حصلت النهار على نص تحقيقات نيابة أمن الدولة مع المتهم بوضع خطة ضرب قناة السويس، التى شملت اعترافه بصناعة غواصة لتنفيذ مخططه الاجرامى، حيث أكد المتهم هانى مصطفى أمين عامر محمود، وهو العقل المدبر للجريمة، أمام المستشارين ايمن بدوى ومحمد خاطر رئيسى النيابة باشراف المستشار تامر الفرجانى المحامى العام لنيابات أمن الدولة العليا، والمستشار خالد ضياء المحامى العام الاول بتأسيسه والمتهم محمد أحمد نصر محمد، خلية «كتائب الفرقان»، التى تولت إدارة جميع الخلايا العنقودية المتفرعة منها بكل أنحاء الجمهورية، ويعتنق أعضاؤها أفكارا تكفيرية تقوم بالأساس على تكفير الحاكم، وشرعية الخروج عليه بدعوى عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية، حيث تتولى تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة والقضاء والإعلام، والاعتداء على منشآتهم والمنشآت العامة واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم. وأوضح المتهم تفصيلا فى التحقيقات، أن علاقة جمعته بالمتهم الرابع «أحمد نصر» إثر مشاركتهما بحملة الانتخابات الرئاسية للمرشح السابق حازم صلاح أبوإسماعيل، وأنها استقطبا 20 شخصا لتأسيس خلية كتائب الفرقان، وأنه فى إطار تأسيس تلك الخلية وإعداد أعضائها للجهاد، تسلل كل من: عبدالرحمن محمد راشد عواد، وأحمد جمال حسن سلمى، وأحمد أشرف عبدالرحمن سرحان. فى غضون شهر إبريل عام 2012، لقطاع غزة، حيث التحقوا بمعسكرات تدريب كتائب عزالدين القسام التابعة لحركة حماس، تحت اشراف كل من أيمن نوفل ورائد العطار أعضاء كتائب عزالدين القسام، حيث تلقوا تدريبات عسكرية تمثلت فى التكتيكات العسكرية والحركية، والاقتحام وتطهير المبانى وقطع الشوارع وحرب المدن، كما تدربوا على كيفية استخدام الأسلحة النارية والآلية بمختلف أنواعها وقذائف الهاون وإعداد المتفجرات بتوصيل الدوائر الكهربائية، كما شاركوا فى مناورتين عسكريتين بحضور نوفل والعطار. وأضاف أنه فور عودتهم إلى مصر، شكلوا هيكلا تنظيميا لكتائب الفرقان، انبثقت عنه العديد من الخلايا الجغرافية بعدة محافظات، الأولى أطلق عليها مجلس شورى الدعوة، ومن أعضائها أحمد محمد راشد محمد، معين فهمى منصور محمد، والثانية بالعريش والثالثة بالإسماعيلية، وتولى هو مسئوليتها والمتوفى عبدالهادى أحمد عبدالهادى. والرابعة بالجيزة وتولى مسئوليتها محمد السيد العربى كمال محمد، وأحمد جاب الله محمد جاب الله. وأشار المتهم فى اعترافاته، إلى أنهم أعدوا برنامجا لتأهيل عناصر التنظيم فكريا ببث الأفكار التكفيرية لهم، وحركيا بإطلاعهم على كتيبات تتضمن سبل تلافى الملاحقات الأمنية، وعسكريا بتدريبهم على كيفية استخدام الأسلحة النارية، وهو ما تم داخل منازل عدد من أعضاء التنظيم. لافتا إلى اعتماد الخلية فى تمويلها على ما يصلها من كتائب عزالدين القسام من أسلحة وذخائر وأموال. حيث أمدوهم بمجموعة من البنادق الآلية ماركة «كلاشينكوف» وقذائف (أر . بى . جى)، وقنابل يدوية ومائة كيلوجرام من مادة (تى . إن . تى)، وصواعق دولية تستخدم فى التفجير، وبندقية قنص ومسدسين عيار 9 مم، ومبلغ مالى يقدر بنحو ثمانية وعشرين ألف دولار. وقال المتهم خلال التحقيقات، ان الجماعة اتخذت مقرين لها، الأول بمسكن المتوفى عبدالهادى أحمد عبدالهادى، بأرض الجمعيات بالإسماعيلية ومخصص لإيواء المتهم الرابع، والثانى كائن بشارع حسان بن ثابت بالشروق، ويستخدم فى إيواء عناصر التنظيم وحفظ الأسلحة والإعداد للعمليات. وأضاف، أنه فى أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسى، انتهجت كتائب الفرقان منهاجا عسكريا، حيث اتفق والمتهم الرابع أحمد نصر، على استهداف منشآت القوات المسلحة لخلق حالة من عدم الاستقرار الأمنى، واتفقنا على استهداف إحدى السفن المارة بالمجرى الملاحى لقناة السويس، وعلى إثر ذلك تم رصد نقاط ضعف تأمين القناة بمحافظة الإسماعيلية، وفى أغسطس عام 2013 تم استهداف إحدى السفن المارة بالمجرى الملاحى للقناة من مدينة الإسماعيلية بقذيفة (أر . بى . جى)، حيث تولى المتوفى عبدالهادى أحمد عبدالهادى تأمين تنفيذ العملية، وتم إصدار بيان مصور عبر الانترنت يرصد العملية وذلك فى غضون شهر أغسطس 2013. واعترف المتهم، بارتكاب الخلية العديد من العمليات الإرهابية داخل البلاد بتكليف من نصر، من بينها إطلاق قذيفتيْن صوب محطة الأقمار الصناعية بالمعادى، فى 7 اكتوبر 2013، ما أحدث تلفيات بالطبق الرئيسى، مستخدما قاذفا تم نقله بسيارة لمقر العملية، وأن نصر نشر بيانا بذلك ضمنه مشهدا مصورا للواقعة . وأكد المتهم، أنه فى إطار تمويل الخلية، تم تكليف المتهم نصرفى غضون شهر أكتوبر 2013 برصد سيارة خاصة بهيئة البريد تابعة لمكتب بريد القاهرة الجديدة، وسرقة أموالها، كما تم سرقة سيارتين مملوكتين لمسيحيين بالإكراه فى غضون شهر نوفمبر 2013 لتفخيخهما واستخدامهما فى عمليات جديدة، ومنها سيارة ماركة «نيسان صنى»، عقب خروجها من دير بطمس الكائن بطريق القاهرةالسويس، حيث تم استيقاف قائدها بالقوة، فيما تمكن المتوفى عبدالهادى أحمد عبدالهادى، من سرقة سيارة أخرى لذات الماركة حال خروجها من كنيسة بالشارع الخلفى لكنيسة المنتزه بالإسماعيلية . وفى إطار العمليات العدائية للجماعة، قال المتهم هانى عامر، انهما شرعا فى تفجير مدرعتين بمنطقة رابعة العدوية، الأولى بنطاق طيبة مول، والثانية بالقرب من مسجد رابعة العدوية، حيث قام برصدهما وعلى إثر ذلك تم تفخيخ سيارتين بأنابيب بوتاجاز خُلِط غازها بغاز الأكسجين وجُهزت لتفجيرها عن بعد عن طريق الهاتف المحمول، الا انها لم تنفجر لعيب فى الوصلات، وأنهم شرعوا فى تنفيذ تلك العملية مرتين متتاليتين وبذات الطريقة ولم تنفجر العبوة لعيب فى تصنيعها، رغم اختلاف أشخاص قائدى السيارة المفخخة حيث تناوب عليها عددا من أعضاء التنظيم. وأشار المتهم، إلى استهدافه قسم شرطة أول مدينة نصر، بأن استقل السيارة المفخخة تاركا إياها بمحيط القسم لتفجيرها عن بعد باستخدام هاتف محمول وتصوير تلك العملية، الا أنها لم تنفجر لعيب فى العبوة المفجرة، حيث عاد وصديقه لاستعادة السيارة من موقعها. لافتا إلى قيامه باستهداف محطة وقود «وطنية» المملوكة للجيش بطريق القاهرةالسويس، بأن استقل سيارة مفخخة ورافقته سيارة أخرى لاستقلالها بعد تنفيذ العملية، عقب ترك السيارة الأولى أمام محطة الوقود، حيث لم تنفجر السيارة فيما تمكن الأمن من ضبط السيارة. كما أضاف المتهم فى اعترافاته، أنه بمعاونة المتوفى عبدالهادى أحمد عبدالهادى، استهدف مديرية أمن الإسماعيلية بقذيفة «أر . بى . جى»، تولى إطلاقها فى حين تولى المتوفى مسئولية تأمين العملية وتولى المتهم الخمسون مسئولية استطلاع الطريق. مشيرا إلى وجود تنسيق وتعاون مستمر بين خلية كتائب الفرقان وجماعة أنصار بيت المقدس، خاصة فى أعقاب أحداث 30 يونيو 2013، حيث تواصل المتهم الرابع مع مجلس شورى جماعة أنصار بيت المقدس، وفى ذلك الإطار كلفه المتهمُ الرابع بالتواصل مع المتهم السابع عقب فض اعتصام رابعة، لترتيب لقاء يجمع بينهم للاتفاق على ضرورة نقل العمليات خارج سيناء حتى يكون تأثيرها أكبر إعلاميا، حيث تم ابلاغهم بواقعة استهداف إحدى السفن المارة بالمجرى الملاحى لقناة السويس من مدينة الإسماعيلية، واتفقوا على تنفيذ عملية أخرى تستهدف المجرى الملاحى لقناة السويس من سيناء، وعلى إثر ذلك، تم تنفيذ تلك العملية بقذيفة أر . بى . جى، وتولى أحدهم كتابة بيان بالعملية صادر عن كتائب الفرقان، فيما تولى متهم أخر، نشره على شبكة الانترنت. وأضاف المتهم، أنه فى إطار ذلك التعاون، تقابل مع مسئول الإمداد بجماعة أنصار بيت المقدس، وأحاطه بعزمهم شراء عشرة صواريخ كاتيوشا قيمة الواحد منها ستة آلاف جنيه، وأنهم تمكنوا من شراء تلك الصواريخ بالفعل وتهريبها إلى داخل البلاد عن طريق السودان وأخفوها بمنطقة الصف بالجيزة، حيث تم نقلها عقب ذلك لمخزن بمدينة الشرقية، وتلفت على إثر الحريق الذى نشب داخل المخزن. كما أضاف المتهم، انه عرض على «نصر» مبايعته على السمع والطاعة، فاشترط الأخير توليه إدارة التربية بجماعة أنصار بيت المقدس وعضوية مجلس شوراها وهو ما وافق عليه، كما طلب توفير عنصر من جماعته بالإسماعيلية متمكن من قيادة الدراجات البخارية لتنفيذ عملية تفجير مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية. كما نفذت أنصار بيت المقدس وفقا للتعاون المشترك. أعمال عدائية ضد أفراد ومهمات القوات المسلحة، والتى أسفرت عن استشهاد العقيد محمد الكومى، والنقيب خالد زكى، والملازم أول محمد عبدالكريم، والملازم أول أحمد إبراهيم، ومساعد قوات مسلحة عطية عبده، واستهداف حافلة نقل دبابات، حيث تم تصوير تلك الأعمال لنشرها على شبكة الانترنت تحت اسم «كتيبة النصرة» التابعة لكتائب الفرقان. كما أضاف، أنه فى ذات الإطار، تم رصد مدينة الإنتاج الإعلامى لبيان مداخلها ومخارجها، حيث صورها المتهمُ من الداخل فى حين تولى والمتهمُ الرابع تصويرها من الخارج، تمهيدا لإمداد جماعة أنصار بيت المقدس بما وقفوا عليه من معلومات. وأن المتهم «نصر»، نقل للمتهم الأول فكرة تصنيع مواد متفجرة بخلط مادة نترات الأمونيوم بالبن بدلا من مادة تى . إن . تى. لعدم القدرة على توفير المادة الأخيرة، وقرر له أنه ضابط سابق بالقوات المسلحة، وأنه مسئول العمليات العسكرية بجماعة أنصار بيت المقدس، طالبا منه تأسيس إدارة لتصنيع وتطوير المواد المتفجرة، على أن يتولى المتهم نصر مسئوليتها، وبدأ أولى تجاربة بتصنيع عبوة مفجرة عبارة عن أنبوبة بوتاجاز فارغة، قام بتعبئتها بغاز الأكسجين والغاز الطبيعى، وقام بتجربتها بأرض فضاء خلف جمعية العاشر بالإسماعيلية، ولم ينتج عنها سوى لهبا شديد دون إحداث موجة انفجارية كما سبق وأن توقع.