استوقفتني تصريحات كل من د. محمد بديع المرشد الحالي للإخوان ومحمد مهدي عاكف المرشد السابق الصادرة منهما في صورة رسائل متزامنة. رسائل عاكف نوعان: * الأول.. تجاوز فيه حدود النقد المباح إلي أسلوب التطاول الذي لا يصح ابداً ان يصدر من شخصية في حجم ومكانة وعلم المرشد السابق مهما اختلف مع خصومه مثل وصفه للنخبة بالفقاعات الصغيرة ولتصريحات المهندس حسب الله الكفراوي عن تأجير قناة السويس لقطر بأنها كلام صغار وتافه!! * الثاني.. أؤيده فيه تماماً حينما قال بالحرف الواحد: نعم.. كان الإخوان في قمقم ولكنه كان صلباً وقوياً ولم يستطع أحد اختراقه وفتحت عليهم الدنيا بصورة لم يكن يتوقعها أحد. أؤكد .. ان هذه الرسالة بالذات في منتهي البلاغة حيث تعبر بصدق عن الواقع المعاش.. فالإخوان كانوا فعلاً في قمقم محكم الغلق وعندما فتح بعد ثلاثة أيام من ثورة يناير انتشروا وارادوا ابتلاع البلد بما فيها.. وهم معذورون بعض الشئ.. فقد كانوا جياعاً وعطاشي فأخذوا يلتهمون وينهلون من كل شئ بشراهة دون وعي.. المهم ان يستحوذوا علي كل الطعام والشراب سواء الذي يصل إلي ايديهم أو حتي البعيد عنهم!! وهو مايفسر حالة السيطرة والتكويش التي انتابتهم وسعرتهم ويسعون اليها في كافة مفاصل وصواميل الدولة. أما رسائل بديع والتي اطلقها تحت عنوان "نداء ورجاء" بمناسبة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.. فان لي عليها اسئلة بريئة جدا أوجهها للمرشد: * تذكر أحمد شفيق بأن هناك من يريد ان يشوه الانتخابات عن طريق التزوير بشراء الأصوات بالمال الحرام.. فهل شراء الإخوان للأصوات بالأموال وشنط الأرز والمكرونة والزيت والسكر والفراخ حلال أم حرام أيضا؟ * تطالب الجيش والشرطة بالحرص علي أداء الواجب بأمانة والالتزام بالقانون باعتبارهما المؤتمنين لحماية العملية الانتخابية.. فهل تعتبرهما لم يكونا ملتزمين بالأمانة والقانون خلال الانتخابات البرلمانية التي اكتسحها الاخوان وخلال الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية التي قفز أحد الإخوان فيها إلي صدارة المشهد؟ * تؤكد علي الأقباط أنهم اخوة ومواطنون كرام عانوا مع الإخوان من الفتنة الطائفية والتفرقة في المعاملة.. فهل هذا الكلام يستقيم مع آراء الإخوان المناهضة للأقباط أصلاً؟! * تحث الشعب المصري كله علي ان اللحظة الحاسمة حانت لجني اعظم ثمار الثورة.. فمال الاخوان بالثورة اصلا؟ الم يركبوها بعد ثلاثة أيام وخطفوا غالبية ثمارها بمفردهم وحرموا منها أصحاب الثورة الأصليين.. الشباب؟!! أم سنزيف التاريخ؟! ثم.. وهذا هو الأهم .. لماذا الرسائل من المرشد بديع؟ ما صفته الرسمية أو الحزبية أو الدينية؟! إذا كانت هذه الرسائل قد وجهت من القوات المسلحة التي تدير البلاد أو من مجلس الوزراء "الحكومة" أو من رئيس البرلمان "الإخواني" أو من الإمام الأكبر أو المشيخة أوا لمفتي أو الكنيسة أو رئيس حزب ما بما فيها الحرية والعدالة "الاخواني" أو النور "السلفي" أو "الوفد" الليبرالي فإنها ستكون مستساغة ومقبولة لأن كلا من هؤلاء له صفة ولكن.. ما هي صفة المرشد وما وضع جماعته قانونياً لكي يخاطب شعب مصر بكافة اطيافه؟! هل يعتبر نفسه "زعيم الأمة" الذي يعلو ولا يعلي عليه؟ بأي حق؟ حفظ الله مصر وشعبها.