أكد الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء، أن فلول النظام السابق، وبعض رجال الأعمال السابقين، يمولون الثورة المضادة، ويدعمون استمرار حالة الفوضى في مصر ، ولم يستبعد الجمل خلال لقاءه مع الإعلامي خيري رمضان ببرنامج "مصر النهاردة" على التليفزيون المصري، مساء الاثنين، أن تكون هناك أياد خارجية تعبث بأمن مصر وتزكي روح الفرقة، مستشهدا بما فعلته تلك الأيادي في العراق. واتهم الجمل بعض العقول "الضِلمة" على حد تعبيره بإشعال الفتنة الطائفية في مصر، مشيرا إلى أن هناك مسلمين ومسيحيين يفهمون جوهر الأمور بشكل خاطئ متورطون في تلك الأحداث الأخيرة التي تلت حادث كنيسة الشهيدين بقرية صول التابعة لأطفيح بمحافظة حلوان وأكد الجمل أن الشعب المصري قادر على تجاوز الأزمة الراهنة، مثلما فعلها في السابق ونجح في عبور خط بارليف في حرب أكتوبر المجيدة وقال الجمل إن الزعيم جمال عبد الناصر كان زعيما بحق وصاحب شخصية كاريزمية، وكان لديه مشاريع تنموية حقيقة، وشيد تنمية صناعية حقيقة، وحاول أن يبني تنمية زراعية ولكن بقدر أقل، مشيرا إلى أن النهضة التي قام بها ناصر كانت السبب الرئيس في حرب 1967ويذكر لمبارك أنه قاد حرب أكتوبر، بعد أن اختاره عبد الناصر وأمين هويدي رئيسا للكلية الجوية، وبعد توليه الحكم في العشر سنوات الأولى أعاد البنية الأساسية، وكان هناك عملا جادا في إعادة تأسيس البنية الأساسية، لكن من أوائل التسعينيات أدى وثوب رجال الأعمال على السلطة، إلى استشراء الفساد، وخاصة بعد التقارب الكبير بين الثروة والسلطة. قلة مأجورة ومن جانبه أكد الشيخ شوقي عبد اللطيف نائب وزير الأوقاف وممثل الوزارة في لجنة الصلح بين المسلمين والنصارى بأطفيح أنه لا يوجد في مصر بما يسمي بالفتنة الطائفية ولكن هناك فئة قليلة مأجورة لا تدين لله ولا تنتمي للوطن بل وهي التي تحاول من فترة لأخرى إشعال الفتنة ,مشيرا إلي أن المتتبع لتاريخ مصر منذ أن دخلها السلام يجد أن هناك تفاهم وتألف واضح بين أبناء الوطن مسلمين وأقباط . وأشار إلي الشريعة الإسلامية لا تتصادم مع شرائع السماء لأن شريعة الإسلام تتناغم مع الشرائع الأخرى قال تعالي "شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذين من قبلهم .. "كما أن الشريعة الإسلامية تؤمن بالتنوع والتعدد يقول تعالي "ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم " . وقال إن الدين الإسلامي ارسي معالم الحفاظ علي إنسانية الإنسان وآدميته والقرآن الكريم لم يفرق في التكريم بين مسلمين ومسيحيين في قوله "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر .." مشيرا إلي أن السنة النبوية حرمة ظلم غير المسلمين في قوله صلي الله عليه وسلم " ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه .." وأوضح أن ماحدث في قرية صول مؤخرا بين المسلمين والمسيحيين يرجع سببه إلي الاحتقان الذي دار لسنوات عديدة وهي مشكلة أخلاقية ولكن تنبه لها العلماء الأجلاء والحكماء من الطرفين مؤخرا بعد بذل العديد من المحاولات التي دارات من أجل عودة روح الحب والود بين أبناء الوطن الواحد . المسجد والكنيسة ومن جانبه حذر الشيخ فؤاد عبد العظيم وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم الشعب المصري من أن هناك أصابع خبيثة تريد المساس بأمن مصر الداخلي والخارجي مؤكدا أن مصر مستهدفة من قبل أعداء الأمن والاستقرار للبلاد وحب إشاعة الفوضى والفتنة مشير إلي أن المسجد والكنيسة تحث علي الحفاظ عن كل شبر من ارض مصر العظيمة . وأكد وكيل الوزارة أن الكنيسة لا تقل شأنا عن المسجد وسندافع عنها وعن الأقباط بأرواحنا وأنهم مليء العين والقلب موضحا أن الشعب المصري ليس من بينه شيوعيا أو بوذيا أو صاحب ديانة أخري فالمساجد والكنائس جميعها تدعوا الله سبحانه بأن يحمي ويحفظ مصر من كل مكروه وسوء . وأشار إلي أننا ليس لدينا أدله نجزم من خلالها أن الأمن أو الحزب الوطني ولكن ما يمكن أن نقول أن هناك أيدي خفية خلف هذه الفتنة. ودعا عبد العظيم المصريين إلي أن يلتفوا حول قرآنهم وإنجيلهم وشعارهم ومحبتنا لبعضنا هو أمر في القرآن والإنجيل وما أكثر النصوص الواردة في ذلك. واد الفتنة واجب ومن جانبه قال الدكتور محمد حرز الله إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين أن حقوق الأقباط في مصر محفوظة ومصونة بنص الدستور وهذه فتنة ينبغي أن توأد إلي الأبد فالديانة في أمريكا وغيرها من الدول الكبرى الرسمية المسيحية فلماذا لم يتدخل احد في شئونهم وهم يتدخلون في شئوننا ويتفوهون من آن لأخر لضرورة حماية الأقباط في مصر . وأشار إلي مجمع البحوث الإسلامية رفض وبكل شدة قرار البابا الفاتيكان بحماية الأقباط في مصر وقد جمد الحوار معه بسبب ذلك وقال أننا قادرين علي حماية أبناء الوطن فالمسلمين يدينون لله بالتعايش مع الأخر والحفاظ علي أمنهم ومصالحهم والإسلام حثنا جميعا بحسن المعاملة فقال صلي الله عليه وسلم "استوصوا بقبط مصر خيرا" . وأفتي بان شرعة الإسلام تقدم المصلحة العامة علي المصلحة الشخصية وإذا أثبت بالدليل القطعي أن من قام بهدم الكنيسة من المسلمين فعليهم أن يبنيها المسلمين من أموالهم وعلي نفس الأرض وذلك من باب القاعدة الشرعية من أتلف شيئا فعليه إصلاحه " . الود المتبادل ومن جانبه أكد القس ميخائيل أنطون سكرتير نيافة الأنبا روفائيل أن الأزمة الراهنة لم يكن للمسلمين ولا الأقباط الشرفاء يدا فيها والتاريخ يشهد علي مدار العصور الماضية مدي هذه العلاقة القائمة بين المسلمين والأقباط وينبغي وجود وعي واضح وملموس في القضاء علي الفوضى والعداء الذي يسعي إليها أصحاب النفوس الذميمة . وقال إن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين قائمة علي الود والحب ودليل ذلك ما شاهده المسلمين من حماية للأقباط أثناء ثورة 25يناير, وحمايتهم للكنيسة. وأضاف القس بطرس من كهنة الكنيسة المرقصية الكبرى بكلوت بك نحن نعلم أن المسلمين يكنون لنا كل الحب بما يتوافق مع دينهم ونحن أيضا نكن لهم نفس الشعور وندعو الجميع إلي التعقل والتحكم إلي المصلحة العامة للخروج بمصر من هذا النفق المظلم بأقل الخسائر ونعمل علي تحقيق مكاسب الثورة وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية التي كثيرا ما كنا ننادي به