تتجه الأوضاع في شمال السودان الي مزيد من السخونة واشتعال الأوضاع في الداخل من جهة حيث تتوعد المعارضة نظام البشير وتصر علي إسقاطه ، كما تتفاقم المشكلات مع دولة الجنوب "جوبا " بعد أن اخطر السودان دولة الجنوب بإغلاق خط أنابيب النفط الذي يستخدم في تصدير الخام من حقول الجنوب. فقد أعلن تحالف قوي المعارضة السودانية أنه ينوي الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير سلميا في غضون مائة يوم، واصفا نظام البشير بأنه "فاشل بنسبة 100% ". وحذر التحالف الذي يضم نحو عشرين حزبا -في مؤتمر صحفي في الخرطوم- حكومة الرئيس البشير من دفعه لخيارات غير سلمية "كما في حالة متمردي جنوب كردفان والنيل الأزرق". وقال رئيس اللجنة التنفيذية للتحالف فاروق أبو عيسي "إن الشعب السوداني ليس بحاجة لدعم أجنبي بعدما فقد النظام صلاحيته وأصبح جثة هامدة تنتظر من يدفنها". وشدد علي تحالفه مع الجبهة الثورية المتمردة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق "مع اختلاف في تكتيكات إسقاط النظام". وكان حزب المؤتمر الوطني الحاكم قال إن المعارضة بدأت ترتب لمخطط أطلقت عليه "خطة مائة يوم بالتنسيق مع الجبهة الثورية لإسقاط الحكومة". واتهم نافع علي نافع -نائب رئيس الحزب الحاكم- المعارضة بأنها أصبحت "مجرد ستار ورأس لقوي أجنبية تريد أن تمزِّق السودان"، معتبراً أن هذه القوي "لن تجني في النهاية سوي الخيبة". وقال نافع للصحفيين عقب اجتماع للمكتب القيادي للحزب الحاكم إن الشعب السوداني وقواته المسلحة والمجاهدين علي استعداد للتصدي وهزيمة ما وصفها بمخططات ومؤامرات المتمردين وتحالف المعارضة الرامية لتمزيق السودان. وقال إن العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة الثورية والتي وصفها بالإرهابية نهاية أبريل الماضي كانت مدعومة من تحالف المعارضة. من جهته كشف عضو هيئة التحالف محمد ضياء الدين عن عدة مراحل لتنفيذ عملية إسقاط النظام، مشيرا إلي أن سياسات الحكومة قادت إلي حروب أهلية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وتنذر بحرب أهلية شاملة. وقد جدد تجمع قوي المعارضة السودانية اتهامه للحكومة بتنفيذ سياسات تدفع بالسودان إلي حروب داخلية وخارجية في آن واحد. وأعلن التجمع أنه بدء اتصالات مع كافة حملة السلاح ضد الحكومة "لتوحيد العمل لإسقاط النظام"، معلنا قرب توقيع قوي المعارضة علي "مواثيق داعمة لذات الإستراتيجية وكذلك الفترة الانتقالية". وقال رئيس الهيئة التنفيذية للتجمع فاروق أبو عيسي إن حكومة حزب المؤتمر الوطني "تدفع بالسودان نحو حرب ليس مستعداً لخوضها، ولا يستطيع تحمل تبعاتها". واعتبر أبو عيسي أن سياسات الحكومة ستقود البلاد لمواجهة عقوبات اقتصادية لا حول لشعب السودان بها، "والأفجع أن هذه السياسات ستربط السودان بمحاور عسكرية رفضها الشعب منذ الاستقلال عام 1956". وانتقد ما سماها سياسة الدخول في أحلاف عسكرية ضد المنطقة بأسرها، وقال إن التحالف مع إيران التي تشكل تهديدا لأمن واستقرار دول الخليج العربي سيسبب كثيرا من المشكلات للبلاد. الخطيب: الحكومة غير قادرة علي حماية الأراضي السودانية ولا أجوائها (الجزيرة نت) مخاطر كبيرة من جهته قال الناطق باسم التجمع الشفيع خضر عقب الاجتماع للجزيرة نت، إن تزايد وتيرة الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وخلافات جوباوالخرطوم بشأن أبيي "تنذر بخطر كبير علي البلاد"، مضيفا أن للمعارضة مقترحات لحل أزمة أبيي وبعض المشكلات الأخري. وذكر أن خطرا جديدا يكمن في فرض حلول دولية للمشكلة مما يدفع باتجاه الحرب من جديد، متهما الحكومة بالافتقار إلي إيجاد حلول حقيقية لأزمات السودان. ومن جانبه، اتهم السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب الحكومة بعدم القدرة علي حماية الأراضي السودانية ولا أجوائها، مشيرا إلي أنها اعترفت بأن قدراتها الدفاعية لا تمكنها من الدفاع عن البلد. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أمر بوقف تصدير نفط جنوب السودان عبر الموانئ السودانية ، وذلك بسبب اتهام الخرطوملجوبا بتقديم الدعم العسكري للجبهة الثورية المتمردة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. واضاف "كنا نريد أن نكون جيرانا وأن نعيش معهم في أمان وأعطيناهم دولة كاملة، لكنهم اختاروا عض اليد التي امتدت لهم بالخير". ودعا البشير وزارة الطاقة إلي توجيه الأوامر إلي الشركات بقفل الأنبوب الناقل للنفط الجنوبي، مضيفا "عليهم بعد ذلك أن يذهبوا به عبر كينيا أو جيبوتي إذا شاؤوا، ولكن أن يمر النفط عبر السودان ليشتروا به أسلحة للخونة والعملاء، فهذا لن يحدث أبدا".