طالبت الجامعة العربية بتضافر الجهود من اجل تفعيل استراتيجية الامن المائي العربي في مواجهة التحديات الراهنة وتحقيق التنمية المستدامة . ونبه نائب الامين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي في الكلمة التي القاها اليوم نيابة عن الامين العام أمام افتتاح الدورة السابعة لمجلس وزراء المياه العرب التي انطلقت اليوم بمقر الجامعة العربية الى ان المنطقة العربية تمر بمرحلة اضطراب وقلق غير مسبوق مما يحتم على الجميع تضافر الجهود في اطار المنظومة العربية والتكاتف لمواجهة التحديات المائية باعتبارها تمس الامن القومي العربي . ونوه بن حلي بقرارات قمة شرم الشيخ الاخيرة التي وضعت الاولوية لمجال الامن القومي العربي بابعاده العسكرية والسياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية معتبرا ان تحقيق المن المائي يشكل دعامة اساسية في مفحوم الامن القومي ، كما أن حركة الاصلاح الجارية في الجامعة العربية يندرج ضمن هذه الرؤية . كما شدد بن حلي على ضرورة تعزيز وحدة الموقف العربي للحفاظ على الحقوق القانونية والتاريخية للمياه العربية لمواجهة السياسات الاسرائيلية المتمادية في استغلال المياه العربية في فلسطينالمحتلة والجولان العربي السوري وجنوب لبنان ، الامر الذي يشكل خرقا صارخا للقانون الدولي . ودعا بن حلي الى استغلال التكنولوجيا لمواجهة التصحر والادارة السليمة للموارد المائية خاصة ان العديد من التقارير تحذر بان المنطقة العربية معرضة مستقبلا لمخاطر شح المياه والتصحر . من جانبه دعا وزير الطاقة البحريني عبد الحسين بن علي ميرزا الى ضرورة العمل على تحقيق التنمية المستدامة مشددا على أهمية محور الأمن المائي حيث ان المنطقة العربية تعتمد بشكل اساسي على توفير المياه من اجل ضمانن الصحة العامة وتحقيق التقدم العادل وتأمين الغذاء والطاقة . واستعرض ميرزا " رئيس الدورة الجديدة " لمجلس وزراء المياه العرب اهم التحديات التي تواجه قطاع المياه خاصة التزايد المضطرد على استنزاف الموارد المائية المحدودة المتاحة لديها من قطاعات المجتمع المدني والزراعة و الصناعة بالاضافة للتحديات المتعلقة بمخاطر التلوث . وحذر وزير الطاقة البحريني من الانعكاسات المترتبة على هذه العوامل والتي تعجل بحدوث ازمة المياه تتطلب تكاتف الجهود العربية لزيادة الموارد المائية ووضع الخطط والسياسات الشمولية على الصعيد العربي خاصة التي تتعلق بالموارد المائية ذات المصلحة المستركة خارج منظومة الدول العربية . ونوه بأهمية لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بوفد وزراء المياه العرب وقال اننا استمعنا لآرائه وتوجيهاته السديدة فيما يتعلق يالتحديات المائية الراهنة وسبل مواجهتها .
من جهته اكد وزير الطاقة والصناعة القطري الدكتور محمد ب صالح السادة رئيس الدورة السابقة التزام بلاده بالتعاون مع الدول العربية في مجالات المياه والتنمية والعمل على زيادة الموارد المائية لتحقيق الصالح المشتركة وتطلعات الشعوب . كما اكد بن صالح السادة في كلمته امام الاجتماع ان التوافق واقرار مشروع الاتفاقية الطارية الخاصة بتنظيم الموارد المائية المشتركة بين الدول العربية يعتبر من اهم البنود التي يتعين على هذه الدورة النظر فيه واصدار القرارات اللازمة بشأنه وذلك نظرا لاهميته الكبيرة في تنظيم الحقوق المائية بين الدول العربية الشقيقة. ودعا للاستفادة من التجارب الرائدة والناجحة التي قامت بها الدول في مجال الموارد المائية . ونوه بالمراحل المتقدمة التي وصلت اليها الكثير من المواضيع المطروحة للنقاش ضمن جدول اعمال هذه الدورة من المجلس والتي كان اهمها الخطة التنفيذية لاستراتيجية الامن المائي لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة في الوطن العربي 2010-2030 والتي سيتم عرضها على القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها القمة المزمع اقامتها في تونس خلال العام الجاري ، تمهيدا لاعتمادها من اصحاب الجلالة والسمو رؤساء الدول وما تم التوصل اليه بشأن تحقيق اهداف الالفية فيما يخص المياه والاصحاح ، بجانب ما تم انجازه من خطوات بشأن مشاريع الادارة المتكاملة للموارد المائية وما تم من تنسيق بشأنها من المراكز المتخصصة وصناديق التمويل الاقليمية والدولية وكذلك ما يتعلق بنستجدات وتطورات التكيف مع التغيرات المناخية والدعوة لتقديم مبادرات بشأن حماية الحقوق المائية العربية.