ملاحظة غريبة تلفت الانظار في أحد جوانب العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وهو قضية اليهودي الامريكي جوناثان بولارد فهذا اليهودي تم القبض عليه عام 1985 بتهمة التجسس لصالح اسرائيل ونقل معلومات مهمة اليها بحكم عمله محللا للمعلومات في مخابرات البحرية الامريكية وصدر الحكم عليه بالسجن مدي الحياة. وهذه المعلومات نقلتها اسرائيل بدورها الي الاتحاد السوفيتي السابق في مقابل تسهيل هجرة المزيد من اليهود السوفييت الي فلسطينالمحتلة والدليل علي ذلك ان الولاياتالمتحدة باعتراف وزير دفاعها كاسبر واينبرجر انفقت مليار دولار لاصلاح اثار نقل تلك المعلومات الحساسة. ومع ذلك فان العلاقات الامريكية الاسرائيلية لم يلحق بها اي ضرر واكثر من ذلك فان الولاياتالمتحدة لم تفرض بعدها أي قيود علي عمل اليهود في كافة المناصب الحساسة.وعلي العكس كان كل الرؤساء يتنافسون في ملء تلك المناصب باليهود دون اعتبار ان ولاءهم لاسرائيل يأتي قبل ولائهم لدولة ولدوا وعاشوا فيها ويحملون جنسيتها والنتيجة ان اصبحت الولاياتالمتحدة في حقيقة الامر كتابا مفتوحا علي مصراعيه امام اسرائيل تأخذ منه ما تشاء. ومع ذلك فان الولاياتالمتحدة ترفض اي طلب اسرائيلي لاطلاق سراحه علي الرغم من اعتذار اسرائيل الرسمي لها واعترافها بالتجسس عليها.والحجة البديهية هنا ان بولارد "57 سنة" حاليا وجه ضربة قاسية للامن القومي الامريكي. ويبدو ان الولاياتالمتحدة تحاول اقناع نفسها وشعبها بانها صاحبة الكلمة الاخيرة في علاقاتها مع اسرائيل وان مصلحتها هي محور تلك العلاقة..وهذا نوع من الخداع الذي لا ينطلي علي احد. وننصح حكام واشنطن بالاستجابة لاسرائيل والافراج عنه.فعبثه بالامن القومي الامريكي يتضاءل امام عبث اليهود بهذا الامن في الوقت الحالي.