ندوة قضايا ادبية.. ناقشت رواية زينب عفيفي "شمس تشرق مرتين". قالت د.زينب العسال ان الكاتبة استطاعت ان تعبر - بصدق - عن حالة بطلتها وحالة الافتقاد التي شعرت بها عند زواج الابنة وحالة التوحد بين الشخصيتين. نحن أمام شخصية تعيد تقييم تجربة الحياة وهي شخصية ليست رومانسية علي الاطلاق بل انها تريد الاستحواذ علي كل شيء بعد ان اعطاها الزوج كل شيء وهناك مونولوج داخلي نفسي ينم عن اجترار متاعب النفس البشرية والكاتبة تفتح طاقة للاستمرار عبر شخصيات اخري ورغم المعاناة فإن شخصية شمس تشرق في علاقتها بالفنان التشكيلي صلاح لافتقادها حب الزوج. والكاتبة تقدم بطلتها بصورة غير صادمة للمجتمع وتقاليده وهي كتابة نفتقدها بشدة هذه الأيام. وقال الروائي والناقد محمد قطب ان الرواية تتناول ازمة المرأة في الخمسينيات حيث تعيش حالة من الصراع النفسي الذي ينتج عن شعورها بالوحدة وهي امرأة ارتكنت - في بدء حياتها - إلي العقل ورأت ان العقل هو المنقذ من حالة الفقر التي تعيشها وانه سيكون وسيلة للارتقاء بالمستوي المادي ومن ثم المستوي النفسي لكن وأد القلب له تأثيره القاسي عليها وعانت حالة من الانشطار بين زوجها وواجبها المقدس تجاهه وبين حبيبها القديم الذي ظهر فجأة في حياتها وكان الميدان وثورة 25 يناير والمتظاهرون وانخراطها في هذا الحشد عاملا مهما لرأب الصدع النفسي واستطاعت ان تشرق مرة أخري حين أشرقت الأمة بنور جديد. وذهب الناقد رمضان عبدالله إلي أن الرواية تطرح الحيرة بين الواجب تجاه الأسرة والرغبة في تجربة الحب والحيرة بين الماضي والحاضر وتتبني الكاتبة تقنية الفلاش باك فهي تسترجع علي لسان البطلة بلغة الأنا كما نجد الجانب النفسي يأخذ بعدا هاما فهي تجيد لغة السرد والتصوير للحظات التشتت النفسي ونجحت في جذب تعاطف القاريء مع البطل ولم تنس الكاتبة ان تعرج علي احداث ثورة 25 يناير وقد تبنت الكاتبة اسلوب الكتابة بما يوازي السيناريو السينمائي. اضاف الشاعر جمال عبدالعظيم ان الرواية تعكس الصراع بين الفن والمادة فالقيمة الفنية الخالدة ممثلة في آدمي هو صلاح والمادة بكثافتها وضغوطها علي الإنسان بروحه ودمه وتطلعه إلي ما يزيل عنه كل ما يعيق تمتعه بالحياة وتبدو البطلة مترددة بين القيمتين لأنها غير قادرة علي الحسم. انها رواية لكاتبة تجيد تحليل مشاعر المرأة وتري القاصة مي رفعت ان الكاتبة تجيد البوح وتقتحم الحدث وتدخل القاريء فيه بمجرد ان تقع العين علي أول سطور النص. ان الكاتبة تلقي الضوء علي مشكلة اجتماعية يعانيها جزء كبير من مجتمعنا وهي هل يحق للفرد في خريف العمر ان يبدأ حياته من جديد؟ وهل عندما يسود العقل حياة الإنسان تستقيم أموره في اختياراته علي المدي الطويل؟ اشكالية تطرحها الكاتبة من خلال بطلة الرواية شمس التي يعود إليها حبها القديم وهي في خريف عمرها ليعطيها معاني جديدة للحياة فتشرق مرتين ويلمح القاص السادات طه إلي أن الرواية تحمل معني الحكائية الجميلة والمشوقة وقد ابرزت الكاتبة بحس مرهف منتهي الرومانسية والوجد واستطاعت باقتدار رسم الأماكن واسقاط الحالة النفسية عليها وثمة اللغة السليمة والخيط الدرامي ورسم الشخصيات الشرقية واحوالها النفسية فهي تحب وتعشق لكنها تخضع للعادات والتقاليد.