قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن مستقبل العلاقات مع القاهرة يقلق قادة إسرائيل بشكل مخيف مؤخرا، في ظل التطورات التي تجري على الساحة المصرية، حيث يعتزم أول رئيس مدني لمصر محمد مرسي زيارة إيران الاسبوع المقبل، بجانب تواجد أسلحة ثقيلة للجيش في شبه جزيرة سيناء بالمخالفة لنص معاهدة كامب ديفيد، وفاقمها عدم وجود تنسيق بين الجانبين وهو ما يؤجج المخاوف من إمكانية انهيار المعاهدة التي تعتبر حجر الزاوية للسلام في المنطقة.وأضافت أنه مع اعتزام أول رئيس إسلامي لمصر زيارة إيران الأسبوع المقبل، ونشر دبابات عسكرية في شبه جزيرة سيناء بما يخالف معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل يثير قلق المسؤولين الإسرائيليين على نحو متزايد بشأن مستقبل العلاقات مع القاهرة، ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله :إن الاتصال مقطوع مع القاهرة لتنسيق العمليات التي تجري في سيناء، بجانب إعلان الرئيس محمد مرسي أنه سوف يتحدى الغرب ويحضر قمة عدم الانحياز في طهران، وهو ما يعقد الجهود الإسرائيلية الأمريكية لمعاقبة طهران وجعلها دولة منبوذة بسبب برنامجها النووي.وتابعت إن قلق إسرائيل تفاقم عندما أطيح بالرئيس المصري السابق حسني مبارك العام الماضي، وفقدان الرجل القوي الذي كان يمكن الاعتماد عليه في حفظ السلام، ونما القلق مع الانتخابات ومجيء رئيس من جماعة الإخوان المسلمين والأمن المتدهور في سيناء التي تمثل جسرا بين البلدين، بجانب مطالبة مختلف ألوان الطيف السياسي المصري في الأسابيع الأخيرة بإعادة النظر في المعاهدة وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالقيود المفروضة على وجود عسكري ثقيل بسيناء.وأوضحت إنه بينما أعلن مرسي أنه سيزور واشنطن الشهر المقبل، إلا أن زيارته لإيران أولا اثارت قلق إدارة أوباما، فقد ناشدت إسرائيل جميع الدول مقاطعة اجتماع عدم الانحياز تضامنا مع بواعث قلقها بشأن برنامج طهران النووي، كما أنه ينظر للدبابات في سيناء على أنها تهديد لإسرائيل بسبب عدم وجود تنسيق حول انتشارها، مما يقوض معاهدة السلام التي تعتبر حجر الزاوية لأمن إسرائيل على مدى عقود.ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته قوله: يجب علينا أن نلتزم بروح ونص معاهدة السلام وخلاف ذلك سيكون منحدرا زلقا، ولا أحد يعلم إلى أين يؤدي هذا، وقال ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم مرسي إن مصر تحترم معاهداتها.. وهي تفعل أي جهد لضبط التفاصيل من خلال الشرعية القانونية.وفي حين كان الدافع وراء الثورة -التي أطاحت بمبارك- الأوضاع الداخلية، فقد طالب المحتجون بمزيد من الاستقلالية لسياسة مصر الخارجية، كما انتقدوا بشدة تحالفات بلادهم مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ورئيس مصر الجديد، حريص على توطيد سلطته وتعزيز شرعيته، ويتعرض لضغوط لتلبية تلك المطالب.الرحلة إلى إيران ترسل إشارة واضحة بأن مصر ترسم مسارا جديدا من خلال الربط مع أحد اللاعبين في المنطقة الأكثر تأثيرا، رغم أنه لم يعط أي إشارة انها تخطط لاعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وبغض النظر عن النوايا، هذه الخطوة لا محالة تعادى إسرائيل، التي ترى أن برنامج إيران النووي تهديد لوجودها وتتعرض لضغوط من واشنطن وأوروبا للامتناع عن أي عمل عسكري ضد طهران.ودعا العديد من المصريين مرسي للمطالبة بالسيادة الكلية على سيناء، التي كانت منزوعة السلاح بموجب شروط معاهدة كامب ديفيد، وشكك البعض في إسرائيل ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستستخدم هجوم 5 أغسطس كذريعة لتعديل المعاهدة دون المرور عبر القنوات المناسبة.