من هو المحاور الذي تبحثون عنه في منتدى الشباب العربي ( الشباب وحوار الثقافات ) بدون الحوار مع الآخر ستنغلقون على أنفسكم ويبدأ الشك بينكم وبين الأمم.. والشك يؤدي إلى الخوف من الآخر .. والخوف يؤدي إلى ق تاله .. والحياة مع القتال لا تطاق.. فلنكن إذن مع الحوار. المحاور الذي نبحث عنه هو الذي يملك الرغبة الأكيدة للتعايش المشترك السلمي بين الأمم وفق ثقافاتها التي تحدد هويتها وشخصيتها المتميزة وتضفي تنوعاً عظيماً لهذا العالم العظيم. الحوار المتعدد الثقافات هو جسر التواصل للوصول إلى القوا سم المشتركة للتعايش بين الأمم .. فيا شباب العرب كونوا دائماً جاهزين للحوار .. مسلحين بخطاب حضاري .. تقدمون فيه أنفسكم كجزء من أمة حضارية ذات ثقافة متميزة ومنهج سامي وآلية للعيش المشترك مع الآخرين .. آن أن نصنع مستقبلنا بأيدينا. لابد من الحوار مع المواجهة الحضارية مع تعاظم الفوضى المفتعلة في النظام الدولي وحدوث الانهيارات الاقتصادية في البورصات العالمية واهتزاز الثقة في النظام المالي الرأسمالي يتحتم عليكم مواجهة تحديات تفرض ..حالياً أو مستقبلاً نتيجة تأثير المتغيرات الإقليمية والدولية . نعم الشباب قادر على المواجهة بالعمل الجاد والتخطيط المحكم وفق مقومات صناعة المستقبل فأملنا النهائي في الشباب المتطلع إلى ممارسة حقوقه في المشاركة الفعالة في التطوير وتحديث سياسات النشاطات الثقافية وتقوية روابط الانتماء لامته وفق متطلبات التعايش المشترك مع ثقافات متعددة ومتنوعة الهوية. فلنواجه بقرار حر و بكل قوة ......فيا شباب العرب اصنعوا مستقبلكم بأيديكم.. لا تتركوا الغرباء يصنعون مستقبلكم..... فهم يصنعون مستقبلاً يحقق مصالحهم. وبالتالي تصبحون يا شباب العرب مثل (قوم تبع )..... الانتماء لا يعني عدم الاعتراف بالآخر : ان انتمائنا إلى ثقافتنا العربية لا يعني عدم الاعتراف بالثقافات الأخرى أو بداية الصراع معها, لأن انتماء الإنسان إلى ثقافة مجتمعه الذي تربى فيه واستوعب قيمه تعني له تأمين حريته وأمنه وبالتالي عندما تفرض عليه ثقافة أخرى فأنت تغتصب حريته وأمنه وهذا بحد ذاته ظلم وإرهاب, لأن الثقافة هي منتج اجتماعي وفق قيم محددة تحكم حركة أفراد المجتمع وتعطيهم الطمأنينة والتوازن النفسي. الثقافة العالمية هي ثقافة احترام الآخر : فلندع كل فرد على ثقافته التي تؤمن له توازنه حتى نصل إلى ثقافة عالمية واحدة هي ثقافة احترام الأخر , فالثقافة العالمية هي التوحد الثقافي للبشرية حول مفهوم احترام الأخر بحيث لا تعارض ثقافته ولا تلغيها, بل أن ثقافة الأخر تعززها وتعطيها حلاوة التنوع والاختلاف فعظمة الخالق تظهر في (الاختلاف والتشابه في آن واحد لبني البشر ) . ما هو دور الشباب العربي في عملية التطوير والحوار الثقافي ؟ يتمثل دورهم بالتعاون مع الرواد الأوائل من الآباء والحكماء العرب مواجهة ومعالجة التحديات التي تستهدف ثقافتنا ووجودنا وفق تكنولوجيات متقدمة , فقبل أن نبدأ بالحوار المتعدد الثقافات فلا بد من الاتفاق على ما يلي : تعريف الثقافة: الوصول إلى تعريف مشترك ليكون الحوار بناء وشفافاً وبالرغم من تعاظم استخدام هذا المصطلح في الحياة إلا أنه يجب أن نعترف بصعوبة التوصل إلى تعريف مشترك نظراً للاختلاف وتنوع المعاني المتعارف عليها, و يمكن أن نعرف الثقافة بأنها منتج اجتماعي تشكل عبر الزمن وأصبح من المسلمات بالنسبة لأفراد المجتمع, أي هو كافة الأشكال التي تميزه عن غيره وتشتمل( العادات، الممارسات، أسلوب المعيشية, الدين، الطقوس، وقواعد السلوك والمعتقدات). بناء الشخصية الثقافية : العلاقة الثقافية التوحيدية بين العروبة والإسلام هي شخصية متميزة, صعبة الانفصال لأن كلاهما امتزجا في كيان واحد ومنهج واحد وألية حركية واحدة فوجد كل منهما قوته في الأخر, وبالتالي فبحكم تملك القوة والمنعة يزداد التوحد , ويتم بناء هذه الشخصية من خلال تقديم رسالتها الحضارية لإظهار حقيقتها المتميزة برسالة الإسلام كمنهج لحياتها وآلية تطبيقه المتوافقة مع فطرية لإنسان و تقديمه لحلول تكنولوجية متقدمة لحل المشاكل العالمية . الحفاظ على الثوابت الشخصية: التعريف بشموليتها وتسامحها لإظهار إبداعاتها الفنية والأدبية و مواجهة العابثين بها و بناء علاقات ثقافية مع الآخر وإعادة قيم مفرداتها والعناية بالتراث و إعادة المسروق منه والعناية بأمن المتاحف وربطها بالتعليم لتقوية انتماء الطالب وبناء معاهد وقرى تراثية لاستثمارها في التعريف بالفن الإسلامي وتفعيل دور المجتمع المدني في تنمية الثقافة لإقامة المهرجانات الفنية.. تحقيق التنمية: من خلال التثقيف البيئي, وتنمية السكان المحليين واعتماد استراتيجية سياحية وتوظيف التراث الثقافي وإعداد منشورات إعلامية بكافة اللغات تضم المواقع الأثرية والمتاحف وتشجيع الاستثمار وتقديم الامتيازات له و إعداد المرشدين السياحيين وتأهيل السكان ودعم الإعلام ومواقع شبكة الانترنت والقنوات الفضائية لإبراز المعالم السياحية الثقافية، مع استثمار برنامج الاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية لإنعاش الحياة الثقافية والسياحية إضافة إلى النهوض بالصناعات الثقافية والعناية بالحرفيين المعنيين وتخصيص الجوائز التشجيعية إنشاء معاهد الفنون التقليدية لتشجيع الاحتراف وضمان الجودة. نشر ثقافة السلام وفق العدل والمساواة من خلال الحوار الشفاف والتعايش السلمي. وضع الإطار القانوني والتقني لتعزيز التنوع الثقافيو احترامه وتأهيل وتدريب السكان المحليين وتنفيذ برامج أبداعية للأطفال والشباب وللمرأة واعتماد استراتيجية للتكافل الثقافي وتشجيع القطاع الخاص للإنفاق على التنمية الثقافية, و نشر ثقافة الحوار وبناء مجتمع المعرفة والمعلوماتية وردم الهوّة الرقمية مع الخارج بإجراء بحوث تشخيص وتحليل كافة الأبعاد الاجتماعية لتكنولوجيات الاتصال المتطورة.