فى أول مؤتمر صحفى له بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا، وصف الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما، أمس، خليفته فى البيت الأبيض ترامب بأنه «ليس إيديولوجيا بل براجماتيا»، مشددا على أنه سيكون من الصعب على الرئيس الجمهورى المنتخب التخلى عن اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووى مع إيران، جاء ذلك فى الوقت الذى واصل فيه آلاف الطلاب الأمريكيين احتجاجاتهم على فوز الملياردير الشعبى بالرئاسة للأسبوع الثانى. وعبر الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته عن مخاوفه من الولاية الرئاسية لترامب الذى سيتولى مهماته فى 20 يناير المقبل والذى بدأ اختيار أعضاء إدارته. وقال أوباما «هل لدى مخاوف؟ بالطبع. بالتأكيد لدى مخاوف. هو وأنا نختلف على العديد من الموضوعات»، وذلك ردا منه على سؤال حول تعيين ترامب لستيف بانون اليمينى المتطرف كبيرا للمستشارين وكبيرا للمخططين الاستراتيجيين فى البيت الأبيض، فى خطوة أثارت غضب الجمعيات المناهضة للعنصرية. وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. واعتبر أوباما أن ترامب «ليس ايديولوجيا بل براجماتيا»، موضحا «وهذا ما سيكون مفيدا له فى حال احاط نفسه بأشخاص جيدين، وعرف بشكل واضح ما يريد». وشدد الرئيس الديمقراطى على أنه سيكون هناك «استمرارية إلى حد كبير» للسياسة الخارجية وأن بلاده ستظل «منارة أمل» و«أمة لا غنى عنها» فى العالم. وكان ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ التى أبرمت فى ديسمبر 2015. ووصف الخلل فى المناخ بأنه «خدعة» ابتكرها الصينيون. كما تعهد الملياردير الجمهورى بإلغاء الاتفاق حول البرنامج النووى الايرانى الذى وقعته طهران مع الولاياتالمتحدة والقوى الكبرى فى 14 يوليو 2015. لكن أوباما اعتبر أنه سيكون صعبا على ترامب البقاء على موقفه «لأن من الصعب التراجع عن شىء بدأ يعمل.. عن اتفاق رائع.. يمنع إيران من الحصول على سلاح نووى». ووصل أوباما إلى اليونان، اليوم، فى إطار آخر جولة رسمية يجريها إلى أوروبا، حيث يسعى خلالها إلى طمأنة حلفاء الولاياتالمتحدة. وقال أوباما إن «إحدى الرسائل التى بإمكانى أن أنقلها هو التزامه (ترامب) بالحلف الأطلسى (الناتو) وبالتحالف بين ضفتى الأطلسى»، معتبرا أن هذه التحالفات «ليس جيدة لأوروبا وحسب، بل أيضا للولايات المتحدة». إلى ذلك، اتفق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وترامب، خلال اتصال هاتفى بينهما مساء أمس، على ضرورة العمل بشكل «مشترك» لزيادة «تطبيع» العلاقات بين بلديهما، حسب ما أعلن الكرملين فى بيان. وفى نيويورك، أكد فريق ترامب حصول الاتصال لكنه اكتفى بالكلام عن رغبة ترامب بإقامة «علاقات قوية ودائمة مع روسيا والشعب الروسى». إلى ذلك، يتواصل عمل مستشارى ترامب المقربين فى البرج الذى يحمل اسمه فى نيويورك، لتشكيل الفريق الذى سيتولى الحكم مطلع العام المقبل. وأعلنت مديرة حملة ترامب، كيليان كونواى أنه «ستكون هناك تعيينات جديدة» الأسبوع الحالى، مضيفة أن ترامب «يعقد اجتماعات ويجرى اتصالات» مشيرة إلى أن «قسما من الفريق الانتقالى يعمل انطلاقا من واشنطن». بدوره، قال راينس بريبوس الذى اختير ليكون كبير موظفى البيت الأبيض إن «الرئيس المنتخب سيعالج خلال المئة يوم الأولى فى الرئاسة قضايا بينها مكافحة الهجرة غير الشرعية والتخفيضات الضريبية «وفهم» السياسة الخارجية ومكانة أمريكا فى العالم وتعديل قانون أوباما كير». فى سياق متصل، دخلت مظاهرات الاحتجاج على فوز ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية أسبوعها الثانى، وردد آلاف الطلاب عبارات مثل «ليس رئيسى» بعد الخروج من فصول الدراسة فى أنحاء البلاد. وخرج للتظاهر فى لوس أنجلوس نحو 4 آلاف طالب، وفى سياتل نحو 5 آلاف طالب، كما أفادت السلطات فى بورتلاند بولاية أوريجون ومقاطعة مونتجمرى فى ولاية ماريلاند وفى منطقة الخليج فى سان فرانسيسكو نظم مئات الشبان كذلك مسيرات احتجاج. وفى أوكلاند بولاية كاليفورنيا، رشق متظاهرون شرطة مكافحة الشغب بأشياء وحطموا نوافذ واجهات المتاجر.