مكث نيلسون مانديلا في السجن 27 عاماً. وتفاوض مع حكومة جوهانسبرج العنصرية وهو في السجن. ولما وصل إلي سدة الحكم. وحد بين البيض والسود. وأنهي كل ألوان العنصرية والتمييز. ولم يعامل الآخرين بأحكام مسبقة أو بمواقف شخصية ولا بالانتقام والثأر والأحقاد. فقد كان يهدف إلي بناء مجتمع مثالي ودولة كبيرة وأمة راقية "جنوب أفريقيا" ولم يقص أحداً من خصومه!! وكان من أسرار الزعامة عنده أيضاً أنه كان يقرب منه أصدقاءه ويجعل خصومه أشد قرباً منه. أما عندنا الآن. ونحن في محاولة لصياغة دولة ديمقراطية نظيفة وراقية. نسعي لتحديد ورسم ملامحها. نري أن من أولويات البعض الأخذ بسياسة الاقصاء والاستبعاد. وهذه من أسرار التفاهة عند هؤلاء. وافتقارهم أي صفة من صفات الزعامة التي كان يتحلي بها الزعيم التاريخي نيلسون مانديلا! كان مانديلا يقود من الخلف ويشعر الآخرين بأنهم في المقدمة وأن ما أنجز هو من بنات أفكارهم. وهذه واحدة من أسرار زعامته أيضاً! ومن الأسرار العجيبة عند الدكتور الكتاتني رئيس مجلس الشعب وبعض نواب البرلمان المطالبة بالتصديق اليوم قبل الغد علي قانون مباشرة الحقوق السياسية. البديل لقانون العزل السياسي لكي يرفع المجلس العسكري عن نفسه الشبهات. يعني المطلوب أن يصدق المجلس العسكري علي القانون لينأي بنفسه عن الشبهات وقد كان. بينما يضع الكتاتني ورفاقه أنفسهم في وسط الشبهات عبر تفصيل هذا القانون لإقصاء بعض مرشحي الرئاسة كل جرمهم أنهم خدموا مصر علي مدار السنوات العشر السابقة وأكثر. ولا ندري لماذا لايرفع الكتاتني ورفاقه الشبهات عن أنفسهم ولا يطبقوا هذا القانون. حتي لا يقال إنهم إنما يحاولون افساح الساحة في سباق الرئاسة واغلاقها علي نفر قليل بأعينهم. ليسوا أهلاً لمنازلة ومنافسة الكبار!! ومن الأسرار المخجلة أيضاً أن ينفر بعض البرلمانيين إلي ميدان التحرير وكأن مجلس الشعب ضاق بهم ولا تكفيهم شرعيته. فلجأوا إلي التحرير طلباً للمزيد من الشرعية الزائفة! ومن أسرار الشيخ حازم أبو إسماعيل هذا التنصل من أية مسئولية إذا ما وقع ما يخشي منه من قبل أنصاره جراء استبعاده من الترشح للرئاسة. ومن أسرار الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح. ذلك الانزعاج الشديد الذي انتابه عندما قدم عمر سليمان أوراق ترشحه للرئاسة. وخوفه من منازلته. ومن أسرار عمرو موسي دوره المشبوه في تحويل ملف ليبيا إلي مجلس الأمن وهدمها هدماً جيشاً ودولة.