كتب / محمد شعت:حذر الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي ورئيس جمعية مصر للثقافة والحوار قيادات الكنيسة من الاستقواء بالخارج وطالبهم بأن يعودوا عما هم فيه من أجل تحقيق مصلحة الأقباط في مصر عن طريق صوت العقل ، وإلا فسوف تكون النتائج وخيمة إذا انطلقت الفتنة الطائفية التي لا يمكن ايقافها اذا قامت. وفي إطار الحديث عن العلاقات بين المسلمين والأقباط في مصر أكد العوا أن العلاقات بين الطرفين علاقة أزلية أبدية ولن ينالها أي انقسام أو انفصال بمعنى انه لن يكون هناك قطيعة دائمة بين الطرفين كما انه لا يمكن ان يكون هناك انفصال قبطي عن الدولة رغم ما يجري من أحداث فيها بعض التوتر الذي يتزايد كل يوم بداية من عام 2003 وحتى الآن.وأوضح أن هذا التوتر قد بدأ بواقعة وفاء قسطنطين زوجة الكاهن التي أعلنت إسلامها ولكن تم تسليمها إلى المسيحيين الذين أودعوها ديرًا مازالت موجودة فيه حتى الآن وبعلم من السلطات المصرية، ونفى كلام الأنبا بيشوي الذي يقول إنها تعيش في الكنيسة مسيحية وليست مسلمة.وأضاف رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة أن حادثة وفاء قسطنطين تؤكد غياب الدستور وضعف الدولة وتنازلها عن بعض ديكتاتوريتها لصالح الكنيسة كي تتمكن من مواصلة استبدادها. لافتًا إلى أن الدستور المصري لا يفرق بين أي مواطن مصري حتى ولو كان البابا شنودة؛ فكل المصريين يخضعون للدستور والقانون ولكن الأنبا بيشوي وبعض الأقباط يريدون أن تكون الكنيسة أعلى من الدولة ولو تحقق ذلك فسوف تنهار الدولة بلا شك. مشيرًا إلى أن كلام الأنبا بيشوي بأن المسلمين ضيوف على مصر يعرضه الى المحاكمة الكنسية والاكليريكية.وأوضح ان تاييد الكنيسة للرئيس محمد حسني مبارك ونجله جمال مبارك لم يتم الاعلان عنه في عام 2009 على قناة او تي في التي يملكها نجيب ساويرس في برنامج مانشيت وإنما هذا التأييد سابق على هذا التاريخ بسنوات؛ ففي 18يونيه 2005 انعقد المجمع المقدس برئاسة البابا شنوده وحضره جميع المطارنة والاساقفة بالإضافة إلى أساقفة الخارج ليقرروا ويناقشوا تاييد الرئيس مبارك ونجله وهذا حق لكل مصري ولكن عندما يتحول هذا التاييد ويتخذ شكلا دينيا وكنسيا فانه يصبح امرا مفسدا للدولة، مؤكدا ان هذا الموقف من المسيحيين والكنيسة يعد عملا سياسيا واضحا يخالف ما يدعونه عن العقيدة الكنسية.وفيما يخص قيام أجهزة أمن الدولة بإلقاء القبض على جوزيف بطرس الجبلاوي مالك السفينة ونجل وكيل مطرانية بور سعيد التي كانت قادمة من إسرائيل وعليها متفجرات ثم تم منعه من السفر بأمر النائب العام ومطالبة نبيه الوحش بتفتيش مطرانية بورسعيد؛ قال انه شديد الاسف ان يحدث ذلك من بطرس الجبلاوي الذي يتعاون مع اسرائيل ضد المسلمين والمصريين كما اعرب عن اسفه ان هذه القضية لم تنشر في الاعلام ولم يتم الحديث عنها الا في جريدة الشروق.وفي سياق متصل اوضح ان مثل هذه الاحداث التي يقوم بها المسيحيون انما هي تمثل بؤر متفرقة في كل انحاء مصر للتمهيد الى اليوم الذي يمكن ان تنقسم فيه مصر الى دولتين احداها للمسلمين والاخرى للمسيحيين واكد ان هذا الانفصال اكبر خطر على الاقباط انفسهم لان الموارد والثروات المصرية واحدة ولن يمكن للاقباط بوصفهم حفنة قليلة ان يتواصلوا مع العالم الخارجي.ونفى تماما ان يكون هناك اي تعد على اي مسلم اعلن تنصره وطالب المدعين ان يأتوا ولو بحالة واحدة تثبت هذا الكلام مؤكدا ان حركات التبشير تستقوي بالخارج وخاصة الولاياتالمتحدة بدليل ان المسلمين المصريين الذين تنصروا يعيشون الآن في الولاياتالمتحدة.من جهة أخرى أكد العوا أن فتوى الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية بأنه يجب رد المسيحي الذي يعلن إسلامه إلى طائفته لا تستند إلى أصل فقهي لأن الحادثة التي اعتمد عليها كانت هي صلح الحديبية عندما اتفق الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع المشركين بأن يرد إليهم من يعلن إسلامه في حين لا يفعل المشركون المثل، ولكن القران الكريم أعلن أنه لا يجب قبول أي مسلم من المشركين إلا بعد امتحان صدق إيمانه ولهذا تجمهر المسلمون ضد الكفار حتى طلبوا من النبي أن يأخذهم إليه مخالفين بذلك الشرط الذي وضعوه بأنفسهم، ولم يحدث في تاريخ الإسلام بأكمله أن تم رد مسلم إلى طائفته إلا مع وفاء قسطنطين وطالب المفتي ان يعود عن هذا الكلام حتى لا يفتن المسلمين.