أكد غانم بن فضل البوعينين وزير الدولة للشئون الخارجية في مملكة البحرين على عمق العلاقات بين بلاده ومصر مشددا على الدور المحوري والرائد لمصر في المنطقة. وقال البوعينين في حوار ل"النهار " على هامش مشاركته مؤخرا في الاجتماع غير العادي لمجلس وزراء الخارجية العرب إن العلاقات المصرية البحرينية تشهد تطورا كبيرا عبر التاريخ وهناك توافق كبير وتقارب في الرؤى بين القيادتين السياسيتين للبلدين ممثلة في جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي . واستعرض الوزير البحريني في حواره تطورات الأوضاع في المنطقة وجهود دعم القضية الفلسطينية كما أكد أهمية العمل على تنقية الأجواء العربية وتعميق التعاون وتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين بشأن تنقية الأجواء ونبذ الخلافات من أجل تحقيق مصالح دول المنطقة وحماية أمنها القومي . * بداية كيف تقيم نتائج الوزارى العربى ودعمه للقضية الفلسطينية ؟ هذا الاجتماع يكتسب أهمية كبيرة وعقد فى توقيت تمر فيه القضية الفلسطينية بمخاطر كبيرة تهدد دول المنطقة برمتها خاصة فى ظل التصعيد الإسرائيلى وانتهاكاته المتواصلة فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة وفشل جهود السلام، ولذلك قرر الوزارى دعم التوجه الفلسطينى إلى مجلس الأمن من أجل الحصول على قرار يؤكد أحقية الدولة الفلسطينية فى الوجود والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وفق سقف زمنى محدد، ففلسطين لم تعد فقط سلطة انتقالية أو سياسية بل سلطة قائمة والاحتلال الإسرائيلى هو احتلال لدولة قائمة يجب إنهاؤه فى أقرب فرصة من خلال جدول زمنى محدد. * لكن هل ترى أن مسار التفاوض يمكن استئنافه مجددا بين الجانبين ؟ - لاشك أن مفاوضات السلام بين الفسلطينيين والإسرائيليين هى الطريق الأسلم لإنهاء تفاصيل كثيرة، لكن ذلك ليس قبل تمرير مشروع القرار العربى الفلسطينى فى مجلس الأمن لتحديد سقف زمنى للمفاوضات وإنهاء الاحتلال، ليتم استكمال التفاوض من خلال دولة فلسطين وليس من خلال السلطة الفلسطينية . * وماذا عن الدعم المادى للسلطة الفلسطينية؟ فى الحقيقة هذا الأمر مهم للغاية ولابد من الوفاء بتعهدات الدول العربية تجاه السلطة الفلسطينية وتوفير شبكة أمان مالية ، وقد أكد المجلس ضرورة المساهمة، تنفيذا لقرار القمم العربية خاصة وأن إخواننا فى فلسطين يحتاجون حاليا إلى المال من أجل دعم صمودهم فى الأراضى الفلسطينية وخاصة فى القدس. *وكيف ترى مستقبل مبادرة السلام العربية ؟ - لاشك أن مبادرة السلام العربية لا تزال هى التصور العربى لإنهاء النزاع العربى الإسرائيلي، وهى أساس تحرك الجامعة العربية لدعم التحرك الفلسطينى حاليا فى مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال من خلال جدول زمنى محدد، والمبادرة العربية للسلام التى أقرتها قمة بيروت عام 2002 هى مشروع العرب من أجل إحلال السلام فى المنطقة . * وكيف ترى دعوة روسيا إلى عقد مؤتمر جنيف الثالث لحلة الأزمة السورية وإيجاد تسوية سياسية لها؟ هناك قناعة عند أغلب الدول أن حل الأزمة السورية لن يكون بالحسم العسكرى لأن كلا من الطرفين سواء النظام السورى أو المعارضة لن يستطيع الحسم، خاصة وقد مضى على الأزمة أكثر من ثلاث سنوات ورغم ذلك لم يحسم الأمر لأنه صعب جدًا وبالغ التعقيد. ومن هذا المنطلق نرحب بعقد مؤتمر جنيف 3 فالمسار السياسى هو الأصلح للبناء عليه لحل الأزمة السورية ولاشك أن أى عملية سياسية تحتاج إلى نوايا عالية صادقة من أجل إنهاء معاناة الشعب السوري، الذى أصبح نصفه حاليا إما نازحا أو مهجرا فى الخارج، وهذا لا يليق بشعب كريم مثل باقى الشعوب العربية، معربًا عن أسفه أن يعيش الشعب السورى طيلة ثلاث سنوات تلك الأزمة دون أن يوجد حل أو مخرج سياسى لأزمته. * وماذا عن الانتخابات البحرينية التى جرت مؤخرا وانعكاساتها على الفترة المقبلة؟ - الانتخابات النيابية البحرينية جرت فى أجواء تنافسية والمشاركة كانت جيدة وإيجابية، وسوف ينعقد المجلس التشريعى يوم 14 ديسمبر 2014 ويفتتحه جلالة الملك. فالانتخابات التى شهدتها البحرين هى رسالة بأن بلادنا تشهد إنجازا كبيرا فالاستقرار لم يفارق البحرين والديمقراطية دشنت فى 1999 مع بداية حكم جلالة الملك، وكانت موجودة ومتأصلة أيضا لدينا إذا كنا نسمى الديمقراطية الممارسة البرلمانية منذ السبعينيات أى منذ أربعين عاما، وقبل ذلك منذ 1929 إذ كان هناك ثانى مجلس بلدى منتخب فى الوطن العربى وهو المجلس البحرينى البلدى . *وكيف تفسر دعوات مقاطعة هذه الانتخابات من قبل بعض المعارضين؟ - المقاطعة للانتخابات لم تكن جديدة فالذين قاطعوا تلك الانتخابات قاطعوها فى 2002 ولم تتضرر العملية الانتخابية بل استمرت العملية وأنشئ المجلس البرلماني، وفى 2006 للأسف شاركوا ولكن قاطعوا انتخابات الرئاسة وأيضا استمر المجلس إلى 2010، وفى 2011 عقدت انتخابات المجلس التشريعى الثالث وانسحبوا، ورغم ذلك ظل المجلس قائما ويؤدى عمله التشريعى والرقابى على أحسن ما يكون إلى يومنا هذا الذى دخلنا فيه فصلنا التشريعى الرابع. فالذى يقاطع الانتخابات هو الخاسر الوحيد، فتطوير العملية السياسية لن يتأتى لأحد إلا من خلال أدوات دستورية ولاشك أن الأداة الدستورية الأولى والوحيدة للتغيير هى البرلمان، الذى يناقش فيه الدستور وتعديلات الدستور وفيه يناقش القانون وتغييرات القانون. *كيف ترى مساندة إيران لمقاطعى الانتخابات ؟ - إيران لم تتدخل فى الشأن البحرينى فقط فى هذا الأمر، ولكن منذ قيام الثورة الإيرانية بقيادة الخمينى سنة 1979 زاد التدخل من هذا الوقت تحت ما يسمى بتصدير الثورة ثم عندما فشل مخطط الخمينى لتصدير ثورته أصبح يصدر الأفكار وهذا أمر غير مقبول ونرفض أى محاولات لتأجيج الصراع فى الداخل . * وكيف ترى العلاقات المصرية البحرينية وآفاق التعاون المستقبلى ؟ - العلاقات المصرية - البحرينية تشهد تطورا وهى فى الأساس مبنية على الاحترام المتبادل، ومصر لها فضل كبير على البحرين من حيث البنية الإدارية والقضائية فالمصريون هم من أسسوا نظام التعليم فى البحرين والتعاون فى المجالات المتنوعة هو نتاج لعلاقة راسخة عبر التاريخ وما نراه اليوم هو تأكيد لهذه العلاقات وهناك تقارب كبير بين جلالة الملك خليفة بن حمد آل عيسى والرئيس السيسى ونأمل أن نرى مزيدا من التعاون البناء فى المرحلة المقبلة . * وكيف ترى أهمية القمة الخليجية المقررة فى ديسمبر المقبل فى الدوحة؟ هذه القمة مهمة للغاية وأمامها ملفات مهمة لتعميق التعاون والتعاون الإستراتيجى ، والأشقاء فى قطر بدأوا فى تنفيذ اتفاق الرياض ومبادرة خادم الحرمين من أجل تنقية الأجواء العربية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية . ونأمل أن تكون هذه الخلافات مجرد سحابة صيف وتمضى وأن تحل الخلافات بين قطر ومصر خاصة وأن مصر جزء أساسى من الأمة العربية ولابد أن تؤخذ مكانتها فى الاعتبار والجميع يتفهم أهمية دورها الريادى بالنسبة للأمن القومى العربى بالإضافة إلى أهمية منطقة الخليج للأمن القومى المصري، لذا نأمل أن تسير الأمور نحو الاتجاه الصحيح