يوم ملئ بالمفارقات شهدته الاسكندرية منذ الساعات الأولي من الصباح فلأول مرة يتمكن الشيخ "أحمد السيسي" من سحب البساط من الشيخ "أحمد المحلاوي" إمام مسجد القائد ابرهيم في خطبة الجمعة.. حيث قاد "السيسي" الصلاة أمام المنطقة الشمالية وخلفه مجموعة من الشباب والسلفيين المعتصمين.. بينما غاب الشيخ المحلاوي عن خطبة مسجد القائد ابرهيم.. وأما المفارقة الثانية فهي في قلة المنشورات الموزعة كالمعتاد كل جمعة لتقتصر علي قلة تدعو للحشد والتظاهر ولعل المفارقة الأغرب هو قيام جماعة الإخوان المسلمين بحشد أتباعهم في "150" أتوبيس للمشاركة في تظاهرة التحرير. كانت الاسكندرية قد شهدت مظاهرات يتراوح المشاركون فيها ما بين أربعة وخمسة آلاف ولم تكتمل المليونية كما كان معلن عنها.. وانطلق جزء منها من مسجد القائد ابراهيم لتنضم الي المظاهرة المتواجدة أمام المنطقة الشمالية. تمكن المتظاهرون من ضبط أحد العاطلين يستغل المظاهرات ويحاول قذف مكتبة الاسكندرية بالحجارة واقتحامها وبتفتيشه عثر بحوزته علي "مطواة" وتم تلقينه درساً قاسياً حتي لا يحاول افساد الجو السلمي للتظاهر. جماعة الإخوان المسلمين قامت بتوزيع بيان لها تحت عنوان "اوقفوا قتل المصريين فوراً" وطالبوا من خلاله اقالة الحكومة ورفع يد المجلس العسكري عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور واجراء انتخابات نزيهة وتحميل المجلس العسكري ما يجري من اعتداءات علي المعتصمين.. أما أهل السنة والجماعة فقد أصدرت بدورها بيانا تدعو فيه أبناء الاسكندرية للحشد بالتحرير من أجل تقرير مصير مصر.. وأدانت مخطط احراق مصر وتفتيت القوي الثورية وتدمير الاقتصاد وصناعة الاحباط وخلق الأزمات والتمسك بحكومة فاسدة.. كما طالبوا بعقد جلسات البرلمان بالميدان واصدار قرارات ثورية بتنحية المجلس العسكري ونقل السلطة. وشارك في المظاهرة عدد من نواب الإخوان منهم "صابر أبو الفتوح" و"كارم محمود" والقيادي علي عبد الفتاح وغيرهم. انتشرت اشاعة عن محاولة اقتحام معسكر الأمن المركزي بمنطقة الدخيلة وقذفه بالطوب بينما الحقيقة هو تظاهره بعض أبناء الدخلية أمام أبواب الميناء لرفضهم خروج شحنة من "الفحم" لأحد المصانع لتلويثها للبيئة وقام ضباط الميناء والقوات البحرية باحتواء الأزمة مبكراً مع الوعد بمناقشة طلبات المتظاهرين. وفي خطبة الجمعة التي كان نجمها الشيخ "أحمد السيسي" أكد علي ضرورة حماية المواطنين وحقهم في التظاهر والأزمات المفتعلة مؤخراً داعيا الشباب بالتوحد ونبذ الخلافات لمحكمة رموزالفساد والنظام السابق. أقيمت صلاة الجمعة بعيداً عن مسجد سيدي جابر الذي يقع علي بعد خطوات من المنطقة الشمالية وأقامها السيسي علي أحد الأرصفة المواجهة للمنطقة الشمالية.. وتم وضع منصة للائتلافات الشبابية للتحدث من خلالها وشهدت المظاهرة مناوشات تم احتواؤها سريعاً بين الشباب الثوري وشباب الاخوان حول الميكروفونات والبيانات التي يتم توزيعها. شارك في المظاهرة أحزاب النهضة والمصريين الأحرار والبناء والتنمية وحملة "حازمون".. والإسلامييون الثوريون..وحركة 6 أبريل الديمقراطية وحملة "سليم العوا" والجماعة الإسلامية.. وحملة محمد أبو الفتوح والدعوة السلفية و"لازم" و"كفاية" والاشتراكيون الثوريون وغيرهم. شهدت المظاهرة السلمية للشباب أحداثاً مؤسفة حينما قامت قلة بقذف المنطقة الشمالية بالطوب وتسلق الأسلاك الشائكة في محاول لاقتحام مقر المنطقة الشمالية.. إلا أن شباب الثورة بالتعاون مع أبناء منطقة سيدي جابر الذين زحفوا لحماية المنطقة قاموا بعمل دروع بشرية أمام مقر المنطقة الشمالية. قام مجموعة من الشباب المندفع بقطع طريق الترام وتعطيل حركة المرور وهو ما دفع أيضاً الائتلافات الثورية والمدنية كرد فعل لانسحابها من الاعتصام اعتراضاً علي الأزمات المفتعلة مع المنطقة الشمالية العسكرية وقامت جماعة 6 أبريل والجبهة الديمقراطية بالانسحاب أيضاً في ظل مغادرة جماعة الإخوان المسلمين للموقع في أعقاب صلاة العصر. من ناحية أخري قامت مجموعة من حركة "حازمون" من ضبط ثلاثة أشخاص اثنين منها كانا يقومان بتصوير المتظاهرين صور شخصية والثالث حضر ومعه "كلاب" مدربة علي الهجوم لاثارة الذعر بين المتظاهرين وتم اصطحابهم الي الخيمة الخاصة باعتصام حركة "حازمون".. كما قام مجموعة من الشباب الذين لا ينتمون الي أحزاب سياسية مع أهالي "سيدي جابر" بجمع القمامة وكنس الشوارع المحيطة أمام المنطقة الشمالية.