تعاطف المصريون مع "الفكرة الإسلامية" ومع المشروع الإسلامي لنهضة مصر باعتباره طوق النجاة بعد التخبط شرقا وغربا في السنوات المباركية وما سبقها.. وبطبيعة الحال انتقل هذا التعاطف لمن يحملون هذا الفكر والتوجه. وحظي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل بنصيب وافر من التعاطف والتأييد رغم تحفظنا جميعا علي تلك الحملة الدعائية الضخمة التي تكلفت العشرات من الملايين والتي كانت تكفي طعام آلاف الفقراء من بني الوطن وساكني القبور والعشوائيات. وفي يوم الجمعة 30 مارس تقدم أبوإسماعيل بأوراق ترشحه للرئاسة في موكب مهيب انطلق من الدقي إلي مصر الجديدة وسط قافلة ضخمة من السيارات المحملة بتوكيلات الناخبين. وقال أبوإسماعيل: "لا أستطيع أن أوفي شكرا هذه الجموع الصادقة ولا من رأيتهم يعتصرون من شدة الزحام. وأنا أعلم أنهم يفعلون ذلك لرسالة يؤمنون بها وإدراكا للحظة فاصلة ننقذ بها هذا البلد ويعملون ذلك في سبيل ربهم لا في سبيل شخص. واستقر ضمير اللجنة الرئاسية بعدم أحقيته في الترشح لحصول والدته علي الجنسية الأمريكية وتم استبعاده مع عشرة من المرشحين.. وتقبل الجميع القرار بصورة أو بأخري ولكن أنصار أبوإسماعيل أصابتهم الفاجعة وكأنها نهاية العالم وقامت الدنيا ولم تقعد وأصروا علي الاعتصام أمام اللجنة والاشتباك مع أفراد الأمن ثم نقلوا اعتصامهم لميدان التحرير في جمعة انقاذ الثورة وتحديد المصير. مهلا شيخنا.. أبوإسماعيل.. تذكر ما قلته "أن أنصارك اندفعوا لمؤازتك في سبيل ربهم لا في سبيل شخص" وعفوا.. أنصار أبوإسماعيل.. اذا كان تعاطفكم وتأييدكم للفكرة وليس لشخص فهناك مرشحون إسلاميون لم تطلهم مقصلة لجنة الرئاسة أمثال د. مرسي و د. العوا ود. أبوالفتوح. فلا تكونوا سببا في إفساد الصورة الذهنية التي رسمها الناس للإسلاميين. عفوا.. أولاد أبوإسماعيل.. القضية ليست قضية أشخاص وإنما قضية بلد يريد مغادرة عنق الزجاجة.. والمصلحة القومية العليا تفرض علينا التجرد والايثار لعبور هذه المرحلة والخروج من أزمة مصر الراهنة.