قالت سالى سليمان – المرشدة السياحية وعضو الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار – إنه تم سرقة حشوات باب مسجد ومدرسة “برقوق” الكائن بشارع المعز لدين الله الفاطمى، والحشوات المصنوعة من النحاس المكفت بالفضة (المطعم بالفضة)، وتمت السرقة يومى 8 و 9يناير. وأضافت، أنها لم تكن المرة الأولى من نوعها فى السرقة، بل إنه تم سرقة الباب ذاته، العام الماضي وانتزاع الحشوة المكتوب عليها اسم”برقوق “. وعبرت سليمان عن إدانتها الشديدة للإهمال الذى تعانى منه الأماكن التراثية والأثرية، حتى أصبحت السرقة بمعدل كل أسبوع، بل ما يثير الاندهاش أن شارع المعز لدين الله الفاطمى لا ينام، ومكتظ دائما بالزحام ومع ذلك تحدث هذه السرقات الدقيقة، مع تمركز دورية ثابتة من شرطة السياحة بجوار مسجد برقوق وقلاوون، وهو مايدلل على أن عملية السرقة ممنهجة. من جانبها طالبت سليمان بسرعة تدخل الأجهزة المعنية سواء شرطة السياحة أو الآثار بتوفير التأمين الكافى للآثار، وتكثيف التواجد الأمنى بشارع المعز لدين الله الفاطمى. وأوضحت أن مسجد السلطان برقوق تحفة معمارية حيث بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، والذى يتكوّن من صحنٍ مكشوفٍ، تحيط به أربعة إيوانات،وقد عني مهندسه “ابن الطّولوني” بتخطيطه وتنسيقه، وتأنق في زخرفته وتزيينه. وأشارت إلى أن مهندسه قسّم إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطّى القسم الأوسط منها بسقفٍ مُستوٍ حُلّيَ بنقوشٍ مذهّبةٍ جميلةٍ وفصَلَه عن القسمين الجانبيين بِصَفّين من الأعمدة الضّخمة؛ وكسا جدران هذا الإيوان بأشكال من الرّخام الملوّن، يتوسّطها محرابٌ من الرّخام الدقيق المطعّم بفصوصٍ من الصّدف، كما فرش أرضيته بالرّخام الملون برسوماتٍ متناسبةٍ. وننوه بأن مسجد “برقوق” يوجد بالقاهرة 786-788 هجرية الموافق 1384-1386، ويقع هذا المسجد بشارع المعز لدين الله بين المدرسة الكاملية ومسجد الناصر محمد، أنشأه سنة 786-788 هجرية الموافق 1384-1386م السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق أول من ولي حكم مصر من المماليك الجراكسة. 9