لم تمر 48 ساعة، دون وجود منتحرين جدد ولا متخلصين من حياتهم والظروف التى يعيشونها بجميع أنواعها المادية أو النفسية وغيرها من الوسائل التى تدفعهم الى التخلص من النفس. وشهدت البلاد خلال ال48 ساعة الماضية 6 وقائع انتحار منها 4 انتهت بموت المقدمين عليها، و2 تم إحباطهما من قبل رجال الأمن والمواطنين، ولم يتوقف حتى الآن قطار المنتحرين والمتخلصين من حياتهم عند هذا الحد، ومازال مستمراً ليشمل ضغاف النفوس الذين لا يقدرون على مواجهة مصاعب ومتاعب الحياة وأول ما يلجأون له قتل أنفسهم. تشير دراسات اجتماعية، إلى أن العنوسة والبطالة أبرز أسباب الانتحار لدى الشباب، بجانب قصص الحب الفاشلة بين المراهقين. وكشفت إحصائية صادرة عن المركز القومى للسموم التابع لجامعة القاهرة، تزايد أعداد الشباب المنتحرين بسبب العنوسة والبطالة، حيث أقدمت نحو 2700 فتاة على الانتحار سنويًا بسبب العنوسة، فضلا عن إقدام العديد من الشباب على الانتحار أيضا بسبب البطالة وصعوبة الزواج، خصوصًا ممن يعيشون قصصا غرامية، وأظهرت دراسة مصرية، أن هناك 3708 حالات انتحار وقعت فى مصر خلال عام 2007، وأن نسبة المنتحرات من الإناث أكثر من الذكور لتصل إلى 68% للإناث مقابل 32% للذكور، وسبق أن سجلت إحصائيات المركز القومى للسموم التابع لجامعة القاهرة وقوع 2355 حالة انتحار بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 22 و23 عامًا خلال عام واحد طبقا للإحصائيات الرسمية. وفيما يلى نرصد أبرز وقائع الانتحار خلال ال48 ساعة الماضية:- فى القاهرة انتحرت فتاة وتخلصت من حياتها حيث قفزت من أعلى كوبرى قصر النيل داخل المياه، وجرفتها الأمواج، وانتقل على الفور رجال شرطة المسطحات المائية للبحث عنها وانتشال جثمانها، وتبين من خلال الشهود أعلى الكوبرى وجود إحدى صديقاتها التى أكدت أنها تدعى "س.خ" 19 سنة ومقيمة بمنطقة السيدة عائشة، وتعانى من حالة نفسية سيئة خلال الفترة الأخيرة، فأقدمت على الانتحار. وفى البحر الأحمر عثر العاملون بأحد فنادق مدينة مرسى علم، على جثة سائح نمساوى الجنسية داخل الغرفة المقيم بها، وتبين أن السائح أقدم على الانتحار ولا توجد أى شبهة جنائية. وفى مدينة سفاجا، تلقت مباحث السياحة، إخطارًا من أحد الفنادق بالعثور على جثة سائح روسى الجنسية، عمره 45 عامًا، داخل غرفته، حيث كانت ترافقه زوجته، والتى أكدت أنه مصاب بالسكر والضغط، وأنه أسرف فى تناول الخمور، وتببن من الكشف الطبى لمفتش الصحة أن السائح توفى بعد إصابته بأزمة قلبية وهبوط حاد فى الدورة الدموية، وباشرت نيابة سفاجا التحقيقات برئاسة المستشار وليد هارون مدير النيابة. وفى الدقى بمحافظة الجيزة شنق شاب نفسه لمروره بأزمة نفسية، حيث استخدم "ملاية سرير" ولفها حول رقبته ثم ربطها ببلكونة الشقة وقفز ليفارق الحياة، وحاول أفراد أسرته والجيران إنقاذه بعدما شاهدوا جثته تتدلى بالشارع، إلا أنه كان قد فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، وخشية تشريح جثته غادر أفراد أسرة المنتحر بجثته المستشفى قبل توقيع الكشف الطبى عليه واتخاذ الإجراءات الأزمة لتشريحه، وعادوا به إلى الشقة التى شهدت الحادث. وكشفت تحريات رجال المباحث أن المنتحر كان يمر بحالة نفسية سيئة فى الآونة الأخيرة وحاول الانتحار سابقا عدة مرات، وكشفت التحريات أيضا أنه لا ينتمى لحركة 6 إبريل كما أشيع عنه، وليس له نشاط سياسى. تفاصيل الحادث بدأت عندما فوجئ سكان شارع إيران بمنطقة الدقى بأحد المقيمين بالطابق الرابع بعقار مكون من 5 طوابق يدعى "إ.م" تتدلى جثته من بلكونة الشقة، فأسرعوا إلى الشقة فى الوقت الذى اكتشف فيه شقيق المنتحر ووالدته الحادث، فحاولوا إنقاذه، وتم نقله إلى المستشفى إلا أنه كان قد فارق الحياة. وفى مبنى محافظة القاهرة بمنطة عابدين نجح رجال الأمن فى إنقاذ سيدة حاولت الانتحار وإلقاء نفسها من الطابق العاشر بالمبنى، حيث تم التفاهم معها من قبل رجال الإنقاذ المدنى وإنزالها من شباك المبنى. كان قد تلقى اللواء جمال فريد نائب مدير الحماية المدنية بالقاهرة، بلاغاً من غرفة النجدة يفيد بمحاولة سيدة تدعى "نعيمة حافظ" فى العقد الرابع من العمر الانتحار، وإلقاء نفسها من شباك الطابق العاشر بمبنى المحافظة، فانتقل على الفور، على رأس قوة من فريق الإنقاذ بالقاهرة، وتم رفع سلم حتى الطابق المتواجدة فيه، وقام أحد القيادات بالإدارة بالتفاهم معها والحديث معها لمعرفة مشكلتها ووعدها بحلها من قبل رجال المحافظة، وتبين أن لديها قطعة أرض بطريقة "وضع اليد" فى منطقة السيدة زينب منذ سنوات، وقررت المحافظة انتزاعها منها بالقوة لكونها أملاك دولة، فتوجهت لتهدد بالانتحار. وفى المدينة الجامعية التابعة لجامعة القاهرةبالجيزة، حاول أحد طلاب كلية التجارة بجامعة القاهرة، الذى يقطن المدينة الجامعية بمنطقة بين السرايات، شنق نفسه ب"حبل غسيل"، حيث رآه الطلاب معلقًا بإحدى شرفات المبنى الذى يسكنه، وتم نقل الطالب لمستشفى الطلبة بعد أن أنقذه عدد من زملائه الطلاب. وقال عدد من طلاب المدينة، إن طالب الفرقة الثانية يعانى خلال الفترة الأخيرة من اكتئاب حاد وبعض المشكلات والظروف الشخصية. وأضافوا أن الطالب حاول شنق نفسه فى إحدى الشرفات بمبنى امتياز "15"، وعندما رآه الطلاب من ساكنى الغرف بالجهة المقابلة له، صاحوا ونبهوا من فى الغرف المجاورة لغرفة الطالب، وتدخلوا وأنقذوا زميلهم الذى نقلته سيارة الإسعاف لمستشفى الطلبة بالجامعة، وفاق أثناء نقله بسيارة الإسعاف قبل وصوله للمستشفى.
