أكدت مصادر محلية وشهود عيان، سقوط عشرات القتلى والجرحى في تجدد للمعارك بمحيط مدينة زوارة، غربي ليبيا، بين مسلحين من المدينة الساحلية، وآخرين من بلدتي راقدالين والجميل المجاورتين، وسط أنباء عن استمرار المواجهات.وقال المتحدث باسم المجلس المحلي لمدينة زوارة، أيوب سفيان، إن أربعة قتلى سقطوا خلال المعارك، التي وصفها بأنها الأسوأ التي تشهدها المنطقة، منذ سقوط العاصمة الليبية طرابلس، في قبضة الثوار المناهضين لنظام العقيد الراحل، معمر القذافي، في أغسطس الماضي.ووصف المسئول الليبي، الوضع بأنه خطير للغاية، قائلا إن حربا حقيقية تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، وسط مخاوف من امتداد المعارك إلى عدد من المدن المجاورة.واندلعت المعارك في المنطقة قبل أيام، بين سكان مدينة زوارة، وغالبيتهم من القبائل البربرية، والسكان العرب بمدينتي راقدالين والجميل، أثناء عودة بعض أهالي زوارة إلى منازلهم، بعدما فروا في وقت سابق من العام الماضي، إلى الأراضي التونسية، هربا من المعارك بين الثوار وكتائب القذافي.وأشار سفيان، إلى أن عددا كبيرا من المسلحين، من أتباع القذافي، هاجموا مدينة زوارة، وقاموا باعتقال 25 مسلحا، حيث تعرضوا لأعمال تعذيب خلال فترة احتجازهم التي امتدت ليومين، كما وصفهم معتقليهم بالجرذان، وعملاء الناتو، وهي نفس التسميات التي كان يطلقها القذافي على الثوار المناوئين لنظامه.واجتاز آلاف الليبيين نقطتي العبور الحدوديتين مع تونس متوجهين إلى هذا البلد في الأيام الأخيرة الماضية.وأكد مصدر في الهلال الأحمر، أن خمسة ألاف ليبي عبروا يوم الاثنين، مركز راس جدير، وهو أكبر مركز حدودي بين البلدين. وقال إن الناس في حاجة للترويح عن أنفسهم وهم يأتون لقضاء إجازات أو للعلاج في تونس، مشيرا إلى أن هناك أجواء مشحونة في ليبيا.كما عبر نحو أربعة آلاف ليبي منذ السبت، مركز حدود الدهيبة جنوبتونس، وقالت مصادر أمنية، إن تدفق الليبيين يرجع أيضا إلى توتر الوضع في منطقة الزوارة الليبية، التي تبعد نحو 60 كلم عن الحدود التونسية.