دعونا نتفق بصراحة، وبلا مجاملة، ومن الآخر بعيدًا عن الفذلكة وكومبارس المحللين والمراقبين والمدَّعين الجدد، الذين يحللون الحرام ويحرِّمون الحلال، لأننا نعيش فى زمن الثوار.. هل هناك حكومة فى مصر؟ أم لا ؟ ...سؤال يدور فى أذهان وعقول الشعب المصرى، أين الببلاوى يا ولاد الحلال؟!.. وماذا يفعل هو وحكومته العاجزة عن اتخاذ أى قرار ...هل يعقل بعد أن فوض الشعب المصرى الفريق السيسى ونزلت الملايين لتعبر عن غضبتها الربانية وإسقاط الإخوان وإنهاء عصرهم إلى الأبد... أن يفاجأ الناس بعد ثورة رائعة بحكومة عاجزة عن الكلام والفعل واتخاذ القرار و الموقف الصحيح ومواجهة الخارجين عن القانون ، فما وصل إليه الوضع يدعو إلى الريبة والشك والتواطؤ المفضوح، الذى يثير علامات الاستفهام والتعجب.. نقول إن مصر تدار بلا حكومة بالمعنى الحقيقى المتعارف عليه بين دول العالم، ...حكومةٍ تنحاز وتقف إلى جانب الناس والمصلحة العليا للوطن ...فأى إنسان حتى لو كان كافر فى هذا الزمان العجيب لابد وأن يتألم وهو يرى مقتل طفل العمرانية «محمد بدوى» وعمره لا يتجاوز 9 سنوات من خلال قناصة وعصابات الإخوان ..حتى الجنازة وهم يدفنون شهيد العمرانية لم تسلم من اغتيال حرمة الموت ، وضرب الطفل فى كفنه ونعشه بالطوب والحجارة، وهذا مسجل بالصوت والصورة فى مشهد لا يحدث فى أى مكان فى الدنيا ولاترضى به أى حكومة تملك الحد الأدنى من الضمير والحس الوطني، لأن هذه الأفعال ضد البشرية والثوابت الآدمية، والتى تميز وتفرق بين الإنسان والحيوان .. وهذا المشهد لشهيد العمرانية يقيل حكومات وليس حكومة الببلاوى فقط! إذا كان هناك بقية من حمرة الخجل والشهامة والإعتراف بالأخطاء، فماذا بعد انتهاك حرمة الموت واغتيال الأطفال ؟ ولأن المشهد العام مرتبكُ يخرج علينا -للأسف الشديد- الداعية الجديد الشيخ زياد بهاء الدين الذى يعترض على قانون التظاهر ويشتبك مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، الذى لقنه درسا فى الوطنية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة للشعب المصرى قائلا له : انت لا تعرف شيئا عما يجرى ...وتحدث يا أيها الداعية الجديد عن الاقتصاد ودعِّمه، وعن الاستثمارات الجديدة لكن هل تجرؤ يا دكتور زياد أن تذهب إلى سيناء وتلتقى بعمال سيناء ومستثمريها أو تجرؤ أن تضع قدميك فى المحلة الكبرى أو المصانع المعطلة أو المناطق الصناعية التى تبحث عن مستثمرين أو أن تواجه العمال والمستثمرين الذين يبحثون عن حقوقهم المسلوبة فى زمنك، بعد أن كانت الشفافية والصراحة هى أول تصريحاتك، ويخرج علينا الوجه الآخر «حسام عيسى» المحاصَرُ داخل وزارته التى أصبحت بيتا لكسر حقوق الطلاب وأولياء الأمور وما أبشع الصور التى نراها يوميا من تظاهرات حول وزارة التعليم العالى التى وضعت فى يديها مسؤولية التحويلات واحتكارها لطلاب الجامعات والمعاهد العليا فكان الأولى به أن يعيد الأشياء لمسمياتها ويضع السياسات التعليمية بدلا من العبث بمستقبل الطلاب والطالبات وبدلا من حالة الرعب والترهيب ووالإرهاب التى تقوم بها مليشيات وفرق اغتيال وقتل الطلاب الذين يذهبون إلى أماكن العلم وقد لايعودون بسبب طبطبة «حسام عيسي»، الخائف على مشاعر الإخوان و من كلام الأمريكان، وقدكان يجدر به أن يعيد الأمور لأوضاعها وترجع هيبة الجامعات والأساتذة بعد التعرض لهجوم من كل الاتجاهات وكان المفترض أن يعيد ويصدر قرارا بأن تكون التحويلات لا مركزية من خلال الجامعات ولا علاقة لعيسى ووزارته بهذا. والكارثة الكبرى التى سيحاسب عليها عيسى - المنتمى لحركة 9 مارس- فى الجامعات، أن تُنتهك حرمات الجامعات المصرية فى عهده وهو جالس فى مكتبه ولا يقدم استقالته على فشله الذريع فى إدارة شؤون الجامعات وهو يعلم تماما وسيد العارفين أن الجامعات المصرية مستهدفة من قبل الإخوان وتنظيمهم الدولى.. ولكن تحت يافطة الحريات وحقوق الإنسان تنتهك الحرمات ومعاهد العلم التى كانت منارة للرأى العام ، ويخرج علينا لينفذ هو وبهاء الدين المخطط الأمريكى فى نشر الفوضى فى الجامعات ويقول : لن أسمح بدخول الشرطة والحرس الجامعى إلى الكليات والجامعات ويقول «على جثتي»؟! وهو يعلم تماما أن عمداء الكليات ورؤساء الجامعات أغلبهم من الإخوان وأن هناك قطاعا كبيرا من الأساتذة ينتمون إلى «المحظورة» فهل نتعامل مع هؤلاء البلطجية الجدد الذين يستدعون عناصر من خارج الجامعات للتدمير والتخريب وضرب الأساتذة وإرهاب طلاب وطالبات العلم الحقيقيين؟ فما حدث فى جامعة الزقازيق وأسيوط ناهيك عن جامعة الأزهر التى أصبحت مباحة ومستباحة أمام أعين عيسى والببلاوى هو بكل هذه المقاييس جريمة فى حق الوطن والقلم وكنت أتوقع أن يسرع عيسى بتقديم استقالته ولذلك نكشف أن عيسى وزياد بهاء الدين ومعهم آخرن يسعون لهدم خارطة الطريق، لأن أمريكا والإخوان وجهان لعملة واحدة. ودعونا نتكلم بصراحة وموضوعية ونسقط الأقنعة عن المدعين الجدد فى حكومة الببلاوى، التى تسبح ضد التيار الشعبى وفى الاتجاه المعاكس ضد مصلحة الوطن فهل يعقل - يا ببلاوي- أن تتقدم باستقالة مسجلة من حكومة عصام شرف بسبب الدماء التى سالت فى ماسبيرو، ولا تستقيل الآن بعد سقوط الأطفال قتلى فى الشوارع وبعد صفع النساء وقتل الكهول وانتهاك الجامعات واضطهاد الأقباط واقتحام الكنائس وقتل المسيحيين وإهانة شيخ الأزهر والمساجد؟!.. هل يعقل وأنت رئيسا لأول حكومة بعد ثورة 30 يونيو أن تصل أنبوبة البوتاجاز إلى 80 جنيهاً، فى مشهد تنتهك فيه آدمية المواطنين من السيدات والرجال والشيوخ والأطفال وأن يصبح رغيف الخبز عوارا لا يمت إلى «العيش» بصلة وهو قوت الغلابة والفقراء والعمود الفقرى لبطون المصريين؟ هل يعقل ألا تحدد حتى الآن الحد الأدنى لأصحاب المعاشات الذين أفنوا حياتهم فى خدمة هذا الوطن ولا يجدون الثمن لشراء أدويتهم وقوت حياتهم رغم أنهم يمتلكون مليارات المليارات من الجنيهات.. ولكن حكومة الببلاوى التى من المفترض أن تطبق العدالة الاجتماعية من أوسع أبوابها، تقفز عليها وتسرق أموال أصحاب المعاشات وتقوم بتعيين المستشارين الذين وصل قيمة ما يتقاضونه إلى 20 مليار جنيه سنويا من مال هذا الشعب المناضل والمكافح، ولا يقدر على وضع الحد الأدنى للمعاشات -لأن مفيش فلوس على حد زعمه- بل تخرج علينا يا ببلاوى أنك تعفى من أهدر الأموال وسرقها وتقنن الرشوة الوظيفية وتقول أنه لن يتم محاكمة متلقى الرشوة والفاسدين فى الجهاز الحكومى .. هل هذا يعقل ؟! هل يُعقل أننا أصبحنا نعتمد على المعونات الخارجية ولا توجد حكومة على الإطلاق لدينا لتشغل المصانع المغلقة وتحفز الاستثمار وتضرب بيد من حديد لعودة الأمن والأمان الحقيقى إلى الشارع المصرى حتى تعود السياحة إلى عصرها الذهبى ؟ نحن نرى أن هناك تعنت وإصرار من حكومة الببلاوى لضرب الاقتصاد والأمن والسياحة فى مقتل، وأنها لا تتخذ أى قرارات ...فأين قانون التظاهر، والطواريء ستنتهى خلال ساعات ؟ وكيف تواجه مظاهرات الإخوان وميليشياتهم المسحلة فى الشوارع والحارات والجامعات والكنائس والجوامع - إلى حد قتل المواطنين الأبرياء فى بيوتهم-. يا سادة يا كرام المشكلة فى النخبة والمدعين الجدد الذين يأكلون على كل الموائد السياسية والإعلامية ويتحدثون عن حقوق الإنسان والحيوان وعن الحريات وهم يمارسون أبشع صور الديكتاتورية والسلطوية داخل منازلهم وأماكنهم ووزاراتهم ولا يعترفون بالرأى الأخر ولا حرية الأخرين ولا بحرية الإنسان المصري.. فليذهب الجميع إلى الجحيم طالما رضيت علينا ماما أمريكا وأتباعها من المرشدين الجدد من جماعة الإخوان والأهل والعشيرة.. أنا أعلم تماما يا دكتور ببلاوى أن حكومتك حائرة ومعذورة تماما، لأن عينها على الأمريكان والعين الآخرى على الإخوان، أما الشعب فله الله يحرسه وأما الوطن فله من ينقذه من خير أجناد الأرض من رجال القوات المسلحة والشرطة ، فأنتم أصبحتم أدوات للخارج تنفذون أفكارهم وأحلامهم فسيأتى اليوم - قريبا- الذى فيه يلقنكم الشعب المصرى درسًا لن تنسوه فى كشف المستور، والخطط والألاعيب التى كانت ستدمر الوطن والشعب وثورة 30 يونيو ...وأخيرًا شكر الله سعيكم ..والفاتحة على حكومة الببلاوى التى ستخرج وتقال على يد شرفاء الوطن.