هناك دعوات كثيرة وجدت صداها لدي الغالبية العظمي من الشعب كانت في مقدمتها "اللي يحب مصر .. ما يخربش مصر". و"لا للعصيان .. نعم للإنتاج" .. وأخيراً "المعونة المصرية في مواجهة المعونة الأمريكية" وتهديدات واشنطن بمنعها. وكلنا يعلم جيداً ان الدعوات الثلاث أتت ثمارها ونجحت .. حتي ان الدعوة الثانية علي وجه التحديد لقنت المخربين والهدامين والمغرضين درساً لن ينسوه لدرجة ان زعيمهم المزعوم آثر السلامة وخلع من مصر تطارده اللعنات. الآن .. هناك هجوم أمريكي أوروبي شرس علي مصر. وتهديدات سافرة بمنع المساعدات وقطع العلاقات علي خلفية التمويل الأجنبي للمنظمات الدولية التي عملت في مصر بدون ترخيص وبالمخالفة للقانون لإسقاط الدولة وتقسيمها ولعلنا جميعاً تابعنا الجزء الأول من القضية من خلال المؤتمر الصحفي لقاضيي التحقيق. أري ان التهديد بمنع المساعدات أو المعونات يجب ألا يخيفنا وان التهديد بقطع العلاقات المفروض ألا يرهبنا .. لماذا؟ وكيف نعوض قيمة المعونة؟ .. الرد الحاسم الشعب هو الحل .. وهو كنز الكنوز. ان العلاقات بين الدول يجب ان تقوم علي الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وليس الاملاءات أو التدخل في الشأن الداخلي للدول .. فهذا خط أحمر وإذا كان جائزاً من قبل فإنه مرفوض تماماً الآن بعد ثورة يناير التي غيرت وجه الحياة وحررت الإنسان المصري من كل قيد وبرمجت بندول العجلة علي ان يدور للأمام فقط ولا يعود للخلف. نحن نحصل علي 3.1 مليار دولار سنوياً أي أقل من 8 مليارات جنيه من أمريكا غير المساعدات العسكرية .. وكلها بشروط قاسية جداً تجعلنا ندور في الفلك الأمريكي وتخنق قرارنا رضينا أم أبينا. وكلنا يعلم ان هذه المعونات تم ربطها في إطار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. ورأيي .. انه إذا أرادت أمريكا قطع العلاقات فهي الخاسرة .. وان أرادت منع المعونة ففي 60 داهية وتكون بذلك قد تراجعت عن كونها راعي السلام .. رغم انها واقعياً لا راعي ولا يحزنون. في الحالتين .. يمكن ان نعوض مبلغ المعونة وأكثر منه في عدة صور تقليدية وغير تقليدية. التقليدي منها مثل دعوة الشيخ محمد حسان "المعونة المصرية". وغير التقليدي مثل الدعوة للعمل والإنتاج وزيادة ساعات العمل دون صرف أجر علي هذه الساعات الإضافية لأن لدي قناعة بأنه لن يجدي أبداً ان يتبرع عامل مثلاً بجنيه أو أكثر ثم يتظاهر ويعطل الإنتاج وبالتالي يتسبب في خسارة لمصنعه وللدخل القومي تفوق ما تبرع به. وحتي لا يفهم المغرضون والمتصيدون كلامي علي انه دعوة لحرمان الناس من حق التظاهر والاعتصام اعتراضاً علي سياسات أو طلباً لحقوق قانونية وحياتية .. فمن الممكن ان نحقق الغايتين معاً .. مجموعة تتظاهر وتعترض وتطالب بحقوقها .. ومجموعة أخري تعمل وتنتج وتضخ أموالاً في شرايين الاقتصاد للوفاء بالمطالب وتعويض ما يمكن ان نفقده من عدم عمل المجموعة الأولي وما سينقص نتيجة منع أمريكا المعونات أو استغنينا نحن عنها بإرادتنا. من هذه الأساليب أيضاً .. فتح أسواق جديدة للتجارة البينية فمن الخطأ الفادح ان تتوقف تجارتنا علي الأسواق الأمريكية والأوروبية والخليجية وهي أسواق ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقرار السياسي الأمريكي. وبصراحة شديدة .. فإن البيت الأبيض يتحكم في هذه الدول .. يقول لها ادفعي وافتحي لمصر تدفع وتفتح . ويقول لها اغلقي تغلق فوراً .. وليس المساعدات التي وعدت بها هذه الدول مصر ببعيد. يجب ان يكون القرار قرارنا .. ان ننوع اتجاهاتنا إلي أسواق الصين واليابان وروسيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وافريقيا. من الأساليب غير التقليدية كذلك التصالح مع المتهربين من الضرائب واتباع أسلوب جديد في تحصيل الضرائب والجمارك والتصالح أيضاً مع المتعدين علي أراضي الدولة ومع أصحاب الأبنية المقامة بدون ترخيص. أعتقد ان حصيلة كل هذا .. ستكون ضخمة .. وضخمة جداً.. تغنينا عن سؤال اللئيم. والمتآمر علي حد سواء. كلمة أخيرة أقولها للشيخ محمد حسان: شكراً علي جهودك المخلصة سواء في مواجهة المعونة الأمريكية أو توضيح مخاطر العصيان المدني مما كان له أبلغ الأثر في فشل الدعوة للعصيان. ربنا يبارك فيك ويحفظك ويكثر من أمثالك.