قدم المنتخب الإيطالي مستويات رائعة في كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، وخاصة على الصعيد الهجومي، بدعم من الرباعي نيكولو باريلا وماركوس فيراتي في وسط الملعب وفيديريكو كييزا ولورينزو إنسيني في الهجوم، وهم النجوم الذين ساهموا في إنجاح التغيير الجذري الذي قام به المدير الفني، روبرتو مانشيني في طريقة لعب "الأتزوري". يتذكر الكثيرون جيل إسبانيا الذهبي، الذي سيطر على كرة القدم القارية والعالمية في الفترة ما بين 2008 و2012، بقيادة نجوم بحجم جوردي ألبا وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وديفيد سيلفا، وهم اللاعبون اللذين لا يتعدى طولهم ال1.73 متر، وكانوا يتمتعون في الوقت نفسه بمهارات قادت "الماتادور" للفوز باليورو مرتين وبكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وأثبت هؤلاء النجوم أنه يمكن الاستعاضة عن القوة الجسمانية والبنيان العضلي، بالمهارة والقدرات الكروية المميزة، وقيادة إسبانيا لتقديم كرة قدم رائعة تفوقت به على الجميع لسنوات، ويبدو أنه نفس النهج الذي تسلكه إيطاليا في الفترة الحالية. وبعد حوالي عقد من الزمان، يقدم المنتخب الإيطالي فريقا يضم لاعبين مشابهين لبعض نجوم جيل إسبانيا الذهبي، ويقدم كرة قدم مختلفة عن المعتادة من "الأتزوري" والتي تتميز بالهجوم والاستحواذ على الكرة واستغلال المهارة، بدلا من الاعتماد على اللعب الدفاعي والقوة البدنية. ويعتبر الرباعي إنسيني (1.63 متر) وفيراتي (1.65) وباريلا (1.72) وكييزا (1.75)، من الأعمدة الأساسية في خطة مانشيني، وهم قوام الخطر الأكبر على الدفاع الإسباني في موقعة ويمبلي بنصف نهائي اليورو، بعد أن الإطاحة ببلجيكا من ربع النهائي. يشكل فيراتي وباريلا إلى جانب جورجينيو في وسط الملعب، المحرك الأساسي لطريقة لعب إيطاليا، فيقوم الأخير بدور مشابه لما يقوم به بوسكيتس، إذ يكون المسؤوال عن معظم المهام الدفاعية بالإضافة إلى الخروج بالكرة إلى الأمام، وبعدها يأتي دور فيراتي وباريلا في محاولة خلخلة خطوط الخصم وسرعة نقل الهجمات في الخطوط الأمامية.