أكدت صحيفة النهار اللبنانية أن وصول وزير الخارجيةنبيل العربي إلى منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية لم يكن مفاجئا لاسيماأنه بدا رجل اللحظة على الصعيدين المصري والعربي في ظل مجموعة مواقف اتخذهاولاقت صداها الداخلي والخارجي لاسيما خلال ترؤسه الدبلوماسية المصرية لفترة لمتتعد الشهر .وذكرت النهار بشخصية العربي التي تنطوي على ملامح تغيير تتماشى والحقبةالجديدة التي تعيشها المنطقة العربية فهو يتكلم قليلا ويعمل كثيرا وتجربته فيالخارجية خير دليل وهو يعي مايقول .وقالت الصحيفة - في عددها الصادر اليوم الأحد - إن مصادر الدبلوماسيةالمصرية تتحدث عن عدة عوامل كانت وراء ترجيح كفة العربي على المستويين المصريوالعربي في مقدمتها دوره التاريخي في الملف الفلسطيني والذي برز بداية في مساهمتهالقانونية في إصدار الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حيال الجدار العازلالأمر الذي أضفى بعدا قانونيا صلبا على القضية الفلسطينية والقرارات الدولية ذاتالصلة.وأكدت أن ذلك وفر للدبلوماسي والقانوني المتجرد إطلالة علمية على المجتمعينالعربي والدولي بعيدا عن المزايدات والطروحات السياسية التي حفلت بها القضية وقدتواصل هذا الخط البياني مع موقفه الأخير من اتفاق السلام مع إسرائيل.وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الذي سيواصل رئاسة الدبلوماسية المصريةشهرا إضافيا قبل تسلم مهماته العربية تمكن من تحقيق نقلة في فترة التقلبات التيعاشتها مصر وآخر تجليات هذه النقلة رعاية القاهرة للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية.وشددت على أن تصريحات العربي المتوازنة حيال بعض الدول ولاسيما إيران والأوضاعفي غزة ساهمت في إرساء أسس جديدة لمحت إلى إعادة تصويب بوصلة السياسة الخارجيةالمصرية وخصوصا حيال دول المنطقة.واعتبرت النهار أن مصير المقاربة العربية الجديدة للأوضاع المحلية فضلا عنإطلالة الجامعة العربية الممكنة على العلاقات اللبنانية-السورية إلى جانبالمبادرات التي قادتها مصر مع الأطراف اللبنانية بلورت خطا واضحا للمسار المرتقبسيحكمه السعي إلى علاقات أخوة وتعاون وحسن جوار بين الدول العربية وروابط صحيحةوسليمة بين الجامعة العربية والدول المحيطة الأمر الذي يفتح الباب أمام مرحلةاستقرار في العلاقات الملتبسة بين دول المنطقة.وتوقعت الصحيفة أن ينصب تركيز الأمين العام الجديد على تعزيز الإطار المؤسساتيالعربي ضمن الجامعة وإصلاحه وقد يشكل باكورته تفعيل محكمة العدل العربية التييعود إليها تسوية النزاعات بين الدول ودعم إنشاء مفوضية عربية تسعى إلى توحيدالصوت العربي الذي يمهد مع غيره لعمل عربي مشترك على أكثر من مستوى .وأشارت النهار إلى زيارة العربي للفاتيكان معتبرة أنها سعت إلى إعادة فتححوار بين الكرسي الرسولي والأزهر بحيث تكاد تشكل نموذجا للخط الذي سيعتمده الأمينالعام الجديد في مقاربته للعلاقات العربية العربية في المرحلة المقبلة.