قادت الصدفة البحتة المخرجا النمساوي أندرياس سولزر، لاكتشاف مذهل يتمثل في كشف شبكة أنفاق وملاجئ استخدمها النازيون من أجل تطوير سلاح نووي. وتقع شبكة الأنفاق المعقدة، والمتطورة، آنذاك، في ضواحي قرية سانت يورغن الصغيرة بالقرب من مدينة لينتز، التي يمر منها نهر الدانوب شمالي النمسا، وبالقرب من الحدود مع جمهورية التشيك حاليا. وتم تحديد الموقع بدقة اعتمادا على التقارير الاستخباراتية واختبارات الإشعاعات، التي كشفت عن مستوى أعلى من المستويات الطبيعية للإشعاع، حسبما أفادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية. وكان سولزر، الذي يقود فريق البحث، اكتشف تقريرا مهما يعود لعام 1944 كان أحد الجواسيس قدمه إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية، أشار فيه إلى ملاحظات بشأن برنامج سلاح سري في المنطقة، وتم تشييد شبكة الأنفاق والملاجئ بأيدي عمال سخرة من معتقلات النازيين. وفي أعقاب الحرب، تمكن الحلفاء من رصد المصنع، غير أنهم لم ينجحوا حتى الآن في الكشف عن المجمع السري المخبأ بعناية، واستخدم فريق البحث معدات وآليات ثقيلة للحفر في التربة والكتل الخرسانية والجرانيت للوصل إلى المدخل. وفى حوار له مع صحيفة "صنداي تايمز"، قال سولزر إنه تمت الاستعانة بسجناء كانوا عمالا محترفين وبخبراء ذوي مهارات خاصة في مجالات الكيمياء والفيزياء، ممن كانوا معتقلين في معسكرات النازية المختلفة في أوروبا، للعمل في هذا المشروع العملاق. وأضاف أن 320 ألف سجين عامل قضوا أثناء إنشاء الموقع السري في ظروف عمل قاسية ومرعبة. وحتى الآن، تم استخراج العديد من المقتنيات التي كانت موجودة داخل الأنفاق، من بينها قبعات تابعة للاستخبارات الألمانية، وبقايا أخرى مختلفة للنازيين.