لاقت تصريحات السفيرة الأمريكيةالجديدة في مصر آن باتريسون هجوما حادا ورفضا من قبل الخبراء والسياسيين المصريين الذين اعتبروها بداية غير مبشرة لها في مصر، خاصة حول تأكيدها بأن مصر هي الحجر الاستراتيجي لأمريكا بالمنطقة، وهو ما رفضه الخبراء الذين أكدوا أن مصر الثورة تقول: لا للتبعية ونعم للمصلحة العليا، وليست مثلما كانت عليه في عهد نظام مبارك الذي أهدر كرامة مصر من أجل كرسي السلطة. وكان للواء طلعت مسلم الخبير الإستراتيجي رأي حيث أعرب عن رفضه لتصريحات السفيرة الأمريكيةالجديدة حول أن مصر ستظل الحجر الأساسي لإستراتيجيتها في المنطقة، موضحا أنه كلام من باب المجاملة حيث أن إسرائيل هي الحجر الأساسي لأمريكا بالمنطقة والدليل على ذلك علاقاتهم المتشابكة والقوية. وحذر مسلم من التدخل الأمريكي في الشئون المصرية عبر مؤسسات المعونات الاقتصادية والتي وصفها بأنها شبكات تجسس تعمل لصالح السي أي ايه، مطالبا بأنه على مصر أن تطالب بمعونات غير مشروطة خاصة في الظروف التي تمر بها البلاد حاليا. ومن جانبه أكد الدكتور جمال زهران البرلماني السابق أن تصريحات باترسون ما هي إلا تعبيرا عن وجهة نظرها فقط، مؤكدا أن كلامها مرفوض وأن مصر بعد ثورة 25 يناير تختلف تماما عن مصر "مبارك"، حيث أن مصر حاليا تسعى إلى تحقيق مصالح شعبها وتحقيق سيادتها وإنهاء عصر التبعية الذي أوقعنا فيه النظام السابق.. مضيفا أن مصر تسعى الآن إلى التعاون والتحالف مع الدول العربية والإسلامية لتفعيل دورها القيادي الذي طال غيابه. وأوضح زهران أن أمريكا ستسعى من خلال إغراءاتها المالية والاقتصادية والعسكرية إلى أخذ دور على الساحة المصرية، كما حذر من السفارة الأمريكية بالقاهرة والتي سيكون دورها الأساسي هو التجسس على مراكز القرار لمنع حدوث أي تطور يضر بمصالحها ومصالح حليفها القوي "إسرائيل"..كما أعلن زهران عن رفضه لهذه التصريحات معتبرها بداية غير مبشرة للسفيرة الجديدة. كانت آن باترسون قد حددت في كلمتها أثناء جلسة الاستماع للتصديق علي ترشيح الرئيس الأمريكي باراك بالكونجرس ، عناصر الإستراتيجية الأمريكية في التعامل مع التطورات الجارية بعد الثورة المصرية، وهي تشجيع عملية الديمقراطية الشفافة التي يعبر من خلالها المصريون للمرة الأولي بحريه في انتخابات حرة ونزيهة.. والأمر الثاني هو تشجيع المجتمع المدني المصري وتدعيم العملية الديمقراطية وحقوق الإنسان مثلما تفعل الولاياتالمتحدة في عشرات الدول حول العالم. وقالت أن الولاياتالمتحدة ترحب بإلغاء حاله الطوارئ وتدين العنف الطائفي في البلاد، مضيفة أن الجيش المصري يلعب دورا مهما في استقرار الأوضاع في البلاد.. وقالت أن التوقعات من الحكومة الجديدة المنتخبة في مصر ستكون عاليه للغاية. وأكدت أن واشنطن تدعم الإصلاح الاقتصادي وتشجع القطاع الخاص الأمريكي علي رفع معدلات الاستثمار في مصر وتشجع المحادثات بين مصر والمؤسسات المالية الدولية. وألمحت إلي أن تجارب أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا مهمة للتحولات في مصر حيث تحاول السعي إلي خلق وظائف باستغلال القوي البشرية الضخمة في بعض دول أمريكا اللاتينية إلي أمر ايجابي للتقدم ومصر ليست اقل من تلك الدول رغم أنها تواجه تحدي توفير 700 ألف فرصه عمل سنوياً. قالت باترسون إن العلاقات العسكرية مع مصر مهمة للغاية لتحقيق مصالح الأمن القومي الأمريكي في المنطقة. وفي العنصر الثاني، قالت السفيرة باترسون ان دور مصر الايجابي مهم للغاية في الشرق الأوسط . وقالت إن مصر تدعم حل الدولتين وتقوم بدور مهم في مكافحه الإرهاب واليوم تقدم مساعدات للاجئين في الحرب الدائرة في ليبيا.. مشيرة إلي أن المصريين غير راغبين في الدخول في صراعات إقليميه. وحول سياسات المساعدات، قالت إن مساعدات الديمقراطية تهدف إلي تقديم تعاليم أوليه ومساعدات للمنظمات الصغيرة خاصة في المناطق الريفية وتلقي المبادرات الأمريكية في هدا المجال ترحيبا من المنظمات المصرية خاصة فيما يتعلق بتقديم خبرات في كيفيه حشد المواطنين في العملية السياسية الدائرة. وأوضحت أن عنصر الوقت يعد عاملا مهما والبرامج الأمريكية تحاول المساعدة قبل الانتخابات المقبلة، مشيره إلي مخصصات الديمقراطية ودعم المجتمع المدني تبلغ 65 مليون دولارا. وقالت إن واشنطن لا تضع شروطا للمساعدات ولكنها معايير خاصة بالديمقراطية وحقوق الإنسان ومعظم المشروطيات تخص ميادين مثل إصلاح التعليم وسوف تستمر الولاياتالمتحدة في تلك السياسات ولا يمكن ترك أموال دافع الضرائب الأمريكي تصرف في الخارج دون محاسبه