لليوم الثاني علي التوالي توافد الآلاف ليلا علي ميدان التحرير اعتراضا علي الاحكام الصادرة ضد الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه الستة. وشهدت الليلة الماضية ايضا حضورا قوياً وكبيرا لألتراس الأهلي والزمالك وبعض الاندية الاخري حيث قادوا المتظاهرين. شن الجميع هجوما عنيفا علي القضاء مطالبين بتطهيره وسرعة اقالة النائب العام لتقصيره في تقديم ادلة كافية للمحكمة لادانة الرئيس المخلوع.. كما هتفوا ضد المجلس العسكري والمرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق.. كما طالبوا بمحاكم ثورية لمبارك ورموز النظام السابق. طالب المتظاهرون بالتحرير بسرعة إعادة محاكمة الرئيس السابق مبارك ونجليه ورموز نظامه واسناد المحاكمة لدائرة أخري برئاسة المستشار حسام الغرياني رئيس المجلس الاعلي للقضاء مع الزام النظام السابق في وقائع قتل الثوار والفساد المالي والاقتصادي.. ونددوا باختزال محاكمة مبارك في حصوله علي أراض وفيلات مؤكدين أنه أفسد الحياة جميعها علي مدار 30 عاما فترة حكمه للبلاد. طالب البعض بضرورة تشكيل مجلس رئاسي يضم عدداً من الشخصيات البارزة التي تعبر عن الثورة وافكارها ولكن ظهر الانقسام واضحا بين عدد من القوي السياسية والحركات الثورية حول امكانية تطبيق ذلك علي ارض الواقع بالاضافة إلي شكوك حول موافقة المجلس الأعلي للقوات المسلحة بعد انتهاء الجولة الاولي من الانتخابات الرئاسية وخوض مرسي وشفيق جولة الاعادة في انتخابات حرة ونزيهة يومي 16 و17 يونيو القادمين. وشهد الميدان حلقات نقاشية ومداولات بين متظاهري التحرير فهناك من اكد ان الحكم علي مبارك والعادلي اعاد الثوار للميدان مرة اخري كما عبرت جماهير الألتراس عن رفضها للاحكام علي طريقتها الخاصة بالهتاف ورفع ايديهم إلي اعلي بينما رأي آخرون أن الحكم جاء مخيبا للآمال واهدر دم الشهداء وطالبوا بالقصاص العادل واعادة المحاكمة حتي تنعم ارواح الشهداء بالراحة بينما اكد آخرون علي ضرورة سرعة اصدار قانون العزل السياسي قبل انتخابات جولة الإعادة بين شفيق ومرسي. وقد ضرب الشلل المروري والفوضي كل ارجاء التحرير وميدان عبدالمنعم رياض وكوبري أكتوبر الذي تعطل السير عليه اثناء مسيرة من الشباب عليه متجهة للتحرير مطالبين باعدام مبارك والقصاص لأرواح الشهداء. كان هناك انتشار ملحوظ للباعة الجائلين بالميدان خاصة عربات الكشري وحمص الشام والمسليات والمشروبات رخيصة الاسعار وقد ادي ذلك لوقوع بعض المشاحنات بين الباعة وبعضهم البعض حول استحواذهم علي الزبائن. وقد ارتفعت اعداد الخيام لتصل لاكثر من 20 خيمة موزعة ما بين حديقة الميدان "الصينية" ومجمع التحرير وبجوار مسجد عمر مكرم لا ينتمي اصحابها لأي تيارات سياسية. اللجان الشعبية بدأت في وضع اسلاك شائكة واعمدة حديدية علي مداخل ومخارج الميدان بعد اعلانهم ان هناك بعض المندسين حاولوا استدراج متظاهرين تحت تأثير الغضب عقب الحكم علي مبارك لمهاجمة وزارة الداخلية وهو ما رفضه المتظاهرون وتم طرد المندسين وعناصر الشغب من الميدان. عدد من شباب الألتراس اكدوا انهم ينتظرون الانتهاء من الامتحانات هذه الايام حتي يتمكنوا من الاعتصام بالميدان وعدم مغادرته لحين تحقيق مطالب المتظاهرين.