تستغل دول العالم المتقدم السينما كسلاح لمواجهة الأعداء، فالتاريخ يعلمنا كيف استغلت الولاياتالمتحدةالأمريكية السينما خلال الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، في جذب دول العالم لمعسكرها من خلال تصدير فكرة دولة الرفاهية والمساواة، وكيف أصيب هتلر بهياج شديد عند مشاهدته للفيلم الروسي "المدرعة بوتمكين" مما جعله يجمع صناع السينما في ألمانيا لإنتاج فيلم منافس له.. وعلى المستوى المحلى واجه وحيد حامد وعادل إمام ولينين الرملى ونادر جلال ونادية الجندى مخاطر شديدة وتهديدات بالقتل بسبب أفلامهم ضد العمليات الإرهابية التي انتشرت في تسعينيات القرن الماضي، حتى وصل الأمر أن وضعتهم الجماعات الإرهابية فى "القائمه السوداء"؛ إلا أن صناع السينما حاليا يبدو أنهم قرروا اللعب على المضمون والابتعاد عما قد يسبب له أي مشاكل، واكتفوا بالمنافسة على تقديم راقصات جدد للجمهور، والتباري بعدد الأغاني الشعبية التي تضمها أفلاهم، وتقديم المجتمع المصرى وشبابه على أنهم بلطجية ليصبح السلاح الوحيد الحقيقي فى أيدى الفنانين سلاحا باردا.. وحيد حامد: الجمهور لا يهمه رؤية الواقع أمامه في السينما فيما أكد الكاتب وحيد حامد أن الجمهور لم يعد فى حاجة مباشرة لتقديم هذه النوعية من الأعمال في السينما، لأنه أصبح يرى الحدث فور وقوعه عبر وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة التي نقلت الجمهور إلى قلب الحدث. وأضاف أن ما يجب أن يقدم الآن هو الأسباب التى جعلت مثل هذه الجماعات الارهابية تصل إلى هذا الحد من الغباء وتقتل أولادنا على الحدود، مشيرا إلى أنه قدم فى مسلسل الجماعة تفاصيل ما أحدثه الاسلام السياسى فى مصر، مشددا على أن المصريين الذين عرفوا معنى الحرية لن ينتظروا فيلما أو مسلسلا كى يعلموا ماذا يفعل هؤلاء فى مصر، "لكن ما نفعله نحن المبدعون هو توثيق لتلك المرحلة الخطيرة فى تاريخ مصر ومحاولة لتفسير ما يحدث بسبب الإرهاب الفكرى الذى تحاول الجماعة بثه". نادر جلال: لم نخف ولكن الدولة غابت عن الإنتاج المخرج نادر جلال أبرز من قدم هذه النوعية من الأعمال السياسية التى تناقش قضايا الارهاب، قال ل "النهار": لم نخف يوما من مواجهة الارهاب بل على العكس رؤيتنا الحقيقية كانت فى الوقوف أمام هذه الجماعات الارهابية والتصدى لهم بشراسة، حتى قام الإرهابيون عام 1992 بإهدار دمى وكنت أعيش مع عائلتي فى تهديد مستمر لكننى لم أخف يوما بل على العكس كل ذلك كان يؤكد أننى أسير فى الطريق الصحيح أدافع عن بلدى وأحميها بسلاحى وهو الكاميرا. واعترف جلال بوجود تقصير من صناع السينما فى التركيز على الإرهاب الأسود من ميليشيات الإخوان المسلمين الذين يحاولون إسقاط مصر، مضيفا "وأنا على استعداد أن أقدم أى عمل يكشف تلك الجماعات لكن أين السيناريو الذى يساعدنى على ذلك وأين الإنتاج الذى يقدم هذه النوعية من الأعمال، فحتى حرب أكتوبر لم يقدم عنها أفلاما أخرى بعد الرصاصة لا تزال فى جيبى، فللأسف الإنتاج السينمائى يحتاج إلى استفاقة للعودة لتقديم الأعمال الجادة التى تقدم رسالة جريئة. لينين الرملى: المؤلفون أيديهم ارتعشت ولابد من تدخل الدولة الكاتب لينين الرملي قدم عددا من الأعمال السياسية سواء على مستوى المسرح أو السينما ناقش خلالها إرهاب تلك الجماعات وكان واحدا ممن قُدموا للعدالة بسبب أعماله هذه، قال في تصريحات ل"النهار" إن مصر تعانى من حملة موجهة من الإرهاب المعروف مصدره وهى المرة الأولى التى تحارب فيها مصر إرهابا معلنا، فإعلان جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وتنفيذها كل هذه الجرائم هو الحقيقة المؤكدة التي ينبغي أن نتوقف عندها الآن. وأضاف الرملي: كثيرا ماناقشنا قضايا الإرهاب بكل أنواعه لكنه كان إرهابا متخفيا إما وراء الدين أو وراء السياسة أو حتى وراء رجال الأعمال لكننا الآن أمام حرب حقيقية، ولذا أنا أعترف أن المؤلفين أيديهم ارتعشت أمام كتابة هذه الأعمال ولكن العيب ليس فى عدم كتابة أعمال ولكن في عدم تحمس جهات الإنتاج التى تتحكم في نوعية الأعمال التي يتم تقديمها، مشددا على ضرورة أن تقوم الحكومة نفسها بإنتاج هذه الأعمال "لأنها فى رأيى أفضل نعى حقيقي لهؤلاء الجنود الذين يفقدون أرواحهم يوما بعد يوم لمواجهة الإرهاب الغادر، وأعتقد أن مثل هذه الأفلام هو توثيق حقيقي لحرب الجيش والشرطة والشعب المصرى ضد الإرهاب". عادل إمام: ضعف الإنتاج وانتشار وسائل الإعلام أضعف دور السينما الزعيم عادل إمام كان أبرز الفنانين الذين واجهوا الإرهاب وعاش فترة طويلة فى حماية "البودى جارد" بسبب المحاولات العديدة لاغتياله بسبب تقديمه فيلمى الإرهابى والإرهاب والكباب، ليقدم فى صورة جريئة شكل الجماعات الإسلامية وهى تحاول تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية الأولى فى قتل الشرطة والشخصيات العامة والثانى فى تفجير مجمع التحرير. الزعيم يرى أن مصر تقف دائما في مواجهة الإرهاب بكل أسلحتها سواء بالسينما أو بالشعب. وقال النجم الكبير إن الإرهاب الفكري هو العدو الحقيقي الذي يتسبب في هذا الإرهاب الدموي الذي تشهده مصر حاليا، فمصر تعيش أخطر مراحلها بعدما انكشف وجه الإرهاب ليتحول من مجرد سلاح وجريمة لقتل الشرطة والجيش إلى إرهاب فكرى يخيف الناس فى البيوت معتبرا خروج الملايين لتفويض الجيش والشرطة في وجه الإرهاب كان أكبر رد على هؤلاء الذين يحاولون إسقاط هوية مصر وإسقاط حميتها السياسية والاقتصادية وهيبتها أمام العالم وأضاف إمام أن الأزمة فى السينما هى عدم وجود إنتاج حقيقي بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام المختلفة تقدم بشكل جريء ما يحدث بالصوت والصورة على عكس ما كان يحدث فى التسعينيات، ونفى الزعيم أن يكون الخوف هو السبب في ابتعاد الفنانين عن تقديم الأعمال الجريئة، ف"تاريخى الفنى يشهد أننى لم أخف يوما وقدمت العديد من القضايا وأنا على استعداد أن أقدم فيلم الإرهابى من جديد إذا قدم لى سيناريو وعمل فنى مكتمل لكشف وجه الإرهاب القبيح". بشير الديك: على الرقابة أن ترفع أيديها عن المبدعين من جانبه قال الكاتب بشير الديك، إن الفنانين قدموا أعمالا كثيرة عن الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، لكن الإرهاب الذى تعيشه مصر اليوم جديد علينا، جديد فى طريقة استقباله وفى العقليات التى تتعامل معه وفى الشعب الذى نزل للمرة الأولى ليفوض رئيسه عبد الفتاح السيسى ضد الإرهاب. أضاف "الديك" أن الشعب المصرى أصبح واعيا ويعرف من معه ومن ضده، مشيرا إلى أن الأفلام لم تعد كافية للتعبير عن الوضع الحالي، لكن المرحلة التى تعيشها مصر تحتاج تكاتف كامل من كل وسائل الإعلام بالإضافة للإنتاج الحكومى والإنتاج الخاص لتقديم مسلسلات ومسرحيات وأفلام وأعمال إذاعية وبرامج توك شو وبرامج تسجيلية لتوثيق ما يحدث فى مصر الآن بكل التفاصيل، مؤكدا أنه يكتب حاليا عملا يتناول أحداث رفح التى يقتل فيها جنودنا كل يوم ولكن بشكل إنسانى، "وأطالب الرقابة أن ترفع يدها عن المبدعين وأن تترك الفرصة لتقديم أعمال تتناول هذه القضايا" . نادية الجندى: مستعدة لكشف حقيقة الإخوان الإرهابيين في عمل سينمائي من جانها عبرت الفنانة نادية الجندى عن حزنها الشديد لما يحدث من قتل لجنود الشرطة والجيش، مشيرة إلى أن مصر لم ترَ أبدا هذا الكم من الدم المسال حتى فى وقت الحروب. وأضافت "الجندى": قدمت عددا كبيرا من الأعمال التى تناقش الإرهاب ووقتها كانت الرقابة مع كل موافقة لها على هذه الأعمال تؤكد أن الفنانين معرضون للقتل ولكن وقتها كان الإبداع هو السلاح الوحيد الذى رفعناه فى وجه كل جماعة غادرة ولم يهمنا، وأنا أعتب على القائمين على السينما الآن لغياب الأعمال السياسية التي تناقش ما يحدث فى مصر، فلابد من الضرب بيد حديد للقصاص لكل مصرى استشهد على يد هذه الجماعات الغادرة، وأنا على استعداد أن أشارك فى أى عمل يقدم حقيقة هذه الجماعة الغادرة.