جيب بوش «صمت» إزاء جرائم أخيه.. وكريس كريستى يبدى تحفظًا رغم رفضه السابق ل«العنف» فى انتزاع الأدلة هيلارى توازن بين «التعامل القوى» مع قضايا الأمن القومى وضغوط الليبراليين.. وأومالى يدعو لإجراء تحقيق وضع تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكى حول تقنيات التعذيب التى اتبعتها وكالة المخابرات المركزية، فى استجواب المعتقلين بعد 2001، عددا من المرشحين المحتملين فى الانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة فى 2016، بموقع حرج. إذ فضل معظمهم الصمت، خوفا من أن تحسب كلماته على معسكر «تأييد التعذيب»، أو معسكر «التهاون مع الإرهاب»، وهو ما يمكن أن يؤثر على فرصهم من فى الماراثون نحو البيت الأبيض، إلا أن الجمهورى جيب بوش، شقيق الرئيس السابق، والمتورط الأكبر فى عمليات التعذيب، جورج بوش الأب، يبدو فى موقف لا يحسد عليه، حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. كرس كريستى (جمهورى)، حاكم ولاية نيوجرسى، والمرشح المحتمل للانتخابات، أبدى موقفا متحفظا حيال إعادة النظر فى قضية التعذيب، وهو ما يعد بمثابة تحول فى موقفه المعلن حيال القضية ذاتها وقت أن كان يشغل منصب المدعى العام الفيدرالى فى نيوجيرسى عام، 2002 فى عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الأبن، إذ شجب بشكل قاطع وغير متوقع آنذاك التعذيب والعنف كوسيلة لجمع الأدلة. أما عن المرشح الجمهورى المحتمل، السناتور راند باول من ولاية كنتاكى، فنقلت الصحيفة تصريحات صحفية له قال فيها: «أعتقد أننا لا ينبغى أن نلجأ للتعذيب»، فضلا عن إشادته بوجه عام بالشفافية الحكومية فى هذا الأمر، لكنه تساءل عما إذا كان الإفراج عن التفاصيل المروعة سيكون أمرأ مفيدا أم تحريضيا. وفيما يخص جيب بوش (جمهورى)، حاكم فلوريدا السابق، أشارت الصحيفة إلى خطابه الأسبوع الماضى الذى دعا فيه إلى سياسة خارجية أكثر حزما، وتجنب خلاله الحديث عن التقرير ولفتت إلى أن صمته حيال التقرير يعتبر نقيضا لردة فعله السريعة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» بشأن الأمر التنفيذى الذى أصدره الرئيس باراك أوباما حول الهجرة مؤخرا. وفيما يتعلق بالمرشحين الديمقراطيين، أشارت الصحيفة إلى مواجهة هيلارى كلينتون لتحد كبير فى إطار سعيها لتحقيق توازن بين رغبتها فى أن تظهر بمظهر التعامل بقوة حيال القضايا التى تمس الأمن القومى وبين ضغوط الجناح الليبرالى فى حزبها الذى لا يدعو لإدانة تلك التكتيكات البشعة فحسب ولكن أيضا لمعاقبة المتورطين، وقالت فى وقت سابق، إنها لا تفضل إجراء محاكمات للمسئولين عن التعذيب. ولفتت الصحيفة إلى أن موقفها سيكون له تأثير على اختيار الحزب لمرشحه فى الانتخابات الرئاسية، إذ إنه يشكل فرصة لمنافسها الديمقراطى مارتن أومالى، حاكم ولاية ميريلاند، لاسيما أنه كان قد دعا مؤخرا وزارة العدل لتعيين مدع خاص للتحقيق فى تلك المزاعم، قائلا: «يجب أن يكون هناك بعض المساءلة حتى لا يحدث هذا مرة أخرى». وفى الختام، قالت الصحيفة على أن المرشحين الجمهوريين المحتملين ومستشاريهم يروا أن القاعدة الانتخابية لحزبهم لا تزال قوية، وأن التقرير سيشكل دافعا لانتخاب الصقور لا سيما فى ظل التحذيرات حول تعرض حياة الأمريكيين لتهديدات جديدة على إثر نشر ذلك التقرير، وذلك بحسب ما أكده مايكل جولدفارب، الخبير الاستراتيجى من المحافظين الجدد.