اختتم مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة اعماله اليوم بالتأكيد على رفض كافة المحاولات الاسرائيلية لفرض سيطرتها على القدسالمحتلة ومقدساتها ومحاولة بسط السيادة على المسجد الأقصى المبارك بما يمس وصاية المملكة الاردنية الهاشمية عليه وعلى الأماكن المقدسة فيها. واكد المؤتمر في التوصيات الصادرة اليوم الأربعاء في ختام دورته ال98 بمقر الأمانة العامة الجامعة العربية برئاسة مدير دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الأغا. وشدد "المؤتمر" على رفضه أيضا لكل الإجراءات التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير واقع الحرم القدسي الشريف من الإغلاق أمام المصلين ومنع الآذان ووضع البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة بهدف تغيير الواقع القانوني والتاريخي القائم عليه. وشدد "المؤتمر" على دعمه للجهود الأردنية والفلسطينية والعربية التي من شأنها الحفاظ على واقعه القانوني والتاريخي ، مطالبا المجتمع الدولي بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإعادة الأوضاع كما كانت عليه قبل 14 يوليو الجاري وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة. وأدان المؤتمر بشدة أي اجتماع أو نشاط يعقد في مدينة القدسالمحتلة والذي ينتهك قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بالمدينة بإعتبارها أرضا فلسطينية محتلة. كما أدان القوانين العنصرية الاسرائيلية الهادفة لتمزيق شمل العائلات المقدسية وطرد المقدسيين من مدينتهم واستيلاء اسرائيل على العقارات المقدسية في البلدة القديمة ومواصلتها إجراءات تهجيرهم وهدم منازلهم ، مشددا على ضرورة استمرار التصدي لأي محاولات إسرائيلية للاستيلاء على هذه الممتلكات والطلب من المؤسسات ذات الصِّلة بتحمل مسئولياتها لوقف هذه الانتهاكات باعتبارها تطهيرا عرقيا يحرمه القانون الدولي. ووجه "المؤتمر" التحية والتقدير لأهل مدينة القدسالمحتلة على تصديهم الباسل للهجمة الاسرائيلية التهويدية الشرسة على مدينتهم ومقدساتهم وصمودهم في مدينتهم المحتلة وسقوط العديد من الشهداء خلال مواجهاتهم مع قوات الاحتلال والمتطرفين لحماية مدينتهم ومقدساتهم الاسلامية والمسيحية .. ودعا "المؤتمر" المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي المسؤول عن الأمن والسلم الدوليين لتحمل المسؤولية في الحفاظ على المسجد الأقصى وحمايته من التهديدات الاسرائيلية وحماية كافة المقدسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية. وأدان "المؤتمر" ما تقوم به اسرائيل ومحاولاتها تزوير تاريخ القدس والسطو على معالمها التاريخية من خلال إقامة حدائق توراتية وزراعة قبور وهمية يهودية وبناء كنس على أنقاض مباني الأوقاف الإسلامية في محيط الحرم القدسي الشريف وازالة المقبرة الإسلامية وإقامة متحف التسامح على أنقاضها ،ودعا منظمات اليونسكو والاليكسو والاسيسكو لتوحيد الجهود للتصدي للمخططات الإسرائيلية لتهويد أسماء المواقع الفلسطينية في مدينة القدسالمحتلة وسائر الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتسجيلها كمواقع إسرائيلية. وأكد "المؤتمر" أهمية دور مجالس سفراء الدول العربية والإسلامية في أماكن تواجدها لخدمة قضية القدس ،ودعا هذه المجالس لتكثيف نشاطها وجهودها في منظمة اليونيسكو والأمم المتحدة لدعم جهود المحافظة على مدينة القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وأدان"المؤتمر" استمرار إسرائيل في إغلاق المؤسسات الفلسطينية في القدسالشرقيةالمحتلة ،داعيا المجتمع الدولي لدعم ومساندة جهود دولة فلسطين لإعادة فتح هذه المؤسسات. ودعا "المؤتمر" المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في التصدى لأي عملية تهجير إسرائيلية جديدة لأبناء الشعب الفلسطيني تفرضها الضغوط المعيشية القاسية التي يعاني منها اللاجئين وغير اللاجئين في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وذلك نتيجة استمرار إقامتها لجدار الفصل العنصري وممارستها العدوانية الأخرى. كما طالب"المؤتمر" المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بذل جهوده لوقف النشاط الإستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة والجولان السوري المحتل . وأدان "المؤتمر" الممارسات الإجرامية للمستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، كما أدان الوجود الإستيطاني الإسرائيلي وتكثيف ذلك الاستيطان في الجولان السوري المحتل، مؤكدا على عروبة الجولان كجزء لايتجزأ من الأراضي السورية. ووجه "المؤتمر" تحية اعزاز إلى الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ونضاله وتضحياته وصموده خاصة في التصدى للاجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأراضي ألفلسطينيةالمحتلة. وطالب"المؤتمر" من الأمين العام للجامعة العربية التواصل مع الدول الأعضاء لضمان تسديد مساهمة الدول العربية لموازنة وكالة "الأنروا" وفقا للآلية التي يراها مناسبة وذلك تنفيذا لقرارات مجلس الجامعة الخاصة بتسديد نسبة مساهمة الدول العربية البالغة 7.73 في المئة من موازنة "الأنروا". كما طالب الدول المانحة الوفاء بالتزاماتها تجاه موازنة وكالة"الأنروا" ،معربا عن قلقه البالغ إزاء العجز المالي الذي تعانيه الموازنة لهذا العام والبالغ 121 مليون دولار أمريكي وما يمثله ذلك من خطر يهدد استمرار قيامها بتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين . وكانت الدورة ال98 لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة قد ناقشت على مدى ثلاثة أيام بمشاركة المسئولين عن شؤون اللاجئين الفلسطينيين في كل من مصر والأردن وفلسطين ولبنان إلى جانب المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، آخر التطورات في مدينة القدسالمحتلة ومحيط المسجد الأقصى المبارك إلى جانب أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة والاستيطان ودعم موازنة وكالة "الأونروا".