لعبت الدبلوماسية الكويتية منذ تولى الشيخ «صباح الأحمد» أمير البلاد دورا محوريا من خلال السياسات العاقلة البعيدة عن الانفعال أو التطرف فلعب الشيخ صباح الأحمد دور القاسم المشترك فى أكثر الملفات العربية سخونة واستثمر خبرته الطويلة فى العمل الدبلوماسى وعلاقاته الوطيدة مع الكثير من الزعماء والقادة والمسؤولين فى العالم لإرساء دعائم قوية فى علاقات الكويت مع معظم الدول، ما أكسبها مكانة مرموقة فى المحافل الدولية وخاصة العربية فقام بإبطال أزمات فى الملف العربى وخاصة الملف المصرى القطرى ولعب دورا خطيرا مع السعودية فى تحجيم الدور القطرى ، ومساندة ثورة 30 يونيو وكان رد الفعل الذى يمثل المنقذ فى القمة العربية الإفريقية عندما حاولت بعض الدول مجرد التلويح باستبعاد مصر من المشاركة بالقمة فكان رد الشيخ صباح الأحمد أن مصر هى رأس الخيمة العربية وهى أساس هذه القمم فهى تحضر وأى دولة أخرى تغيب ، وماجرى داخل الغرفات المغلقة داخل قمة التعاون الخليجى بالكويت فى ديسمبر الماضى يعطى دلالة خطيرة على نجاح أمير الكويت بالعبور بهذه القمة إلى شاطيء النجاح بعد أن كادت أن تفشل فى سابقة تعد الأولى فى القمم الخليجية بسبب موقفى سلطنة عمان وقطر ، فالتاريخ سيذكر لهذا الرجل أنه يمثل رمز الوفاء الحقيقى لمصر والسعودية التى تظل السند الحقيقى للشعب الكويتى فى أزمته مع الديكتاتور صدام حسين . وبدورها كانت الأزمة السورية محل اهتمام بالغ من قبل القيادة السياسية والشعب الكويتى إذ أكدت الكويت فى جميع المحافل الدولية والإقليمية على أهمية انهاء الأزمة السورية وضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين داخل وخارج الأراضى السورية وفى هذا الإطار استضافت مؤتمر المانحين الأول فى يناير الماضى و تستعد لاستضافة مؤتمر المانحين الثانى الذى سيعقد منتصف هذا الشهر لأن الشعب السورى سيظل هو الهدف الحقيقى للقيادة الكويتية لمساعدته وإخراجه من كبوته . كل ذلك وغيره من الفعاليات كانت جديرة بأن يلقب عام ألفين وثلاثة عشر بعام الدبلوماسية الكويتية إذ نجحت فى مجمل تجلياتها حتى الآن فى تجميع الأطراف المختلفة والمتقاطعة معا وفرض مبدأ السياسات العاقلة غير الانفعالية لإيجاد حلول شبه مستدامة حيال ما يجب اتخاذه من خطوات للسير بين موجات التقلبات السياسية والأمنية التى تهب بلا هوادة على شواطئ الخليج بصفة خاصة والبلاد العربية بصفة عامة.. ولا ننسى دور الشيخ سلمان صباح الحمود وزير الإعلام الذى لعب دورا محوريا وواقعيا متعشيا مع طموح المواطن الكويتى الذى أصبح محصنا ضد أى غزو إعلامى خارجى لأنه يعيش الواقع.