* تاريخ الرومانسية عرف كثيراً من الثنائيات التي ضرب بها المثل ومازال في الحب والعشق والاخلاص والكفاح من اجل الوصول الي الزواج والارتباط.. من روميو وجوليت علي عبلة وعنتر الي قيس وليلي الي كليوباترا وانطونيو الي غيرها من عشرات الرموز في عالم الرومانسية ومعظمها اعمال خلدتها السينما بشكل أو بآخر وبتصرف ومحاكاة حسب رؤية مولفها.. لكن لا أتصور ان هناك مؤلفاً او كاتب سيناريو يستطيع ان يتخيل حكاية حب مثل تلك التي سطرها اثنان من المناضلين الفلسطينيين ضد الاحتلال الاسرائيلي الشاب الفلسطيني نزار من حركة فتح والفتاة الفلسطينية احلام من حركة حماس واتمني ان يتبني احد مخرجي السينما هذه الحكاية وهذه القصة الرومانسية التي ولدت وترعرعت داخل جدران السجون الاسرائيلية وامتدت ثلاث عشرة سنة كان فيها المحبان بعيدا عن بعضهما ويعيشان ظروفاً وضغوطاً وينفذان احكاماً بالسجن قد يستحيل معها لقاؤهما ولكن الحب يصنع المعجزات ويجعلهما يقرران الزواج الرسمي وكل منهما وراء سجن بعيد عن الأخر ويحدوه امل ضعيف في الخروج من المعتقل الاسرائيلي .. زواج رومانسي قوي وحكاية اصعب من حكايات عشاق السينما وعشاق التاريخ الرومانسي .. فنزار الشاب الفلسطيني الذي حكم عليه بالمؤبد في اسرائيل بتهمة الارهاب شاهد احلام لأول مرة في حياته وهي تزورة في سجن اشكلون بحكم القرابة وحدث وئام بينهما وتبادلا الرسائل ولكن في احدي ليالي عام 2001 تم القبض علي احلام هي الأخري علي اثر انتفاضة الاقصي في تهمة التخطيط لهجوم انتحاري ودخلت السجن ايضا بحكم مؤبد وبعد معاناة شاهدا بعضهما مرتين من خلف الاسوار وحاولا الزواج عدة مرات الا ان السلطات الاسرائيلية منعت ذلك الي ان تزوجا بوكيلين والد نزار وشقيق احلام ومكث 13 سنة وراء القضبان بعد زواجهما علي الورق.. وبعد ان اعلن عن خروجها مؤخرا في صفقة وفاء الاحرار تم تفرقتهما من جديد حيث رحلت احلام الي الاردن وفرضت الاقامة الجبرية علي نزار في رام الله .. ولكن الحب جعله يحاول ويحاول عشرات المرات الي ان نجح في الوصول الي محبوبته في الاردن ليتزوج الاسيران العاشقان المناضلان بعد 13 سنة من عقد قرانهما الذي كان لا أمل في اتمامه اصلا . * انها قصة حب تضاف إلي قصص التاريخ فهي حب تحت الحصار والظلم الاسرائيلي لفتي من حركة فتح وفتاة من حركة حماس تزوجا وتصالح قلباهما بعيدا عما يحدث من خلاف بين الحركتين علي الارض.. حكاية لو تم صياغتها في فيلم سينمائي جيد لاستحقت جائزة اوسكار الرومانسية .. فهل يمكن ان تقدمها السينما المصرية بالمشاركة من اهلنا في فلسطين.. اتمني ذلك.