أكد الدكتور محمود محيي الدين مدير البنك الدولي أنمبادرة البنك للعالم العربي هى الأولى من نوعها.وأشار الدكتور محيي الدين - في حوار له نشرته مجلة الأهرام الاقتصادي بعددهاالصادر اليوم الاثنين - إلى أن المبادرة تهدف إلى دفع التعاون الإقليمي بين الدولالعربية وتحمل اسم العرب وليس الشرق الأوسط ، حيث تتحدث عن مشروعات يتم تنفيذهافي المجالات الثلاثة ، البنية الأساسية ، وتنمية المشروعات الصغيرة ، والتعليم.وقال إن أهم تلك المجالات من الناحية التنفيذية هى مشروعات البنية الأساسية ،وهناك مشروعات للربط الكهربائي وللطاقة المتجددة ، والربط بين المواني البحرية ،ومشروعات للسكك الحديدية ، وآخرى بشأن الطرق البرية ، وآخرى جار دراستها بشأنشبكات المعلومات ، بعض هذه المشروعات طرح في قمة الكويت والبعض الآخر يتماستكماله.وأضاف المجال الثاني مرتبط بواحدة من أهم نتائج القمة الإقتصادية التي عقدتبالكويت ، وهى إنشاء صندوق لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة برأسمال يبلغ 2مليار دولار ، وتقدر جملة الأموال التي حصل عليها الصندوق نحو 3ر1 مليار دولارلتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، وهو مبلغ ضخم.وتابع المجال الثالث وهو الأخطر والأهم على الإطلاق وهو الاستثمار فيالتعليم .. فلقد أوضحت في مناسبة أكاديمية داخل جامعة القاهرة ، بعد أن منحتنيجائزتها لخدمة المجتمع عن عام 2010 ، أنه ليس مصادفة أن كافة الحضارات التي ظهرتكانت تبنى على أعمدة علمية راسخة.وأردف ليست مصادفة أيضا في الحضارة العربية والإسلامية وليس مصادفة فيما نراهاليوم من تطور في الصين والهند ، أنه سابق عليه إستثمارات ضخمة في مؤسسات التعليموفي البعثات الدراسية إلى الخارج وفي تطوير الإمكانات التعليمية هناك.كما أكد الدكتور محيي الدين أن هناك أمورا جيدة ومبشرة مع بداية عام جديد ..فهناك عدد من الدول ومنها أفريقية مازالت تحافظ على معدلات نمو عالية ، وهناكمجالات للاستثمار في مشروعات البنية الأساسية ، وفي التعليم وفي الرعاية الصحية ،وفي مجالات التنمية عبر القطاع الخاص ومشروعاته الصغيرة والمتوسطة.وحول الجديد في دور البنك الدولي ، قال الدكتور محمود محيي الدين مدير البنكالدولي إن هناك مساندة وتمويلا إضافيا إذا ما كان للمشروع توجه إقليمي ، فإذاكان لمشروع الكهرباء أن يصدر جانبا من إنتاجه للدول العربية ، فهو يدخل في إطارالمبادرة العربية.وقال يقوم البنك أيضا بتقديم تمويل مساند من خلال نشاط مؤسسة التمويل الدوليةالتابعة للبنك ، وكذلك من خلال البنك الدولي للانشاء والتعمير بالتعاون مع مؤسساتمالية دولية وإقليمية ، كما يقوم بالتعاون مع عدد من المبادرات الإقليمية لتقديمالعون الفني والمساندة والتدريب والتطوير للمهارات والمساعدة في تسويق المنتجاتوالخدمات للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.وفيما يتعلق بما يجب عمله لاندماج مصر بالاقتصاد العالمي ، قال الدكتور محييالدين إن مصر استفادت من برنامج الإصلاح الإقتصادي وبرنامج الإصلاح المالي فيوقت مبكر قبل حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية واندلاعها.وأضاف عندما تكون هناك إستثمارات أجنبية فهذا اندماج ، وعندما تكون هناكصادرات فهذا أيضا اندماج ، وعندما يكون هناك ملايين من العاملين المصريين فيالخارج فهذا يعتبر نوعا من الإرتباط بالخارج ، كذلك الأمر بالنسبة للسياحة.وبالنسبة للشراكة مع القطاع الخاص بعد إصدار قانون الشراكة ، قال الدكتورمحمود محيي الدين مدير البنك الدولي يمكن تناول هذا الموضوع في سياق تمويلمشروعات البنية الأساسية ، وهناك أشكال مختلفة للتعاقد وبفترات مختلفة.وأشار إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى عدة أمور : قدرة عالية جدا على التفاوضللتعاقدات خاصة أن بعض العقود قد تستغرق سنوات لإعدادها ، الأمر الآخر موضوعالشراكة في حاجة إلى سوق مال حتى يقوم بتمويل مشروعات القطاع الخاص ، سوق مالبمعنى سوق رأس المال ، وهو يحتاج تمويلا طويل الأجل في شكل سندات وفي شكل تمويلممتد بأشكال مختلفة من خلال البورصة.وأكد في هذا الصدد أن هناك حاجة إلى جهات متخصصة ومحترفة للمتابعة ، فتمويلمشروعات البنية الأساسية في حاجة إلى بنية أساسية ، بنية أساسية في القطاعالتشريعي ، وبنية أساسية رأسمالية ، وفي القدرة على متابعة المشروعات .. مشير إلىأن الدول التي تبنت هذه الأساليب حققت طفرة في نشاطها الإقتصادي بسبب تطور البنيةالأساسية.جدير بالذكر أن الدكتور محمود محيي الدين يزور القاهرة حاليا للتنسيق معالقائمين للاعداد للقمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية الثانية التيستعقد بشرم الشيخ في 19 يناير الجاري.