عندما تتعالى آلام وآهات المرضى لتستنجد بيد طبيب لتخففها أو توقفها, ولكن الإمكانات المادية والخدمية دون إعانة الطبيب على ذلك, هنا تكمن الكارثة. فعلى الرغم من أن الإهمال، أصبح أمرا شائعا بالمستشفيات الحكومية، إلا أن هناك مستشفيات قد لا يسودها الإهمال من الأطباء بقدر ما تنقصها إمكانات وأجهزة طبية لا غني عنها، ومن هذه المستشفيات، مستشفي « الحوامدية العام»، إذ قامت « النهار» بزيارة لها لرصد وضعها الحقيقي بعد تعدد شكاوي المرضى، خاصة أن مستشفي الحوامدية العام يعد المستشفي الوحيد المتواجد على الطريق السريع من بدايات الجيزة حتى حدود بني سويف. ورغم ذلك ينقصه الكثير من الأجهزة الطبية التي لا يمكن الاستغناء عنها، مثل أجهزة الأشعة الحديثة والديجيتال كجهاز أشعة الدوبلر، وجهاز أشعة رنين وجهاز أشعة carm، ومنظار جراحة، وجهاز الصدامات الكهربائية لقسم الفشل الكلوي وهذا ما كشف عنه الدكتور عصام يحيي وكيل أول المستشفى. فأشعة الدوبلر تعد مكلفة للغاية للمواطنين الفقراء ومحدودي الدخل، إذ تصل تكلفة أشعة الساق الواحد 300 جنيه بالعيادات الخاصة، وهذه التكلفة تعد مرتفعة للغاية على المواطنين ومن ثم لم يجدوا أمامهم سوي اللجوء للمستشفيات الحكومية لعدم دفع هذه المبالغ وعند توجههم للمستشفي، تأتي الصدمة بعدما يكتشفون عدم وجود جهاز الأشعة. ومن أبرز الجوانب السلبية التي رصدتها عدسة « النهار» هو سوء حالة «الحمامات» فهي غير آدمية على الإطلاق وغير صالحة للاستخدام، إذ إنها تزيد من مرض المواطنين أكثر من المرض الذي يعانون به. وحول شكاوي المرضي داخل المستشفي، قالت هبة أحمد كامل، إن نجلها يعاني من مرض بولي، وعندما ذهبت لدكتور المسالك البولية وجدته جالسا يتحاكي مع دكتور الرمد وغير منصت لشكواها، وما كان عليها سوي أن تتجه بشكوي لمدير المستشفي، وبعد الشكوي دخلت له مرة أخري وكتب للطفل أدوية دون أن يجري الكشف عليه، وطلب منها إجراء أشعة عادية للمسالك البولية وعندما ذهبت لإجراء الأشعة وجدت الجهاز معطلا ولم تجرِ الأشعة. جهاز الأشعة .. جارٍ إصلاحه وحول هذا الأمر أكد الدكتور إبراهيم حبيب، أستاذ المسالك البولية بالمستشفي، أن هذا الطفل يعاني من تبول لا إرادي منذ ولادته وتم إعطاؤه أدوية من أطباء المسالك وتعليمات صارمة للأم، إلا أن الأم لم تقم بتنفيذ التعليمات، لذا طلبت منها أشعة إلا أن المسئول بغرفة الأشعة قال لها إن الجهاز به عطل وجارٍ تصليحه، لافتاً إلى أن العطل تم إصلاحه خلال نصف ساعة بعدها وهذه حقيقة تأكدت منها الجريدة- فضلاً عن أنه في حال استمرار العطل فإنه في هذه الحالة يتم إرسال ورقة مع المريض لمستشفي « أم المصريين» أو « البدرشين» مع العلم أنها ليست حالة حرجة. في حين قالت حنان مرسي، إحدي المريضات، إنها ذهبت لدكتور المسالك البولية، فطلب منها الذهاب لقسم الجراحة رغم أنها تعاني من مرض بالجهاز البولي، وعندما قالت له ذلك قال لها: « تعالي تاني الأسبوع الجاي». وأضافت حنان قائلة :» اللي معاه فلوس في هذا الزمن يعيش.. واللي مش معاه يموت». وقامت عدسة « النهار» بزيارة وحدة غسيل الفشل الكلوي بالمستشفي، وكالعادة عاني عدد من المرضي من تعطل أجهزة الغسيل ، وبسؤال مشرفة وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفي، ميرفت زكي عبد السلام، أكدت أن السبب الرئيسي في تعطل أجهزة الغسيل يعود لأنها أجهزة قديمة ومتهالكة، مشيرة إلى أن المستشفي تقدمت بطلب لوزارة الصحة لتجديد أجهزة الغسيل وبالفعل استجابت الوزارة وأرسلت أجهزة غسيل حديثة. فيما اعتبر الحاج عبد النبي عبد الله مريض بوحدة الغسيل الكلوى- أن معاملة التمريض جيدة له ولكن كل ما يشكو منه هو أن السرير الذي يجلس عليه للغسيل مكسور وكل ما يتمناه أن يجد سريرا جديدا بدلاً منه، وهذا الأمر أكده أيضاً الحاج سيد عبد الصبور . وفي ضوء هذه الشكاوى، التقت «النهار» بمدير مستشفي الحوامدية، الدكتور عبد العاطي حامد، الذي أكد أن حالات اعتداءات المواطنين على الأطباء قد زادت منذ اندلاع ثورة 25 يناير، إذ إن عدداً من المرضي باتوا يسبون ويستفزون الأطباء ورغم كل ذلك يلتزم الدكتور الصمت رأفة بحال المريض. وأضاف الدكتور عبد العاطي أن المستشفي تعاني بالفعل من نقص في الأجهزة الطبية، إلا أنها لم تصمت وتقدمت بطلب لمديرية الصحة بذلك، إلا أنه نظراً لمحدودية ميزانية الوزارة لم يتم الرد على الطلب حتى الآن، متوقعا أن تكون هناك استجابة خلال الفترة المقبلة خاصة وأنه تقرر زيادة ميزانية وزارة الصحة. وأوضح عبد العاطي أن وزارة الصحة ليست مقصرة في شىء تجاه المستشفي، ولكن يتم إجراء تحسينات بالمستشفي الأمر الذي ساهم في تحسين الخدمة المقدمة، وهو ما أدي لزيادة أعداد المرضي القادمين للمستشفي، إذ إن المستشفى تستقبل يومياً ما لا يقل 2000 مريض يومياً بالعيادات الخارجية، ومن حوالي 400: 500 مريض بالطوارئ والاستقبال. 350عملية شهريا فى جميع التخصصات وتابع عبد العاطي حديثه ل»النهار» قائلاً إن المستشفي يوجد به جميع التخصصات، وتقدم خدمة مميزة وعمليات على أعلى مستوى، و يتم إجراء ما لا يقل عن 350 عملية شهرياً، مشيراً إلى أن محافظ الجيزة على عبد الرحمن ، قام رابع أيام العيد بزيارة مفاجئة للمستشفي، وأثني ثناء كبيراً في الخدمات المقدمة بها. وأوضح عبد العاطي أنه في حال وجود عطل بأحد الأجهزة الطبية بالمستشفي، فإنه يتم تصليحها في الحال لاسيما وأن المستشفي متعاقدة مع شركة وادي الدين لصيانة الأجهزة الطبية، وفي حال مرور 48 ساعة على عطل الجهاز الطبي فإن الشركة تتحمل غرامة مالية وفقاً لما ينص عليه التعاقد السنوي بينهم.