أزمة كادت تشتعل إلي درجة الانفجار بين البرازيل المستضيفة لمونديال 2014 وبين الفيفا. بعدما قال جيروم فالك الامين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم بأن البرازيل في حاجة إلي "ركلة في المؤخرة". يعني "شلوت" بالبلدي. وحتي تسرع من استعداداتها الواجبة لاستضافة بطولة كأس العالم.. جيروم فالك اعتذر بشدة بعد هذه الجملة. وقدم اعتذاراً رسمياً. لأن المعني كان قاسياً علي رئيسة البرازيل وشعبها.. وقبل البرازيليون باعتذار فالك علي اعتبار أن هناك اختلافات في مضامين الكلمات بين اللغة الفرنسية التي يتحدث بها الأمين العام للفيفا. والتي لا تعني سوي "حث الغير" وبين الترجمة البرتغالية التي نقلت إلي البرازيليين. وتعني الكثير والكثير جداً. كما هي في لغتنا العريقة.. فهذا السكوت. الذي يستهدف المؤخرة مهين جداً. ومستفز أيضاً. لكني للأسف.. أشعر أن بيننا هذه الأيام من يستحق هذا "الشلوت". وفي نفس منطقة الهدف. مع ضربة مؤثرة علشان يفوق ويشوف الدنيا صح. وكيف يتحرك العالم من حوله.. والذين يستحقون هذا الشلوت كثيرون جداً. سواء في منطقة الجبلاية التي ابتلينا فيها ببعض البشر. الذين لا يرون سوي بعض مصالحهم المحددة. ولا يرون. ولو طرف المصلحة العامة. حتي أخذوا السكوت بالفعل ورحلوا. ولكن من يسعون للقفز علي مقاعدهم. اعنف منهم. والدليل حالة التخبط التي يمر بها اتحاد الكرة هذه الأيام. وعدم القدرة علي اتخاذ قرار واضح بشأن مصير مسابقة الدوري. نفس "الشلوت" يستحقه بشكل عاجل بعض رؤساء الأندية. الذين يتاجرون بالمشاعر علي حساب الصالح العام من أجل البقاء في دائرة الضوء. حتي لو خرجت من تحت أيديهم أعظم المصائب.. ويستحقه كذلك كل موظف فرضته الأقدار كي يتحكم في مصير الرياضة المصرية. بفكره الروتيني ومنهجه البيرقراطي.. وكذلك هؤلاء الذين استغلوا التحولات والانقلابات في الواقع العام وارتدوا "بدلة عبده مشتاق" وراحوا يسوقون لأنفسهم لاعتلاء أهم وأكبر المناصب الرياضية رغم أن تاريخهم ملوث. وأقل ما يمكن أن يقال عنه إنه "نصاب كبير".. ثم هؤلاء الذين ابتلينا بهم في الفضائيات والصفحات الرياضية. وهم أجهل من دابة. ولا يجيدون سوي الصريخ والتملق ومد اليد لكل من هب ودب ليصنعوا منه اسطورة. والمتاجرة بأقلامهم وأصواتهم لأنهم يدركون أنهم أمام فرصة ذهبية للتربح ومعالجة كل عقدهم النفسية. لأن الغد قد تسدل عليهم الستائر السوداء من جديد. عندما يطولهم هذا "الشلوت" فيعودوا إلي الأركان المظلمة التي جاءوا منها. لقد فتح علينا جيروم فالك. تعبيراً خطيراً. ولكنه معبر جداً. وإذا كان هو يعني استثارة المسئولين عن التنظيم في المونديال.. أما ما أعنيه فهو الخلاص من عناصر الفساد والتكاسل والرشوة والانتفاع والنفاق والجهلاء والمرتزقة. وأصحاب الروائح الكريهة.. لذلك لابد من "الشلوت".