بكلمات صادقة تدخل القلب والعقل في آن واحد بعثت تقول: أنا سيدة في الأربعين من عمري نشأت في أسرة مترابطة مكافحة لأب عامل باليومية وأم ربة بيت وكنت الأخت الوحيدة لخمسة أشقاء كانوا يتسابقون لرعايتي والاهتمام بي خاصة أخي الكبير الذي كان حافظا للقرآن الكريم كاملا حريصا علي أن يتأدب بآدابه ويعلمنا جميعا تلك الآداب. كانت أول خدمة في حياتي عندما رحل أبي بعد صراع مع المرض ثم كانت الصدمة الأكبر عندما لحق به أخي الكبير وأبي الثاني بعد ان أصيب بفشل كلوي وانتظم ستة شهور علي جلسات الغسيل وعندما قررنا ان يتبرع له أحدنا بالكلي التي ترحمه من تلك المعاناة كان أجله قد انتهي واستراح الي الأبد. احتوتني أمي وباقي اخوتي ليخرجوني من دائرة الحزن التي دخلت فيها واقنعوني بالزواج من أول رجل مناسب تقدم لي فوافقت لأني رأيت فيه كفاح أبي وكان يعمل بنفس مهنته كما شعرت فيه بحنان أخي الراحل. بدأت حياة بسيطة في شقة مشتركة ورزقني الله بثلاثة أبناء صاروا قرة عيني وقبل ان يكمل ابني الثالث شهرا من عمره رحل زوجي فجأة. التف أخوتي وجيراني حولي وأبنائي في الأسابيع الأولي ثم انشغل كل منهم بحياته فاستعنت بالله وخرجت للعمل تارة في البيوت وأخري في الحضانات وثالثة في بيع الخضار ومضت بي السنون حتي حصل ابني الكبير علي مؤهل متوسط ووصل شقيقه للمرحلة الثانوية. في الفترة الأخيرة بدأت صحتي تضعف وقدرتي علي العمل تتراجع فسعيت حتي وفقني الله في الحصول علي رخصة كشك ولكنني فشلت في تدبير نفقات إقامته وما يلزم من بضاعة هنا ولأول مرة في حياتي فكرت في طلب المساعدة وبعثت إليكم علي أمل ألا تخذلوني. س. ص. م القاهرة