المنافسة بين شركات الطيران تزداد ضراوة في ظل تطور صناعة النقل الجوي.. كل شركة تسرع في تطوير اسطولها بشراء طائرات جديدة متعددة الطرازات والبعض يتبع سياسة امتلاك أكبر عدد من الطائرات بهدف الاستحواذ علي السوق عن طريق تعدد النقاط التي تصل إليها رحلات الشركة. لم يتوقف الأمر علي ذلك بل تلجأ بعض الشركات إلي انتهاج وسائل متعددة للسيطرة علي السوق واضعاف الشركات المنافسة سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة ودائما البقاء للأقوي الذي يفرض نفسه بأسطوله علي بلدان العالم وخدمة متميزة تساعد علي جذب العملاء. مصر للطيران الشركة الوطنية صاحبة التاريخ والريادة والتي خرجت للنور بمدرسة مصر للطيران يوم 7 مايو عام 1932 بصدور المرسوم الملكي وكانت فكرة طلعت حرب باشا أن تقوم هذه المدرسة بتكوين قاعدة عريضة من الطيارين الذين سيتولون قيادة الطائرات المصرية علي خطوط الشركة التي تحمل اسم مصر وعلمها.. وقد أهدي الطيار كمال علوي طائرته للمدرسة. ثم قامت مصر للطيران بضم 4 طائرات أخري من طراز "جيبس موش". في 7 مايو القادم تحتفل مصر للطيران بمرور 80 عاما علي إنشائها وتأكيدا علي الريادة والنجاح بفضل روادها ورجالها الذين أخلصوا لها ونجحوا في بقائها داخل سوق النقل الجوي بكل قوة ومواصلة مسيرة التقدم والإنجاز للمحافظة علي هذه الريادة. ولكن شاءت الأقدار أن تواجه الشركة أزمة صعبة بعد الأحداث التي وقعت عقب ثورة 25 يناير وتسببت في انخفاض التشغيل حيث وصل حجم حركة الطيران إلي 40% فقط من الحجم الطبيعي. الأزمة التي تعاني منها الشركة الوطنية ليست بسبب الأحداث فقط فهي عادة واجهت أحداثًا كثيرة محلية أو عالمية واستطاعت أن تنجو بنفسها لكن الأزمة الحالية تحكمت فيها طول المدة ورغم ذلك تقف علي قدميها ثابتة وقوية وتوجهها بحلول عديدة علي أمل أن تأتي الانفراجة بعد هدوء الشارع المصري وأيضا العاملون الذين يجب أن يقدموا رايات العمل الدءوب والانتماء ويبتعدوا عن العصيان والمشاكل ويتذكروا دوما أنهم أبناء أعرق شركة طيران وصاحبة الريادة في أفريقيا والشرق الأوسط حيث كانت أول شركة في المنطقة وسابع شركة علي مستوي العالم.. وقد نهضت بكافة أنشطتها وحصلت علي شهادات عالمية من منظمات وهيئات دولية. وقريبا جدا بإذن الله تنتهي الأزمة الطارئة.. ونري طائرات الشركة الوطنية الرابضة علي أرض مطار القاهرة تحلق من جديد في الأجواء تطوف بلدان العالم بعلم مصر الذي يرفرف في عنان السماء.. خاصة أن المؤشرات تؤكد حرص المسئولين علي مواجهة المشاكل بحلول عديدة لتخفيض الخسائر وبدء مرحلة جديدة من الأرباح بعد استعادة التشغيل مرة أخري. علي العموم المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني حريص علي تخطي محنة كافة الأنشطة التابعة للطيران المدني ومنها مصر للطيران من خلال إيجاد الحلول ومنها زيادة ترددات مصر للطيران إلي أفريقيا ودول حوض النيل والتوسع في غرب أفريقيا وزيادة رحلات العمرة هذا العام من أجل الخروج من عنق الزجاجة بشرط أن تهدأ ثورة العاملين بضبط النفس والهدوء وعدم الاستجابة للقلة من مثيري الشغب والأهم دوران عجلة الإنتاج لأنها الطريق الأسرع لتحقيق النجاح. المصريون رجال وقت الشدة.. والطيران المدني في أصعب فترة.. لكن الرجال قادرون علي تخطي المحنة بالعزيمة والرغبة لتحقيق الآمال التي قد يعتبرها البعض مستحيلة.