لا شك أن مقتل الشهيدة الزميلة شيرين أبو عاقلة إحدى قناديل الصحافة العربية والفلسطينية بالرصاص بدم بارد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين إحدى مناطق الضفة الغربية يمثل جريمة مكتملة الأركان. وأقولها بكل صراحة كمصري وقومي وعربي، إنني على يقين كامل بأن إسرائيل لن تعاقب، ولن يتم فتح تحقيق حيادي، وحتى إذا تم –لأنهم يعلمون أنها تحمل الجنسية الأمريكية- فمصيره إلى النسيان، لسبب بسيط جدا، أن الخلل العربي والاتفاقيات أباحت لإسرائيل أن تكون فوق القانون، وأن تضرب بالمواثيق الدولية التى تحمي حق الصحفيين في تغطية الأحداث عرض الحائط. والسؤال هنا: أين المنظمات الحقوقية العالمية، من جرائم إسرائيل؟ وهل تكفي بيانات التنديد والشجب للتصدى للبلطجة الإسرائيلية؟ الحقيقة أنه لن يحدث شئ.. إلا إذا كان هناك رد فعل عربي حقيقي وعملى، والأهم أن يكون رد فعل على مستوى الحدث. فبيانات الإدانة والاستنكار لن تجدى، لأن المجتمع الدولي نفسه جزء من الجريمة الإسرائيلية على أرض فلسطين. ولن تكون شيرين – التى أصبحت سترتها رمزا للمقاومة الحقيقية على أرض الواقع- نهاية المطاف، بل سيسقط وراءها آخرون في المرحلة القادمة، طالما لم يتم عقاب إسرائيل، التى تدرك أن كلمات الصحفيين أخطر عليها من الأسلحة النووية، وأقلام الصحفيين أشد عليها من الرصاص. رحم الله شيرين أبو عاقلة وشكرًا على بياناتكم!