كعادته في إثارة الجدل، بسبب مواقفه المتناقضة، عاد زعيم حزب "غد الثورة" الدكتور أيمن نور، إلى محاولة إثبات وجوده على الساحة السياسية من جديد، فعلي الرغم من تواجده في لبنان منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، في أعقاب ثورة 30 يونيو، إلا أنه لم يكف عن التعليق على الأوضاع في مصر، مدعيا أنه "لم يهرب من مصر، وإنما خرج بسبب بعض الظروف". تشكيل كيان ثوري آخر خطوات نور الجدالية، كانت إعلانه عن قربه من تشكيل كيان ثوري، حيث قال إن هدفه توحيد شركاء ثورة 25 يناير على أساس المبادئ العشرة التي وردت في وثيقة بروكسل، والتي وضعها مع عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بالخارج، حيث أكد أنه تواصل بين أطراف سياسية عديدة لتفعيل مبادئ الوثيقة. دور الوسيط وقد أثارت تصريحات رئيس "غد الثورة" غضب عدد من السياسيين والمحللين، الذين اعتبروا أن الأمر برمته، ما هو إلا محاولة لإعادة جماعة الإخوان الإرهابية إلى المشهد السياسي من جديد، وفقا ل"لعبة سياسية" يقوم فيها "نور" بأداء دور الوسيط. تغيير الأوضاع السياسية ومن جانبه قال الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن الدكتور أيمن نور، مؤسس حزب غد الثورة، عاد مرة أخرى ليراهن على ذكائه السياسي، إلا أنه أصبح بعيدا عن إدراك ما يجرى في مصر بعد أن "خانه ذكاؤه". وأضاف في تصريح ل"فيتو": "أن من يريد أن يتحدث كمعارض يهدف إلى تغيير الأوضاع السياسية، يقوم بذلك من القاهرة وليس من بيروت"، في إشارة إلى مكان تواجد نور منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. ضجيج إعلامي وتابع: "زعيم غد الثورة" يحاول إقحام نفسه في المشهد السياسي بصورة ترضي غروره، ويستخدم وجها إخوانيا لإحداث ضجيج إعلامي بلا فائدة". ووجه حسب الله حديثه إلى نور قائلا: "أرجو منك الإجابة على ثلاثة أسئلة قبل أن تفكر في ممارسة العمل السياسي، أين تعيش في بيروت؟ ومن أين تنفق؟ وماذا تعمل هناك؟ ". "كلام فارغ" فيما وصف أحمد دراج، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، الكيان الثوري الذي أعلن عن تأسيسه الدكتور أيمن نور، بأنه "كلام فارغ"، مؤكدًا أنه كيان هلامي يضم أنصار جماعة الإخوان الإرهابية بجميع أطيافهم وتكتلاتهم المختلفة. إعادة الإخوان للمشهد واستنكر دراج حديث نور عن ثوار 25 يناير، موضحًا أن القوى الثورية قبل ثورة يناير كانت هي الجمعية الوطنية للتغيير، مضيفًا: "لا يمكن لأي من أعضاء الجمعية أن ينضم لمثل هذا الكيان، لأن الهدف من تأسيس هذا الكيان هو إعادة الإخوان إلى الحياة السياسية، دون أن يدرك مؤسسه أن الإخوان انتهوا كجماعة سياسية ولا يمكنهم ممارسة السياسة مرة أخرى، بعدما فقدوا مصداقيتهم". كسب مصداقية القوى السياسية وتابع دراج: "نور كان يلحق بالقوى السياسية ليكتسب مصداقية، وأنا في يوم من الأيام كنت أرى فيه شخصية سياسية جيدة، إلا أنه الآن فقد كل ما له من بقية رصيد عندي وأمثالي ممن يضعون مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات". دعاية إعلامية واستنكر الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار الأسبق ب"اتحاد الإذاعة والتليفزيون"، ما أعلنه الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، بشأن تأسيسيه كيانا ثوريا لتوحيد شركاء ثورة 25 يناير، معتبرا أن الهدف من هذا الكيان هو "الدعاية الإعلامية فقط". وأضاف المناوى،: "ما أعلنه نور يعد شكلا أشكال المناروة، لأن المنظمات الخارجية تكون فقط في حالة انقسام الدولة، ومن يريد إحداث تغيير في الواقع السياسي يجب عليه أن يتواجد على أرض الوطن، وليس في الخارج". علامات استفهام وتابع: "الكيانات التي يتم تأسيسها في الخارج تحيط بها علامات الاستفهام، وتكون موضع شك وشبهات حول أهدافها، وأتمنى أن لا يتحول زعيم "غد الثورة" إلى أداة في مواجهة بلده، لأن البلد ليست تحت الاحتلال حتى نقيم كيانات من الخارج".