لوغاريتم كأس العالم

● تقرير الحكم هو الحكم فى العقوبات التى تتخذها لجنة المسابقات.. وإذا كان تقرير محمد عبدالقادر مرسى تضمن أن سيد عبدالحفيظ جذب ذراعه، فإن مدير الكرة بالأهلى يستحق العقاب ..لكن التجاوز فى حق الحكام بات ظاهرة من جانب الجميع ومن صور التجاوز: التوبيخ، والتصريح، والسب، والشد، والدفع.. ونحن مع معاقبة كل من يتجاوز ضد الحكم، بالتصريح والتلميح والفعل، خاصة أن أشكال تلك التجاوزات باتت لا تعد ولا تحصى وما يسرى على عبدالحفيظ يجب أن يسرى على غيره، «وللأسف الشديد أجدنى مضطرا لتناول هذا العلقم لأن مجتمع كرة القدم أصبح على مدار الساعة يتحدث عن أخطاء عناصر اللعبة.. ومن ضرب وسب من ومن سبق من فى السب والضرب.. لأنه لا توجد قضية رياضية حقيقية تشغل هذا المجتمع.
● تابعت حوار الكابتن حسن شحاتة مع الزميل إبراهيم عيسى فى قناة التحرير، ولا تعليق على السياسة فى الحوار، لكن الفوز بكأس إفريقيا ثلاث مرات متتالية له أسبابه الفنية، أما عدم الوصول إلى كأس العالم فهو أمر لا يجوز تفسيره بصورة مطلقة كما قال الكابتن حسن شحاتة بأنه يرجع إلى نظام التصفيات، وظروف المواسم فى شمال إفريقيا مقارنة بالمواسم فى الجنوب وفى غرب القارة.. فتلك الاختلافات فى توقيتات المواسم وعلاقتها بالصيف والشتاء تسرى على بطولات الأمم الإفريقية من ناحية جاهزية منتخبات الشمال مثلا، حيث تقام البطولة فى يناير غالبا وهو منتصف الموسم فى مصر وتونس والمغرب والجزائر، بينما هو بداية الموسم فى الجنوب.. ولم نسمع من منتخبات الجنوب والغرب الإفريقى أنها تبرر فوز مصر باللقب الإفريقى بسبب اللعب فى الشتاء الشمالى بينما هى فى فترة الصيف الجنوبى.. لكن هناك اللغز الكبير.. لماذا تأهلت تونس 4 مرات وكذلك المغرب بينما لم تتأهل مصر فى إطار نظام تصفيات واحد؟
وإذا كان اللاعب المصرى يستهتر ويتعالى ولا يهتم بالتمرين مع ناديه، وينتظر
معسكرات المنتخب، فإن ذلك يعد خللا نسأل نحن عنه وليس نظام تصفيات كأس العالم ولا الاتحاد الإفريقى.. وغياب التعاون الفنى والكامل بين مدربى الأندية وبين جهاز المنتخب مسألة تستحق وقفة من جانب اتحاد الكرة، لأن مدرب المنتخب من حقه أن يلم بالتفاصيل وأن يناقش وينتظر المعاونة من مدربى الأندية.. وهذا يقودنا إلى ما سبق وطرحناه عن تشكيل اللجنة الفنية باتحاد الكرة، وعن تحليل أسباب الفوز بثلاث بطولات متتالية للأمم، وعن تفوق الأندية المصرية فى البطولات الإفريقية.. فما هى أسلحة اللاعب المصرى، وكيف هزمنا منتخبات تضم جيوشا من اللاعبين المحترفين، بينما فريقنا الوطنى كان معظمه من المحليين.. كيف حققنا هذه المعجزة فى وقت تطالب فيه مصر كلها منذ 25 عاما بفتح باب الاحتراف الخارجى كى نفوز بكأس إفريقيا؟!
ملاحظة عابرة: سبق أن أجبت عن تلك الأسئلة، لكنى كنت أظن ومازلت أظن أن الأمر عند اتحاد الكرة أهم كثيرا من كل الأمور الأخرى.. أقول كنت أظن؟
نقلا عن جريدة الشروق المصرية