جاءت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التاريخية لمصر لتشكل انطلاقة كبيرة وقوية نحو علاقة استراتيجية تحقق مصالح الجانبين وتسهم بقوة في بدء عصر ذهبي في مواجهة مؤامرات الإخوان وتنظيمهم الدولي الإرهابي ومخططات حلفائهم الرامية لزعزعة استقرار مصر وتهديد أمن المنطقة العربية، خاصة مع تأكيد الرئيس الروسي حرصه على تعزيز التعاون مع مصر ومساندته بقوة لثورة 30 يونيو وخارطة الطريق. وقد وصف الخبراء هذه الزيارة بأنها صفعة قوية للتنظيم الإخواني الإرهابي وحلفائه المتآمرين على أمن مصر والمنطقة، واعتبر الخبير الإستراتيجي محمود النجار أن زيارة الرئيس الروسي للقاهرة تكتسب أهمية كبيرة في توقيتها ومضمونها خاصة وأنها تعد الأولى له منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في مصر وكذلك النتائج الإيجابية الكبيرة التي تمخضت عنها زيارة الرئيس السيسي لموسكو في أغسطس 2014 والتي فتحت صفحة جديدة ومميزة في مسيرة العلاقات التاريخية بين البلدين. وتدرك روسيا الأهمية الجيواستراتيجية والديموجرافية لمصر كحليف قوي يمكن الاعتماد عليه في اقرار الأمن والسلم بمنطقة الشرق الاوسط، وتعول كثيرا على الدور الهام للقاهرة في مكافحة الارهاب والسعى نحو الوصول الى تسوية سلمية دائمة وشاملة للصراع العربي الاسرائيلي تقوم على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. كما يحتل الملف الاقتصادي أولوية متقدمة في سلم أولويات العلاقات بين البلدين خاصة وأن القمة المصرية الروسية تأتي قبل أسابيع قليلة على المؤتمر الاقتصادي الدولي المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ وسعي مصر لجذب رءوس أموال اجنبية تتجاوز 15 مليار دولار، ولدى روسيا ما يمكن أن تقدمه في هذا الملف خاصة وأن مصر من الأسواق الجاذبة للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط خاصة في مجال الإنشاءات والبنية الأساسية والمجالات الصناعية المتعددة. وقال إنه لايمكن أبدا اعتبار روسيا بديلا عن امريكا والغرب في سياسة مصر الخارجية ولكن التقدم الملحوظ في العلاقات المصرية الروسية يمكن اعتباره يأتي في اطار تنويع علاقات مصر الخارجية بالاتجاه شرقا بعد ان ظلت لعقود طويلة توجه بوصلتها نحو أمريكا والغرب. من جهته أكد الخبير الاستراتيجي حامد محمود أن زيارة بوتين إلى القاهرة تكتسب أهمية سياسية كبيرة وهى فى نفس الوقت استجابة لتطلعات الشعبين المصري والروسي. وأشار إلى أنه من المؤكد أن الرئيسين سينظران فى مجموعة واسعة من القضايا الاقتصادية والتعاون في المجالات العسكرية والعلم والتعليم والتجارة المشتركة. بالاضافة إلى بحث مسألة التعاون السياسى فى الشرق الأوسط، وزيادة الدور المحتمل بإنشاء منطقة للتجارة الحرة بين مصر وروسيا، همية هذا المشروع الهام الذي يتطلب التنفيذ السريع، لتعزيز تنمية الاقتصاد بين البلدين وتوفير قوة دفع لتنمية العلاقات بين البلدين، خاصة وأن روسيا تمثل فرصة استراتيجية لمصر، كما أن مصر أيضاً مركز استراتيجي في الشرق الأوسط . وأضاف أن لقاء الرئيس الروسي مع الرئيس السيسي يؤكد على بداية تدشين تحالف استراتيجي، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الروسية تاريخية، فضلاً عن أن روسيا هي الصديق لمصر منذ فترة الستينيات. وأكد أن عام 2015 يصادف الذكرى ال60 للتعاون العسكرى التقنى بين روسيا ومصر، فهذا التعاون كان له أثر كبير على المجتمع المصرى، فضلا عن مساهمته فى بناء السد العالى فى أسوان. وتعد الزيارة هي الأولي له منذ عشر سنوات وتأتي في توقيت مهم، وتدل علي مدي التواصل والدعم لمصر، وكذلك تدل علي نجاح زيارة الرئيس السيسي لروسيا بالإضافة إلي جولاته الخارجية لمختلف الدول التي زارها الرئيس.