قال وزير الخارجية محمد عمرو إن الثقة والصدقأمور مهمة للغاية في العلاقات الدولية .وأكد عمرو فى مداخلة مع الإعلامي حافظ الميرازى فى برنامج بتوقيت القاهرةالليلة الماضية أن السياسة الخارجية لمصر واضحة ونحن نقول ما نفعل ونفعل مانقول، والأحداث الأخيرة نقلت إعلاميا بشكل أعطاها صورة غير الصورة الحقيقية، ومنهنا تأتي أهمية التواصل المباشر مع المسئولين في دولٍ كثير ة، ومن بينهم وزيرةالخارجية الأمريكية ، والتي لم تكن الوحيدة التي تحدثنا إليها .وقال عمرو إنه تحدث أيضا مع وليام هيج وزير خارجية بريطانيا، وآلان جوبيهوزير خارجية فرنسا، وأكمل الدين احسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامي،والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ، مشيرا الى أن الصدق والثقة هما أهمشيئين في هذه المرحلة .كان عمرو يرد بذلك على سؤال حول معاناة مصر في السابق من عدم مصداقية بعضمسئوليها، حتى أنها حرمت من توقيع اتفاقية التجارة الحرة لعدم صدق أحد الوزراءالهاربين حاليا بالخارج، وطبيعة ما تريده واشنطن في الوقت الحالي من القاهرة خاصةفيما يتعلق بأحداث ماسبيرو.وأضاف وزير الخارجية لقد قمنا بشرح الصورة وتحدثنا بشكلٍ مبدئي لأن هناكلجنة لتقصي الحقائق ويجب علينا انتظار تقريرهاالمفصل حتى تكتمل الصورة .وبشأنِ حديث كلينتون عن إصدار قانونموحد خاص بدور العبادة وتجريم التمييزالديني ، تساءل الميرازي عن هذا القانون هل هو جزء من ضمانات للولايات المتحدة،أو أنه إبلاغ لواشنطن عن جهود تتم في هذا الشأن رد وزير الخارجية قائلا : نحن لانقدم ضمانات لأمريكا ولا لغير أمريكا، إن ما نفعله هو ما نرى أنه صحيحا لنا فيالداخل المصري ، مصلحة مصر هي في المقام الأول وهو ما نضعه نصب أعيننا ولا نقدمضمانات لأحد ولا نأخذ تعليمات من أحد، وهذا هو الواقع .وأضاف أن القانون الموحد لدور العبادة يمضي في طريقه منذ فترة، وقررناالتعجيل به ، وإضافة فقرة عن منع جميع أشكال التمييز كان محل نقاش من مجلسالوزراء منذ أكثر من أربعة أسابيع مؤكدا : ما نفعله هو لمصلحة مصر في الداخلوليس لإرضاء أي طرف خارجي .وفيما يتعلق بسير التحقيقات في أحداث ماسبيرو ، خاصة وأن أحد أطرافها هوالمجلس العسكري الحاكم حاليا، وإمكانية أن يخلق مشكلة لدى الأطراف الدوليةالمختلفة، أمريكية وغربية وعربية ، نظرا لكون المحققين ليسوا من خارج هذهالمنظومة أكد وزير الخارجية محمد عمرو أن الأمور لا ينظر اليها بهذه الطريقة وقال يمكن أن تكون النيابة العسكرية هي الجهة التي تجري التحقيقات ، لأنه وفقاللقانون المصري إذا كان أحد الأطراف عسكريا فالنيابة العسكرية هي من تجريالتحقيق ، وفي ذات الوقت هناك أيضا لجنة لتقصي الحقائق وهي لجنة مستقلة مدنيةتقوم بتقصي حقائق هذه الأحداث، وهما خطان سيوصلان في النهاية إلى صورة حقيقية لماحدث بالفعل .وشدد عمرو على أن المجلس الأعلى أو المؤسسة العسكرية هما في النهاية مؤسسةوطنية بشكلٍ واضح ولا يهمها إلا مصلحة الوطن وإظهار حقيقة ما حدث بالضب ط، دونالتصوير الإعلامي الذي لم يعكس ما حدث في الواقع .وردا على سؤال حول ما ذكرته وزيرة الخارجية الأمريكية من أن المجلس العسكريماض في تنفيذ الجدول الزمني الذي حدده، وأن واشنطن تدعم المجلس فيما يقوم به فيهذا الصدد، وسفيرتنا تقوم بجهد كبير في هذا الصدد، لكن الأمر لن يكون سهلا لنحكمعليه في هذه الفترة القليلة ، ومدى انعكاس هذه التصريحات الإيجابية خاصة علىالكونجرس الأمريكي فيما يتعلق بالمعونات الأمريكية لمصر ، وما إذا كانت هذهالتصريحات موجهة للكونجرس من قِبل الإدارة الأمريكية..قال وزير الخارجية فيالحقيقة هذه اللهجة تعكس تفهما أمريكيا لطبيعة الأوضاع في مصر في المرحلة الحاليةولما يواجهنا من ظروف كانت متوقعة بعد التغيير الكبير الذي حدث إثر ثورة الخامسوالعشرين من يناير ، وهناك تفهم من جانب الإدارة الأمريكية لحقائق الوضع على أرضالواقع في مصر، هذا بالطبع من المفروض أن ينعكس على مواقف الكونجرس لأن الإدارةتتواصل وتتفاهم معه .وبشأن مشروطية المعونات قال وزير الخارجية إننا عبرنا عن رفضنا لهذه المشروطيةوالإدارة الأمريكية أعلنت توافقها معنا في هذا الرأي مائة بالمائة وأنه لا مساسكذلك بالمعونات الأمريكية ، وقد وعدت الإدارة بذلك ، كما وعدت كذلك باستمرارالجهود لدى الكونجرس حاليا حتى لا يمر مشروع القانون المتعلق بذلك في بداياتهالأولى سواء بمجلس النواب أو مجلس الشيوخ .وردا على سؤال عما تردد عن وجود أسرى مصريين بالسجون الإسرائيلية ، أفاد وزيرالخارجية بأنه لا يوجد أسرى بالمعنى الحرفي لها ولكن قد يوجد مسجونون مصريون فيسجون إسرائيل، مؤكدا على أن مصر لا تنسى أبدا أبنائها الموجودين في الخارج، وأنوزارة الخارجية تتابع باستمرار وتدقق في هذه الأمور، وعند وجود أي فرصة لإطلاقسراح أي من هؤلاء فسوف تقوم الوزارة باستغلالها بالكامل .