من الواقع - زيارة مرسي للسفارة السعودية الخطأ الرابع للإخوان !

لست أدري لماذا قام الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة لمنصب رئيس الجمهورية بزيارة السفير السعودي بالقاهرة السيد أحمد بن عبدالعزيز قطان في مقر السفارة والاجتماع به دون صدور تصريح منه عن سبب الزيارة لا قبل القيام بها ولا بعد إتمامها.
كل ما عرفناه عن الزيارة جاء في تصريح للسفير قطان بأن المملكة تقف علي مسافة متساوية من جميع مرشحي الرئاسة. وكل ما تتمناه المملكة هو الأمن والاستقرار لمصر. وأن تعود لتلعب دورها البناء والرائد علي المستوي العربي.
إننا سوف نأخذ تصريح السفير قطان علي محمل حسن النية فيما يتعلق بقوله: إن المملكة تقف علي مسافة متساوية من جميع مرشحي الرئاسة. ولا نتجه به لتأويل أو تفسير يحسب ضد الدكتور مرسي. وكأنه ذهب لطلب ما.
لكن السؤال: لماذا اختص المرشح الرئاسي السفارة السعودية وسفيرها قطان بالزيارة. خاصة كما قلت انه لم يوضح السبب؟!.. وهل في نيته أن يزور سفارات باقي الدول الخليجية بالقاهرة والدول العربية الأخري؟! أم أنه سيكتفي بهذه الزيارة؟
وهل ستمتد زيارة المرشح الرئاسي وهو مرشح حزب الأغلبية البرلمانية إلي زيارات مماثلة للسفارات الأجنبية.. الأمريكية مثلا.. والبريطانية والفرنسية والألمانية والإيطالية؟
وهل هذه البادرة من الدكتور مرسي اشارة لباقي المرشحين للرئاسة بأن ينهجوا نهجه ويقوموا بزيارة سفارة المملكة الشقيقة.. ثم يتجهوا لزيارة باقي السفارات؟!
نريد بصراحة أن نسمع من الدكتور مرسي نفسه تفسيراً منطقياً لهذه الزيارة في هذه الظروف بالذات ولغيرها إذا تكررت منه.. وليس معني طلب هذا التفسير أن هناك موقفاً من السفارة السعودية وسفيرها في القاهرة.. فقد سبق أن أكدنا علي أن العلاقات بين البلدين الشقيقين علاقات ذات مستوي خاص من الترابط والأخوة. وأن السفير قطان له مكانة خاصة في قلوب المصريين.
لكن الحديث موجه للدكتور مرسي مع كل الاحترام لشخصه وتواضعه وأسلوبه المهذب: أنت يا دكتور مرشح لرئاسة مصر. وهو أعلي وأرفع منصب يطمح اليه أي انسان فهل من اللائق أن يقوم مرشح الرئاسة بالمرور علي السفارات وزيارتها. والمفروض أنه يعرف قدر المنصب الذي يمكن أن يعتليه وقدر البلد الذي سيحكمه؟!
في رأيي الشخصي وقد أكون مخطئا أن ذلك لا يتسق أبدا مع الخطوة التي أقدمت عليها بزيارة السفارة السعودية ولا أية سفارة أخري إذا كانت النية تتجه لذلك.
لو أن السفير أحمد قطان هو الذي طلب لقاءك أو أي سفير آخر واستقبلته في مقرك الانتخابي. ما كان للعتاب وجه في هذه الحالة.. لأن من واجبك حينئذ أن ترحب به وتبحث معه أي موضوع يثيره ويتعلق بالعلاقات بين البلدين. أو حتي أي موضوع شخصي. باعتبار ما سوف يكون إذا فزت في الانتخابات وتبوأت المنصب الرفيع.
لقد سبق ان اعترفت يا دكتور مرسي بأن الإخوان "حزب الحرية والعدالة" أخطأوا ثلاث مرات عند اعلانهم أنهم لن يدفعوا بمرشح يمثلهم لانتخابات الرئاسة. وعدم مراعاتهم للمزاج العام للمجتمع عند تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور. ثم عدم القدرة علي القيام بالدعاية الانتخابية لمرشحهم نظرا لضيق الوقت.. أفلا تري معي يا دكتور مرسي أن هذه الزيارة التي قمت بها للسفارة هي الخطأ الرابع الذي وقع فيه الإخوان. وكنت أنت من ارتكبه؟!
لو انفتح الباب للمرشحين للرئاسة 13 مرشحا لزيارة السفارات الموجودة في القاهرة قبل إجراء الانتخابات لانفتح في نفس الوقت باب واسع للفتن وعدم الشفافية والمصداقية والنزاهة في هذه الانتخابات.
لذلك فإننا ننتظر توضيحا من الدكتور مرسي في أقرب فرصة. ولعله يكون توضيحاً مقنعا وشافيا.