قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إن حماية الاستثمارات الصينية فى مصر يمثل أولوية قصوى للحكومة، مشيرا إلى الجهود المبذولة حاليا فى القاهرة لتهيئة المناخ لهذه الاستثمارات والشركات الصينية العاملة بمصر لزيادة نشاطاتها بالشكل الذى يعود بالمنفعة على البلدين الصديقين.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى عقده وزير الخارجية محمد كامل عمرو بمقر السفارة المصرية فى العاصمة الصينية بكين اليوم الأربعاء، وشارك فيه ممثلو كبريات الصحف ووسائل الإعلام الصينية والأجنبية ووكالات الأنباء العالمية.ونوه عمرو إلي أن موضوع الاستثمارات الصينية والتعاون الاقتصادي بين مصر والصين، كان من بين أهم الموضوعات التى تم بحثها خلال لقائه مع كل من نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ، ووزير الخارجية الصينى يانج جيه تشى، حيث تم الاتفاق على العديد من موضوعات التعاون المستقبلية وعقد لقاءات مستمرة بين الجانبين للتنسيقودفع الجهود فى هذا الإطار.وأوضح أن المشاكل التى وقعت مؤخرا والخاصة بالشركات الصينية فى مصر تم تجاوزها سريعا وحلها بشكل فعال وحاسم، وهو الأمر الذى كان موضع ترحيب من الجانب الصينى.. مشيرا إلى أن هناك تنسيقا كبيرا بين الجانبين على دراسة هذه الأمور فى المستقبل والعمل على تذليل كافة المعوقات التى تقف أمام الاستثمارات الصينية وضمان سلامةالمصالح والعمال الصينيين فى مصر.وحول المواقف الصينية من القضايا العربية قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إن المواقف الصينية واضحة من القضايا العربية وهو عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى، والتعامل مع من يختاره الشعب ليمثله طبقا لارادة الشعوب العربية، وهو موقف وصفه بالمشكور للصين.وأضاف: أن الصين لها تاريخ طويل فى علاقات التعاون مع العالم العربى، ودائما ما ينتظر العالم العربى مواقف متوازنة وداعمة للقضايا العربية العادلة..معربا عن أمله أن يستمر الدعم الصينى للقضايا العربية وممارسة دور فاعل فى المستقبل خاصة فيما يتعلق بالقضية السورية.وأوضح وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن موقف مصر واضح من القضية السورية وهو أهمية الالتزام بحل سياسى لهذه القضية واحترام اختيار الشعب السورى ودعم الجهود العربية، وجهود الوساطة التى يقوم بها المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان.واستطرد: أن مصر ترفض الحلول العسكرية للوضع فى سوريا، وترى ضرورة الحل عبر طرق الحوار والتفاهم وتكريس إرادة الشعب السورى..مشيرا إلى أن العمل العربى من خلال جامعة الدول العربية سيدفع الجهود الحالية للوصول إلى حلول، فيما يتعين على كافة الأطراف المعنية فى سوريا وضع نهاية للعنف فورا وبدء محادثات سياسية وتخفيف الأوضاع والازمة الانسانية للشعب السورى.وحول سؤال بشأن الدور المصري فى اتفاقات التهدئة الفلسطينية قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو إن الدور المصرى والمساعى المصرية المستمرة بشأن القضية الفلسطينية معروفة للجميع ..مشيرا إلى أنه عندما طلب الأشقاء في فلسطين تدخل مصر وبذل الجهود لتهدئة الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، سارعت مصر بالتدخل ولعب دورهافى هذا الشأن والوصول إلى هذه النتائج الايجابية، وذلك من منطلق أن الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية تؤثر بالضرورة على مصر، وأن مصر لا تسمح أبدا بتعرض الشعب الفلسطينى لمصاعب بأى شكل من الأشكال.وحول العلاقات المصرية-الأمريكية فى الفترة الأخيرة، قال وزير الخارجية، إن العلاقات بين الجانبين المصرى -الأمريكى علاقات استراتيجية وعلى مدى طويل من التعاون المشترك، التى تصب دائما فى مصلحة البلدين..موضحا أن المساعدات الأمريكية التى تقدم إلى مصر هي جزء من هذه العلاقات وليست كل العلاقات بين البلدين.وأكد وزير الخارجية أن مصر لا تقبل الضغوط بأى شكل من الأشكال، وإن ما ستسفر عنه شكل العلاقات المصرية الأمريكية فى المستقبل هو أمر سيتحدده المواقف الأمريكية فى تعاملها مع القضايا الثنائية.يذكر أن وزير الخارجية المصري محمد كامل عمر يزور الصين حاليا فى إطار جولة خارجية، حيث التقى خلالها مع نائب الرئيس الصيني شي جين بينج ووزير الخارجية الصينى يانج جيه تشي، وتطرقت المباحثات لمجمل العلاقات الثنائية وسبل التعاون المستقبلى المشترك فى كافة المجالات، إضافة للامكانات التى تنتظر التعاون المشترك على الصعيد الاقتصادي والتجارى والاستثمارى.كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الوضع فى منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها الملف السورى.