أصدر المركز المصرى لحقوق الإنسان التقرير الثانى من العام الدراسى 2013 - 2014 عن الفترة من 21 أكتوبر - 20 نوفمبر 2013، ، وقد رصد التقرير حالات العنف والانتهاكات التى تشهدها المدارس، وانتشار الأمراض المعدية، وتسمم التلاميذ، ومتابعة وزارة التربية والتعليم للمدارس التابعة للإخوان المسلمين وخاصة المخالفة منها . كشف التقرير عن أنه تم التحقيق مع 43 مدرساً ومدرسة منتمين لجماعة الإخوان المسلمين قام بعضهم بالتحريض على الجيش والفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، ورفض بعضهم تحية العلم والاكتفاء برفع شعار "رابعة"، وقيام أحدهم بثقب أذن أحد التلاميذ بسبب أغنية "تسلم الأيادى". كما لاحظ التقرير ارتفاع حالات إصابة التلاميذ بالأمراض المعدية، حيث سجلت وزارة التربية والتعليم عدد 1967 إصابة بالغدة النكافية و146 ب"الجديري" فى المدارس، وأنه بالرغم من متابعة الحالات التى يتم الاشتباه بها، وبالرغم من تقليل الأطباء ووزارة الصحة من تداعيات الغدة النكافية، إلا أنها شكلت عبئا كبيرا على أولياء الأمور بعد إن خشى بعضهم على حياة أبنائهم فى الأسابيع الأخيرة. اهتم التقرير أيضا بمتابعة تقييم الوزارة للعملية التعليمية، وهو ما برز من رصد جولات وزير التربية والتعليم للمدارس، وافتتاحه عدد من المدارس فى هذه الفترة التى رصدها التقرير، كذلك تم إسناد بناء100 مدرسة إلى الجيش، على أن يتم تسليمهم لوزارة التربية والتعليم فى أقرب وقت، خاصة وأن هناك اتجاه لدى الوزارة الآن فى محاولة لتخفيف الاحتقان عنهم بسبب غياب العدد الكافى من المدارس المتميزة لاستقبال التلاميذ، وهو ما تم وضعه فى الحسبان خلال هذه الفترة. اقتحام رصد التقرير حالتى اقتحام للمدارس، حيث ظهرت الحالة الأولى لخطف تلميذ، والثانية محاولة لخطف بنات والاعتداء عليهم. لاحظ التقرير محاولات وزارة التربية والتعليم لضبط العملية التعليمية، والكشف عن حالات الفساد والتستر على الفساد خلال الفترة السابقة، حيث تم رصد محاكمة موظفين بالتعليم اختاسا كتب مدرسية بمليون و 70 ألف جنيها، وهو ما يكشف عن وجود نية لمتابعة أوكار الفساد وكشفها وفضحها، وهو ما برز من خلال الكشف عن مجموعة من المدرسين سهلت لمحمد مرسى الرئيس السابق الاطلاع على ما حدث فى عهد مرسي، والكشف عن حصول المستشارين المحسوبين على جماعة الإخوان اللذان تم تعيينهم العام الماضى مستشارين له وبإجمالى 40 مليون جنيهاً، إلى جانب تحويل 7 قيادات للتحقيق بتهمة التقصير! ضعف التغذية توصل التقرير إلى ضعف التغذية المدرسية والكشف عن 71 حالة تسمم، وسط دعوات من المتخصصين والمهتمين بضرورة أن تضع وزارة التربية والتعليم اهتماماً خاصة بالتغذية الصحية السليمة، والاعتناء بالوجبات المدرسية، وزيادة المخصصات المالية لها، وتشديد الرقابة الصحية على التلاميذ وقاية لهم. وعن العنف داخل المدارس تم رصد حالات عنف تمثلت فى محاولة تلميذ «بفقء» عين زميله بالقليوبية وآخر يقتل صديق له بسبب احتياج منهم تأخر الكتب والتقرير رغم أنه يرصد الشهر الثانى من العام الدراسي، إلا أنه يكشف عن تأجيل الدراسة لأسابيع عن موعدها، كذلك غياب توزيع الكتب المدرسية، وإهدار مزيد من الوقت وهو ما يتحمله التلاميذ فى منهج نصف العام والمنهج فى عام كامل، ومع ذلك اضطرت بعض المحافظات إلى قبول مبدأ تأخر الكتب لأكثر من 5 أسابيع. كما رصد التقرير عدداً من المقالات والتحليلات الداعية وزارة التربية والتعليم بالعمل على تطوير المناهج واستلهام الأفكار التربوية من الدول المتقدمة من أجل القيام بذلك، ليظل هذا الوضع ما لم تتوفر الإرادة السياسية للتغيير للأفضل، إلى جانب تهيئة المجتمع لتقبل فكرة التغيير والاعتماد على العقل والتفكير أكثر من الحفظ والتلقين، ومواكبة تطوير المناهج بما يتماشى مع المعايير العالمية. لاحظ التقرير غياب الاهتمام بالشئون الصحية فى المدارس وما يترتب عليها من إسعاف التلاميذ فى الأوقات الحرجة، إلا أن وزارة التربية والتعليم عللت ذلك بسبب غياب النفقات اللازمة للاهتمام بهذا الأمر، وتم رصد حالة وفاة فى المدارس خلال فترة رصد التقرير نتيجة الإصابة بسكتة قلبية دون وجود الإمكانات الطبية الازمة لإسعاف التلاميذ. استغلال الإخوان التقرير كشف بوجه خاص عن استغلال جماعة الإخوان المسلمين للمدارس التابعة لها لغرس عدد من الأفكار المتطرفة داخل التلاميذ ومحاولة تغذية فكرة الانقلاب داخل التلاميذ، واستغلال بعض الأدوات مثل المسطرة وكتب التلوين والصور فى بث أفكار تقلل من ثورة 30 يونيو وتعتبر ما شهده المجتمع منذ 3 يوليو وحتى الآن إنقلابا عسكريا مرفوضا، والاعتداء على التلاميذ وأسرهم ، ورفض تحية النشيد الوطنى والعلم والاكتفاء برفع شعار "رابعة". التقرير يكشف أيضا عن محاولة إسرائيلية لاختراق موقع وزارة التربية والتعليم والإطلاع على قاعدة البيانات الخاصة بالوزارة فيما يتعلق بالحصول على بيانات التلاميذ المصريين واستغلالها فى مصالح خاصة بهم، وقدرة البرامج الوقائية الإلكترونية بالوزارة على التصدى لهذه المحاولات. وتضمن التقرير عدة توصيات منها ما يلى : ضرورة تخصيص ميزانية أكبر العام المقبل لضمان حضور المدرسين فى مواعيدهم واستغلال اليوم الدراسى بشكل أفضل، إلى جانب وقف إلهاء المعلمين فى الثرثرة والحديث عن أمور تؤثر سلبيا على العام الدراسي، وضرورة توفير التدريب المستمر للمعلمين. ضرورة أن تشدد الوزارة العقوبة على كل من يرفض تحية العلم، أو يتمسك برفع شعارات سياسية داخل أسوار المدرسة، إلى جانب حظر الصور والشعارات المؤيدة لجماعات سياسية، وفصل السياسة تماما عن المنظومة التعليمية. ضرورة مواجهة حالات العنف من التلاميذ وبعضهم البعض عبر خضوع التلاميذ لطبيب نفسى وخضوعهم لتقييم مستمر منعا لانفلاتهم، وضرورة أن يكون للمدرسة دورا تربويا مهما يساعد الأسرة فى التنشئة. ضرورة تشديد الحراسة على المدارس خاصة بعد الإعلان عن الكشف عن عدد من القنابل اليدوية حرصا على مستقبل الطلاب والتلاميذ والمجتمع، وتزويد المدارس بأجهزة للكشف عن المفرقعات وقاية للتلاميذ والمعلمين والحفاظ على حياتهم. على وزارة التربية والتعليم فتح خط اتصال مع منظمات المجتمع المدنى من أجل التعاون المستمر لضبط العملية التعليمية وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. الإبلاغ المستمر عن أى محاولات يقوم بها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لإفساد العملية التعليمية، والتحقيق الإدارى السريع لكل من يخالف قرارات الوزارة. الاهتمام بتطوير العيادة الصحية فى المدارس وتزويدها بالأدوات اللازمة لإسعاف التلاميذ فى المواقف الحرجة حفاظا عليهم وعلى صحتهم، وضرورة أن يكون هناك تعاونا مثاليا بين وزارة التربية والتعليم مع وزارة الصحة والمجلس القومى للأمومة والطفولة.