أكد السفير كمال حسن علي سفير السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية في حواره مع "المساء" أن الجيش السوداني استطاع تحرير هجليج خلال 10 أيام فقط وهي معجزة بالمعايير العسكرية وكان يمكن استعادتها في 72 ساعة لولا أن الجيش حاول الدخول دون تدمير منشآت البترول لأنها منطقة حساسة. متهماً إسرائيل بأنها احتضنت تحرك الجنوب منذ البداية. وكذلك أمريكا التي لعبت الدور الأكبر والمعلوم رغم ما تبديه من مواقف تبدو مع القانون الدولي بينما خبراؤها يعملون في الجنوب. * في البداية كيف حرر الجيش السوداني هجليج. وكيف خططتم لذلك؟ ** نجحنا في تحرير هجليج خلال 10 أيام فقط وهي معجزة بالمعايير العسكرية. فحركة الجيوش النظامية تختلف عن حركة العصابات والمجموعات الصغيرة وكان يمكن استعادتها في 72 ساعة لولا أن الجيش حاول الدخول دون تدمير منشآت البترول لأنها منطقة حساسة. وفي الواقع أن الهدف الأساسي للمتمردين من الاحتلال كان تدمير البني التحتية في هجليج. والدليل أنه بعد تحرير الجيش السوداني اكتشفنا 1200 قتيل وكان بينهم قتلي من جنسيات غير الجنوبية. وكان هدفهم وقف ضخ النفط في شمال السودان. فالجنوب ارتكب خطأ استراتيجياً عندما أوقف ضخ البترول في الجنوب. * هل تم حصر حجم الخسائر؟ وماذا ينوي السودان بعد تحرير هجليج؟ ** المهندسون السودانيون استطاعوا اطفاء حرائق النفط بدون خبرات أجنبية وبدأت عملية احصاء الخسائر حيث تم تدمير أكثر من 60% من هجليج وايقاف نحو 40 ألف برميل في اليوم ولكننا سنتمكن من اعادة تشغيل البترول. فأصبحنا نعتمد علي كوادرنا التي أصبحت تعمل بروح الجهاد. فنحن في حرب مفتوحة. أما الانتاج فسيزيد انتاجنا من البترول حيث ستكون هناك 75 ألف برميل إضافية في شهر يوليو القادم وسوف تحدث نقلة كبيرة جداً في السودان كما سيتم ادخال صادرات جديدة من الذهب تقدر بنحو 2 مليار دولار وهو ما أصاب الجنوب بالجنون والذعر لأنه شعر أنه يخنق نفسه. * إسرائيل لعبت دوراً سيئاً في احتلال الجنوب لهجليج. كيف تري ذلك؟ ** إسرائيل بدأت دعم جنوب السودان منذ عام 1955 فهي موجودة بخبرائها وأسلحتها ودعمها اللوجستي والفني منذ زمن فتمرد الجنوب كانت تحتضنه إسرائيل منذ البداية. والدور المعلن الآن أيضاً هو الأوغندي فالأدوار الخارجية منسقة ومرتبة لايذاء السودان والغرب لا يساعد دولة من أجل عيونها وإنما تكون لديه مصلحة حقيقية في ذلك. فهو يخدم مصلحته فقط وهو ما ظهر واضحاً في جنوب السودان. * وماذا عن الدور الأمريكي في اللعبة؟ ** الدور الأكبر والمعلوم هو الدور الأمريكي فأمريكا تحاول ابداء بعض المواقف التي تتوافق مع القانون الدولي بينما يوجد المستشارون الأمريكيون في جوبا ويعملون في الجنوب. فأمريكا مارست حصاراً اقتصادياً قاسياً منذ 1997 علي السودان أثر بشكل كبير علي السكك الحديدية والطيران ومعدلات التنمية في السودان ولكننا دولة عصية علي الضغوط كلما ازدادت تجاوزناها. * كيف تنظر الي الدور المصري في أزمتكم الأخيرة؟ ** الدوري المصري نثمنه جداً حيث كان فيه اشفاق الأخ علي أخيه. كما أن المشير طنطاوي اتصل بالرئيس عمر البشير وزارنا وزير الخارجية وزار جوبا. وحاول احتواء النزاع ولكن الجنوب رفض الاستجابة وكذلك الدور الشعبي المصري كان جيداً وهذا هو المتوقع من مصر. * وماذا عن الجامعة العربية ودورها في التعامل مع المشكلة؟ ** بصراحة للأسف البيان الأول للجامعة لم يكن مرضيا لنا في السودان وقلت للأمين العام ذلك وطلبت منه اصدار بيان آخر فكانت هناك استجابة سريعة منه وصدر البيان الثاني وكان أفضل وأقوي. فنحن حريصون علي أن تكون مواقف الجامعة قوية وليست مجرد دعوة الطرفين للتهدئة. * كنتم قد طلبتم من مصر تصدير الغاز وقوبل هذا الطلب بالرفض.. ماذا بعد قرار وقف الغاز لإسرائيل هل تطلبون مرة أخري وما تعقيبكم علي ذلك؟ ** مصر رفضت الطلب السوداني لعدم وجود احتياطي لديها ووعدت بأنه في حال توفر اكتشافات جديدة وتوفر احتياطي لديها ستقوم بالتصدير لنا. أما بالنسبة للغاز المصري لإسرائيل لا أريد التعليق فقد تعيد مصر الغاز لإسرائيل بأسعار جديدة أو ترفض فهذا حق سيادي لها. ولكن اذا كانت توفرت فوائد لمصر فالأولي به السودان.