التي تواجه رواد الأعمال في القارة هي مسألة التمويل، فنحو 45% من رواد الأعمال يتحدثون عن صعوبة الحصول على التمويل، وصولا إلى مسألة التدريب"، وأشار إلى وجود أفكار كبيرة لحل هذه التحديات، لكن تحتاج لتكاتف الجميع. وأضاف أنه لابد من حدوث انتقال واسع وكبير لريادة الأعمال من كونها نشاط مجتمعي إلى كونها جزء من الاقتصاد الأفريقي وتنميتها، وكذلك لابد من دعم الحكومات للمشروعات الناشئة ورواد الأعمال، بجانب تدريب الكثير من الشباب لخلق أجيال متعاقبة، ووجود منهج تربوي بالتعلم في أفريقيا والحد من البيروقراطية التي تواجهها شركات الناشئة، مؤكدا أن أفريقيا يمكنها أن تكون جزءا رئيسيا في الاقتصاد العالمي من خلال أفكار شبابها الرواد. بينما أشادت د. حنان وجدي، مسئولة المنتدى الاقتصادي بتنسيقية شباب الأحزاب، بهذا الحضور من رواد الأعمال المصريين والأفارقة، موضحة أن القيادة السياسية حريصة على تطبيق قواعد لتعزيز مكانة رواد الأعمال في السوق المصري، وهناك مبادرات كثيرة تم تقديمها لتعزيز البيئة الرقمية وتوفير التمويل لمشروعات ريادة الأعمال بجانب تقديم الاستشارات الفنية لتخطي الصعوبات، وتابعت أن مصر بها نحو خمس سكان القارة الافريقية، ولذلك فالمشاركة من شأنها أن تعزز الانطلاق لإيجاد فرص استثمارية أكبر وفي مجالات مختلفة. وفي سياق آخر، قال أ. عبد الله الإبياري، رئيس قطاع الاستثمار بصندوق مصر السيادي، إن لقاءنا اليوم يساعدنا على العمل بشكل أكبر والتعاون لبناء مستقبل أفضل للقارة الافريقية بأكملها، وتابع أن الصندوق السيادي المصري حريص على إتاحة الفرصة للمستثمرين من الخارج ومشاركة الأفكار والبناء على أحدث ما وصل إليه العالم والتوسع في مجالات متنوعة، من بينها الطاقة النظيفة، مع استضافة مصر لمؤتمر المناخ Cop27، وقال: "علينا النظر للمستقبل والاستثنار الجيد في إمكاناتنا والتركيز على بناء الاعمال وكذلك الاصول غير المستخدمة مما تملكه الحكومة، والافراد وطاقاتهم"، مضيفا أن الصندوق قدم وسيقدم دورات حول رأس المال المغامر والجرئ لتحقيق مزيد من النتائج والانطلاق بالدولة المصرية لمكانة أرحب وبالتالي القارة الأفريقية إذ أننا في القارة الافريقية أغنياء بالموارد الطبيعية وكذلك الأفكار والعقول والطاقات ولذلك علينا توظيفها مع التعاون والتكامل ليستفيد الجميع"، مضيفا أن مصر ترحب يالاستثمارات المختلفة وبالأشقاء الافارقة. قال أحمد رستم، إن قارة أفريقيا لديها الكثير من الإمكانيات والقدرات التي تؤهلها لتكون بيئة مواتية لريادة الأعمال، متمنيا توفير الشركات الناشئة وريادة الأعمال خلال الفترة المقبلة، للتماشي مع طموحنا في هذا المجال، مطالبا بضرورة تكامل بين رواد الأعمال في مختلف دول أفريقيا، حتى تتعاظم العوائد على دول القارة التي تمتلك فرصا استثمارية كبيرة، وتحتاج أفكارا رائدة لتحسين البيئة. من جانبه قال أحمد صقر، إن السوق الأفريقية يمثل فرصا كبيرة لتصدير المنتجات المصرية، وأعرب عن أمله في بناء مدينة تصنيع أو "مركز أخضر" للتصنيع سواء للمصريين والأفارقة لإدارة الأعمال بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باعتبارها واحدة من أهم المناطق المتميزة. فيما أكد د. محمد خاطر أنه لابد أن تكون هناك رؤية تنافسية ولابد من التركيز على تحسين يفكرون في مستقبلهم ويجب العمل على رفع قدراتهم والاستثمار في قدراتهم، ليكونوا رواد أعمال، ويتمكنوا من جذب مليارات الدولارات. والطموح يجعل هناك مزيد من المنافسة، ويجب أن يكون هناك أنظمة تكنولوجية باعتباره مكون رئيسي لريادة الأعمال، وكذلك حضانات ريادة الأعمال وصناديق تمويل عالمية تضم عددا من المستثمرين وأصحاب المصالح حتى تتعاظم العوائد. على صعيد آخر، أوضح فراس رحيم، من تونس ومؤسس مشارك ورئيس العمليات فى Relatic، أنه لابد من العمل على تعزيز ريادة الأعمال بالقارة الأفريقية وتوفير التمويل اللازم لهم لافتا أن شركته تعمل الأن على إطلاق صندوق لإدارة المخاطر لدعم هولاء الرواد، مؤكدا أن مصر أكبر الأسواق الجاذبة للاستثمار، ونعمل على تسهيل العوائق وجلب الاستثمارات العالمية للعمل مع الشركات المصرية والاستثمار في الشركات الناشئة. وقالت سيلفيا باندس، من زامبيا ورئيس شركة Pan Africa Women Entrepreneur s Program إن القارة لديها العديد من الشركات الناشئة التي تعمل في مجالات مختلفة، لافتة إلى أنها أسست شركة لإدارة المحاصيل الزراعية في بلدها زامبيا، لإنتاج محاصيل خالية من المواد الكيميائية، موضحة أنها سعت على تدريب 20 ألف مزارع لإنتاج المحاصيل الجيدة وتقديمها للمصانع، كما كنا نفقد الكثير من المنتجات الزراعية، وعملنا على تجفيف هذه المحاصيل بطاقة 1.2 طن، وبيعها من خلال المحال المختلفة، بهدف تقليل الفاقد والعمل على تسويقها. بينما قال د. عمرو عوض الله، مهندس ورائد أعمال مصرى بالولاياتالمتحدة: "أنا مقيم بكاليفورنيا، بدأت تأسيس شركة برأس مال 9 مليون دولار ووفرنا فرص عمل إلى نحو 300 ألف فرصة عمل بالعالم"، لافتا إلى أن التكنولوجيا أصبحت تؤثر بشكل كبير في مختلف المجالات. وأكد أن الاهتمام بتوفير البنية التحتية أمر هام للغاية لكن لابد من التفكير بالتوازي في صناعة التكنولوجيا، موضحا أن هناك شركات تمويل عالمية توفر التمويل اللازم للشركات الناشئة، ولم يعد التمويل هو الأزمة ولابد من التفكير في كيفية تقديم التكنولوجيا إلى العالم وليس فقط إلى مصر. وقد أكدت تمارا بوسيبي، استشارى متخصصة فى الصناعات البيئية، على ضرورة دعم رواد الأعمال الأفارقة وتوفير حكومات البلدان المختلفة لبيانات رواد الأعمال وشركاتهم، مؤكدة أنها تعمل على دعم هؤلاء الرواد الأفارقة للوصول إلى العالمية، مطالبا بضرورة العمل على تيسير الانتقال بين دول القارة، حتى ينعكس ذلك على رواد الأعمال من خلال تبادل الخبرات والتعرف على المشروعات الكبرى بدول القارة وإبرام عقود شراكة فيما بيننا. ومن ناحيته، أوضح أحمد الألفي، خبير ريادة الأعمال وتمويل الشركات الشبابية الناشئة وتبني الأفكار والكفاءات الواعدة وبناء المستقبل، أن علينا نقل مصر والقارة الأفريقية لجذب المصادر الطبيعية ودعم رواد الأعمال من الشباب، ووضع البرامج اللازمة للتمويل، ولذلك علينا الاهتمام بالتعليم لجني ثمار كل ما ننفقه في هذا الصدد، وتابع أنه ترك لوس انجلوس ليستقر بمصر، إيمانا بقدرات الشباب والقدرة على تمويلهم وقال: "لدينا مؤسسات قادرة على التخطيط للمستقبل وتمويل الشركات الناشئة، لخلق فرص عمل للشباب، كما أن علينا التنوع في الاستثمارات ونوع الشركات التي يتم تمويلها تلبية لمتطلبات السوق وتماشيا مع ما يحدث من تطور في البيئة الرقمية". فيما قال فرانك منجوا، رائد أعمال شاب من المملكة المتحدة، إنه يعمل في شركة ناشئة بالمملكة المتحدة، في مجال التكنولوجيا رفيعة المستوى، موضحا أن الاستثمارات التكنولوجية مهمة جدا لدعم الثورة الصناعية الرابعة وتطوير البرمجيات، ما يمكننا من فهم معطيات السوق والتنبؤ بما هو آت، مضيفا أن التحول في تكنولوجيا المعلومات يدعم أيضا الصناعات الخضراء والتحول الرقمي، وبلا شك فإن تعظيم سرعة الإنترنت من شأن أن يسرع الأعمال، ويدعم الوصول إلى مستويات متقدمة في تقديم الخدمات المختلفة. وبدوره، أوضح جينس كاتشر، من ألمانيا ورئيس الخدمات العملية والاتصال فى الاتحاد الأورومتوسطى العربى EMA ، أنه ممثل اتحاد الاقتصاد الألماني للتعاون المستدام بين دول المتوسط وألمانيا، والذي جمع رواد الأعمال ودعمهم في مشروعات مختلفة ومن بينها دعم رائدات الأعمال وسلاسل الإمداد وغيرها من المجالات، وتابع أنه هناك رؤية مستقبلية لتعظيم الاستثمارت في السوق المصري من جانب السوق الألمانية، مشيدا بتطوير منطقة التجارة الحرة الأفريقية واتفاقية التبادل التجاري، وغيرها من طرق الاستثمار وما يرتبط بخطوات التحول الرقمي والمجالات الخضراء، وقال: "أؤكد أن مصر فعلا تستطيع بشبابها .. تستطيع بالتعليم .. تستطيع بالتدريب أيضا، وإن اجتماعنا اليوم من مصر وأفريقيا ودول عالمية دليل كبير على ذلك". في نفس السياق، قال توما، أحد المفوضين باتفاقية التجارة الحرة للقارة الأفريقية ورائد أعمال أفريقي، إن الشركات الناشئة تبحث عن أسواق داعمة للعمل عن بعد، ولذلك يجب على حكومات دول القارة السعي نحو توفر المناخ المناسب لجذب هذه الاستثمارات، مضيفا أن أهم التحديات التي تواجه الشركات الناشئة هو البحث عن أسواق متنوعة وهو ما يتوافر بين دول القارة الأفريقية لاختلاف طبيعة دول القارة، وهو ما يمثل فرصة كبيرة للشركات الناشئة، لكن لابد من تسهيل الإجراءات والتراخيص، ويجب أن يكون هناك دعما لتواجد هذه الشركات بين الدول في القارة. بينما أكدت بيريس بوسير، من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمؤسس والرئيس التنفيذى لشركةFarmdrive، أن قطاع الزراعة في أفريقيا يمتلك فرصا كبيرة للنمو، لافتة أن هذا القطاع يتعاظم الاهتمام به في ظل الحديث عن مواجهة العالم لأزمة غذاء حقيقية خلال المرحلة المقبلة، وتابعت: "أنا أعمل على تقديم الحلول في الأسواق الناشئة، في مجال العلوم والزراعة والتمويل، ونعمل مع صغار الفلاحين الذين يعانون من ضعف الإنتاج لمساعدتهم على زيادة إنتاجية أراضيهم باستخدام التكنولوجيا"، مؤكدة أن أفريقيا تمتلك إمكانيات كبيرة في هذا القطاع وكذلك قطاع التكنولوجيا، ولابد من التخلي عن الأنماط الزراعية التقليدية والعمل على الإنتاج من خلال الذكاء الصطناعي. من جهته، أوضح كايس، رائد أعمال أفريقي شاب، أنه يقدم خدماته في تونس، مضيفا أن هناك تشارك مع مسئولين أفارقة مع اختلاف الثقافات، ولكن يجمعنا الأهداف والرؤية والتطلع لمستقبل أفضل يضم الجميع، مع وجود أصحاب أعمال آخرين، وأكد أن القطاع الصحي يحتاج إلى استثمارات أكبر فهناك في السنغال مثلا تخطيط معرفي جيد للاستفادة من الأعمال، ويضيف أن الأكثر جودة في المجال الخدمي والتصنيعي سيكون له الأفضلية بالتأكيد، فالسوق يبحث دائما عن الأفضل، مضيفا أن علينا بحث أفضل الطرق لإنجاح الأعمال والاستثمار في طاقات الشباب. وقد افتتحت وزارة الهجرة مؤتمر "مصر تستطيع بالصناعة" أمس الثلاثاء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، والمسئولين، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ورجال الأعمال، وعشرات الخبراء المصريين في الخارج والأجانب والأفارقة.