أكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن القمة الخليجية الدورية المقبلة المقررة بالدوحة ستعقد بموعدها الشهر المقبل. وقال أمير قطر، اليوم، في افتتاح أعمال الدورة التشريعية لمجلس الشورى القطري: "في هذا الإطار، فإننا نرحب بأشقائنا قادة دول المجلس في قمتهم التي تستضيفها دولة قطر خلال الشهر المقبل، آملين أن نخرج من هذه القمة بالقرارات التي تلبي وتحقق تطلعات وطموحات شعوبنا الخليجية ، وتساهم في تحقيق ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة ". وأضاف: "مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيظل البيت الإقليمي الأول، ويأتي دعمه وتعزيز علاقاتنا بدولِهِ الشقيقة كافة، وتعميق أواصر الأخوّة بيننا، في مقدمة أولويات سياستنا الخارجية لقطر". وأكد أن المنطقة تمر بمرحلة خطيرة تتلاقى فيها أزمات في العديد من دول المنطقة، وفي مقدمتها إخفاق مفاوضات السلام لحل القضية الفلسطينية، واستمرار سياسة الاحتلال والاستيطان في القدس والضفة الغربية، والحصار على غزة. وأشار إلى أن الأزمات الكبرى الأخرى ناجمة عن جر الحركات السلمية للشعوب في العراقوسوريا واليمن وليبيا إلى مواجهات دامية تتحمل مسؤوليتها القوى التي رفضت طريق الإصلاح والانتقال السلمي التدريجي وواجهت الشعوبَ بالسلاح. فضلاً عن تنامي مخاطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد بعواقب وخيمة.
وقال: "سبق أن قلت أن علاج الإرهاب والتطرف لا يمكن أن يكون بالقصف من الجو. يصح هذا من الناحية العسكرية ، وكذلك من الناحيتين السياسية والاجتماعية، فلا بد من التخلص من الأسباب التي ساهمت في تشكيل بيئات اجتماعية حاضنة للتطرّف، ومن أهمها العنف غير المسبوق الذي مارسه النظام السوري ، وتمارسه بعض الميليشيات في العراق وأي سياسة لمكافحة الإرهاب في سورياوالعراق لا تأخذ ذلك بعين الاعتبار هي سياسة إدارة أزمات بدون استراتيجية". وأكد موقف قطر الثابت من الإرهاب والتطرف الديني الذي يسيء للدين والمجتمع، وهو موقف الرفض القاطع والواضح بغض النظر عن تحليل أسباب نشوئه والتعامل معها، ومنطلقنا في مكافحة الإرهاب وقتل النفس بغير حق، ورفض التطرّف هو أولاً وقبل كل شيء خطره الاجتماعي والحضاري على مجتمعنا وديننا وأمتنا. فلا نريد لأنفسنا ولأبنائنا أن يعيشوا في ظل مثل هذه الأفكار والممارسات ". وأشار أمير قطر: "وحدة واستقرار اليمن أمر بالغ الأهمية، ليس لليمن فحسب، بل للمنطقة بأسرها، ولذا فإننا نناشد جميع القوى السياسية في اليمن تجنيب الشعب اليمني مزيدًا من الانقسام والمعاناة، والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلام والشراكة، حتى تتحقّق للشعب اليمني الشقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار". وقال: "لقد خرج شباب اليمن ضد النظام القديم في تحدٍ واضحٍ لأسلوب العنف المسلح، ورفضوا التعصب الطائفي والقبلي، وجسّد هؤلاء صورة مشرقة لمستقبل اليمن، كما فعل غيرهم من الشباب في ميادين المدن العربية، ورغم كلِّ من حاولوا إغراقَ أحلامِ هؤلاء الشباب بالدماء ما زلنا نرى فيهم الأمل والمستقبل لأوطانهم ولأمتهم". ومضى يقول: "حرب الإبادة التي يشنها النظام على الشعب السوري على مرأى ومسمع من العالم قد بلغت حد إلحاق العار بالمجتمعين العربي والدولي، وخاصة القوى الكبرى، ونحن ندعو مرة أخرى إلى عدم التقاعس في بذل الجهود اللازمة لكسر الجمود الذي يحيط بالشأن السوري والعمل على إيجاد تسوية سياسية تنهي ذلك الصراع بما يحقق آمال وتطلعات الشعب السوري الشقيق الذي فاقت معاناته الإنسانية كل قدرة على التحمل". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بوصفها القضية المركزية للأمة العربية، قدَّم الشيخ تميم بن حمد التحية لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا دعم دولة قطر له في نضاله للحصول على حقوقه المشروعة كافة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود عام 1967، مشدِّدًا على دعم الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني. وأعرب عن تطلعه إلى تجاوز ليبيا محنتها، ودعوة مختلف أطياف الشعب الليبي إلى التوافق ونبذ الخلافات ووقف إراقة الدماء وتكريس الشرعية بما يحقق للشعب الليبي تطلعاته في الأمن والاستقرار. وعبَّر عن بالغ القلق للتطورات الأمنية في العراق الشقيق، وما سببته من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وانعدام الاستقرار، داعيًا العراقيين إلى تحقيق الوفاق الوطني وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الجزئية والنزعات الانتقامية لتحقيق الاستقرار والمحافظة على وحدة العراق وسيادته.