تفوقت الصين وباتت ثالث دولة قادرة على نقل البشر إلى الفضاء وها هم ثلاثة من الصينيين ، من بينهم امرأة ، عازمون على البقاء خارج الأرض لمدة أسبوعين لإجراء تجارب علمية ولإبراز الطموحات السياسية الصينية في عالم الفضاء. انطلقت المركبة الفضائية شنتشو 10 ،واسمها يعني "السفينة الإلهية"، محمولة على رأس صاروخ من مطار جيوتشيوان في صحراء غوبي الصينية، وعلى متنها ثلاثة رواد فضاء امرأة ورجلين للمرة الثانية ترسل وكالة الفضاء الصينية امرأة إلى الفضاء ، وكان هدف هذه الرحلة الفضائية، التي مدتها أسبوعان، هي الوصول إلى محطة الفضاء تيانغونغ 1 واسمها يعني "قصر السماء"، على ارتفاع 350 كيلومتراً فوق سطح الأرض "السفينة الإلهية" و "قصر السماء" يبرزان الطموحات السياسية التي تصبو إليها الصين في عالم الفضاء، إذ تعتبر الصين من أقوى الدول في هذا المجال. وطول محطة الفضاء تيانغونغ عشرة أمتار وقطرها ثلاثة أمتار وهي صغيرة بالمقارنة مع محطة الفضاء الدولية ، ولكنّ للصين أهدافاً طموحة للغاية في مجال غزو الفضاء. فبحلول عام 2020 يسعى فرع الجيش الصيني، المسئول عن العمليات الفضائية، إلى إقامة محطة فضائية بحجم محطة مير الفضائية السوفيتية السابقة، بحيث تكون مأهولة بالبشر بشكل دائم. وكلما قام الصينيون برحلة جديدة تقدموا خطوة إلى الأمام في هذا الاتجاه. ومن جانب آخر،استفادت الصين عام 2011 من الخبرة الألمانية في مجال تجارب الفضاء في حالة انعدام الوزن وقد ساهم مركز الفضاء الألماني DLR في تزويدها بصندوق تجارب مخصص لإجراء 17 تجربة في مجال علوم الأحياء والطب. وحينها قال غيرد غروبه مدير المجلس التنفيذي لمركز الفضاء الألماني حول التعاون بين ألمانياوالصين "لقد تشجعنا على أخذ زمام المبادرة وفتح مجال شراكة جديدة في رحلات الفضاء البشرية بين سور الصين العظيم وألمانيا". ولقد تفوقت الصين بالفعل في تكنولوجيا الفضاء على أوروبا وباتت ثالث دولة قادرة على نقل البشر إلى الفضاء في العالم بعد روسياوالولاياتالمتحدة ولكن بعد إنهاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لبرنامج رحلاتها المكوكية لن يكون للولايات المتحدة إمكانية إرسال روادها إلى الفضاء إلا بعد ثلاث سنوات على أقل تقديروحتى ذلك الحين، فهي تعتمد على رحلات جوية على متن مركبة سويوز الروسية. ورغم أن أوروبا لديها المهارات الفنية لبناء المركبات الفضائية المأهولة بالبشر، إلا أن الإرادة السياسية الأوروبية ليست مع إنجاز مثل هذه المشاريع ولذلك، فإن الصين أضحَت تقدِّم آفاقاً جديدة في علوم الفضاء. ورغم أن الصين أشارت عدة مرات إلى أنها تريد المشاركة في محطة الفضاء الدولية لكن الولاياتالمتحدة ترفض هذا الأمر بشدة. فهذه هي الإرادة السياسية للحكومة الأمريكية "التي لا تريد التعاون في هذا المجال مع الصين" كما قال تشارلز بولدن، مدير محطة الفضاء الأمريكية ناسا في مؤتمر محطة الفضاء الدولية، الذي عُقِد العام الماضي في برلين وهذا ما يأسف له رائد الفضاء السابق تشارلز بولدن. وبصعود مركبة شنتشو 10 الصينية إلى الفضاء سيكون في المدار الفضائي تسعة من البشر لمدة أسبوعين ثلاثة رواد فضاء على متن محطة الفضاء الصينية تيانغونغ-1 وستة في وحدات محطة الفضاء الدولية، ومنهم امرأتان.