سيتذكر التاريخ "الزعيم" عادل إمام بأنه من أوائل نجوم الفن في العالم العربي الذين تصدوا للإرهاب، سواء في أعماله على شاشة السينما أو على خشبة المسرح. ولا ينسى جمهور عادل إمام موقفه البطولي، عندما قرر الذهاب في التسعينيات إلى محافظة أسيوط التي كانت أحد جذور الإرهاب خلال تلك الفترة من أجل تقديم مسرحيته "الواد سيد الشغال". وكانت ثان الضربات التي وجهها عادل إمام في وجه الإرهاب عندما قرر أن يقدم فيلما سينمائيا يعكس رفضه للتشدد والتطرف الديني، وهو "الإرهابي" من تأليف لينين الرملي، ومن إخراج نادر جلال. وكانت السيدة هالة الشلقاني زوجة عادل إمام ضد تقديمه لهذا الفيلم تحديدا بسبب خوفها على حياته، وبعد تلقيه لتهديدات عديدة بعدم عرضه، ما دفع وزارة الداخلية المصرية وقتها إلى توفير حراسة مشددة عليه، وكانت ترافقه أينما ذهب. ولكن عادت زوجة "الزعيم" لتؤيده بقوة كي يقدم فيلم "الإرهابي" بعد هذه الرواية التي رواها في أكثر من لقاء إعلامي، ومنها مع الإعلامية هالة سرحان، والتي ورد فيها: "أثنا تحضيري للفيلم مع السيناريست لينين الرملي، وقعت محاولة لاغتيال وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، لتنصحني زوجتي وقتها بعدم عمل الفيلم من أجل أولادنا، ولكني شددت عليها بألا تتدخل في عملي". وتابع: "عدنا للتحضير للفيلم مرة أخرى، فوقعت محاولة لاغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن الألفي، والتي راح ضحيتها 21 فردا أمام مسرح "الليسيه" الذي كنت أقدم عليه مسرحية "الواد سيد الشغال"، لتعود زوجتي مرة أخرى، وتلح علي بعدم تقديم فيلم "الإرهابي"، ولكني صرخت في وجهها وأكدت لها بألا تتدخل في عملي". وأردف "الزعيم": "أثناء انهماكنا في التحضير للفيلم، وقعت محاولة اغتيال لرئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي، والتي راح ضحيتها الطفلة "شيماء" وهي بداخل الفصل الدراسي أثناء تلقيها العلم، لتدخل زوجتي علي وتقول لي باكية "ألم أطلب منك ألا تصور هذا الفيلم؟ أرجوك صوره الآن من أجل أولادنا". وعرض فيلم "الإرهابي" في سنة 1994، وشارك في بطولته شيرين، ومصطفى متولي، وإبراهيم يسري، ومديحة يسري، وحنان شوقي، وصلاح ذو الفقار الذي توفي أثناء تصويره. (كيف تغلب المخرج نادر جلال على عدم استكمال صلاح ذو الفقار لفيلم "الإرهابي" بعد رحيله؟)