ربما لا يعرف معظمنا من مستخدمي الإنترنت موقع ويكيليكس. إنه الموقع الأشهر الآن بل ربما يحتل شهرة أكبر من موقع السي إن إن الأمريكي نفسه. لا لشيء إلا لأنه اعتاد منذ فترة الكشف عن الكثير من الوثائق السرية المتعلقة ببعض الدول مثل العراق وأفغانستان وباكستان وهي وثائق عسكرية عبارة عن ملفات وبيانات ومقاطع فيديو مصورة ورسائل بريد إلكتروني وبرقيات دبلوماسية تصل إلي 90 ألف وثيقة وتسجيل كما ذكرت صحيفة الديلي جراف اللندنية تدين النظام الأمريكي وتتهم البنتاجون بممارسة جرائم الحرب الباردة في تلك البلدان وفي معتقل خليج جوانتانامو الأمريكي في كوبا. الأمر الذي دعا البنتاجون إلي اعتبار هذا الموقع خطراً علي الأمن القومي الأمريكي واعتبار تلك الوثائق من أكبر الاختراقات الأمنية في التاريخ العسكري للولايات المتحدة. بالإضافة إلي وثائق أخري تتعلق بمصر وليبيا والسعودية. الأمر الذي أوجد أزمة ثقة عالمية في قدرة أمريكا علي حماية ما تملكه من وثائق سرية. بالتأكيد قد يري البعض أن هذا الكلام قد لا يعنينا إلا بالقدر الذي يرتبط بنا. ولذلك فإن ما يعنينا أكثر هو ما نشره هذا الموقع عن مصر وهي ليست المرة الأولي التي ينشر فيها الموقع وثائق تتعلق بمصر حيث سبق ونشر أكثر من مرة هذا النوع من الوثائق موجهاً بعض الإتهامات إلينا وقد قامت نوارة نجم المترجمة بقنوات النيل المتخصصة بترجمة العديد من هذه الوثائق لبيان محتواها وتفنيد ما جاء فيها. من بين هذه الوثائق التي نشرها الموقع في الأيام الماضية ما جاء متناولاً أن قطر عرضت علي مصر وقف قناة الجزيرة التي تمثل النفوذ الأكبر لها في المنطقة لمدة عام مقابل موافقة مصر علي تسوية دائمة للقضية الفلسطينية وكذلك الإدعاء عبر وثائق أخري بأن مصر تعاني حالياً بسبب العلاقات المتوترة مع إيران إلي غير ذلك من الوثائق المتعلقة بالانتخابات البرلمانية التي جرت منذ أيام قليلة. هذه المرة أنصح المهتمين بمتابعة ما ينشره هذا الموقع بألا يتعبوا أنفسهم في الترجمة والتحليل والتفنيد. خاصة بعد أن يعلموا أن الشرطة البريطانية "اسكوتلاند يارد" قد ألقت القبض علي الاسترالي جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس" الإلكتروني في لندن بتهمة ارتكابه العديد من جرائم الاغتصاب وهو مقيم في السويد أغسطس الماضي. أليس ذلك أكبر دليل علي وكسة هذا الموقع وافتراءاته؟